كنيسة قلب لوزة بإدلب.. المثل الأقدم للهندسة المعمارية

  • 2/28/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تستعرض البوابة نيوز التاريخ الخاص بالكنائس المميزة حول العالم سواء في سبب إنشائها أو تراثها أو طريقه بنيانها وعلى سبيل الذكر تقـع كنيسة قلب لوزة ضمن قرية قلب لوزة الأثرية في جبل باريشـا، شمال غرب إدلب وهي قرية ينتمي أهلها لطائفة الموحدين الدروز، ويعتقد أنها قد شيدت في حياة القديس سمعان العمودي أو بعد وفاته بقليل. كما وقد تم تسجيلها في لائحة التراث العالمي لليونيسكو عام ٢٠١١ كجزء من المدن المنسية السورية. لمحة عامةتبعد عن مدينة إدلب السورية شمالًا بـ ٥٠ كلم وعلى مقربة من طريق عام معرتمصرين. حارم، وتعتبر من أجمل الكنائس البيزنطية في سورية. يعود تاريخها إلى القرن الخامس وبداية السادس الميلادي بينما يعود تاريخ بناء كنيسة قرق بيزة في نفس المنطقة إلى ٣٦١م كأول كنيسة بيزنطية بنيت في سورية. لقد تأثر بناء كنيسة قلب لوزة بقمة فن العمارة السورية القديمة، وسميت بقصر لوزة وأحيانًا قلب لوزة أما المؤرخ الغزي فقد ذكرها باسم قلب لوزة، ولكن بعض الباحثين أطلقوا عليها تسمية ( كاتدرائية ).يبلغ طول بناء الكنيسة ٢٥ مترًا وعرضها ١٥ مترًا وهي ذات صحون ثلاثة، وتتألف من أروقة على الجانبين مزينة بزخارف جميلة، ويعلوها أعمدة وتيجان، ويحيط بها سور من الحجر الكلسي الكبير. معماريًا، كان تصميم مسقط كنيسة قلب لوزة يتخذ الشكل البازيليكي بعناصره الرئيسية الثلاثة:الصحن والجناح الرئيسي أو الوسطي، والرواقان الجانبيان، والمحراب الشرقي أو الشرقية وفي بعض التسميات الحَنْيَة، متجهًا نحو الشرق. وإذا كان لنا أن نوضح تصميم كنيسة قلب لوزة فلا بد أولًا من إيضاح مفهوم المسقط البازيليكي. وتقول المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية إن كنيسة قلب لوزة ظلت تستخدم للصلاة والاحتفالات الدينية حتى القرن الثاني عشر الميلادي، إلا أنها أصبحت مهجورة.تضررت مئات المواقع الأثرية في سوريا خلال السنوات الماضية نتيجة المعارك والقصف، فضلًا عن أعمال السرقة والنهب، إلا أن كنيسة قلب لوزة ورغم وجودها في منطقة ساخنة بقيت بمنأى عن أضرار المعارك.أقسامها١- الرواق أو الدهليز: وهو الممر المسقوف أمام الكنيسة.٢- الصحن: وهو المكان المخصص لاجتماع الناس في الكنيسة، ويمتد من الباب حتى قدس الأقداس٣- بيت القدس أو الهيكل: وهو في وسط الكنيسة، وفيه يقام المذبح.٤- غرفة الشهداء: وهي الغرفة الجنوبية من البناء.٥- غرفة الشمامسة: أو غرفة الخدم المحاذية للمذبح من جهة الشمال.ويضم بناء الكنيسة العديد من الشبابيك ( النوافذ ) والأبواب من جميع الجهات، وأجملها الواجهة الجنوبية التي تضم تسع نوافذ وثلاثة أبواب يتوسطها باب غني بالزخارف وقد نقر فوقه اسم الملاكين ( ميخائيل وجبرائيل ) ويحيــط بالباب رسوم مختلفة من أوراق نباتية تتخللها صلبان ونجوم وشريط من الدانتيلا وأثلام وخطوط هندسية وسلسلة من الزرد ورسوم هندسية تتبعها سيحة من الحبوب والبكر والبراويز. يذكر أن الخبيرة في التراث في الشرق الأوسط ديانا دارك اوضحت أن كنيسة قلب لوزة تعد المثل الأقدم للهندسة المعمارية التي تقوم على واجهة مؤلفة من برجين يفصلهما مدخل مُقنطر، عرفت لاحقًا بالعمارة الرومانسية.وتابعت:"بنى كنيسة قلب لوزة مسيحيون جمعوا ثرواتهم من إنتاج النبيذ وزيت الزيتون، وشكلت الكنيسة مقصدًا للحجاج، كما لزوار دير مار سمعان العامودي القريب وكان التجار والرهبان والحجاج يتنقلون بكثرة بين هذه المنطقة وأوروبا، لذا، ليس مفاجئًا أن تكون وجدت الهندسة المعمارية هذه طريقها تدريجيًا إلى أوروبا، حتى قبل الحملة الصليبية في القرن الثاني عشر".

مشاركة :