نفى فرج بو هاشم، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، أن يكون المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، قد تقدم رسميًا بأسماء أي مرشحين لرئاسة حكومة الوفاق الوطني، التي تخطط بعثة الأمم المتحدة لتشكيلها لإنهاء الأزمة السياسية والعسكرية في ليبيا. وقال بو هاشم لـ«الشرق الأوسط»، من مقر مجلس النواب بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي: «حسب المعلومات لم يتقدم البرلمان السابق حتى الآن بأي أسماء.. ولم يعلن عن تبنيه مرشحًا بعينه». مضيفًا: «برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها أبلغ أعضاء مجلس النواب، بأن الرئيس وأحد النواب سيختارهم المجلس، وتم أمس توجيه خطاب من رئاسة مجلس النواب بهذا الخصوص إلى المبعوث الأممي». وكان مجلس النواب قد ناقش الاحتمالات المترتبة على مفاوضات السلام التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة، خشية تعرض البلاد لفراغ دستوري في حالة إخفاق هذه المفاوضات في الوصول إلى أي اتفاق قبل موعد انتهاء الولاية القانونية للمجلس في العشرين من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مسؤول بالمجلس، أمس، أن لجنة خارطة الطريق قدمت للمجلس أربعة حلول وخيارات، تقتضي إبلاغ الأمم المتحدة باستعداد المجلس لتشكيل حكومة توافق وطني أو إجراء انتخابات رئاسية غير مباشرة وتمديد ولاية المجلس حتى الانتهاء من إعداد مشروع الدستور والاستفتاء عليه مع تقليص التشريعات التي يقترحها رئيس الدولة ويرى أنه يتحتم الأخذ بها لإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية. كما ناقش المجلس إمكانية إجراء انتخابات رئاسية غير مباشرة، ومنح صلاحيات البرلمان للرئيس المنتخب لإصدار التشريعات الأزمة، بينما يقضي الخيار الرابع بإعلان حالة الطوارئ بالدولة وتشكيل مجلس عسكري يدير شؤون البلاد لفترة محددة. وبينما قالت مصادر في برلمان طرابلس، إن «البرلمان غير الشرعي سيرسل وفده إلى جولة الحوار الجديدة في المغرب»، ربط بعض الأعضاء هذه المشاركة بتلقي رد إيجابي من البعثة الأممية بشأن التعديلات التي يطالب بها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محمود عبد العزيز، عضو برلمان طرابلس، قوله إن «قرار المشاركة يعتمد على استجابة ليون.. نحن مستعدون للمشاركة إذا كان الرد إيجابيًا»، مشددًا رغم ذلك على أن «الأجواء إيجابية جدًا ونحن حريصون على إبقائها إيجابية». في غضون ذلك، انفجرت سيارة مفخخة أمس، أمام مقر تابع للأمن المركزي على مقربة من سجن الهضبة بطرابلس، حيث يقبع كبار مسؤولي نظام العقيد الراحل معمر القذافي. لكن مسؤولين في حكومة الإنقاذ الوطني التي تسيطر بدعم من ميليشيات «فجر ليبيا» على العاصمة طرابلس، أرجعوا الانفجار إلى تسرب كبير في خزان الوقود بها، ونفوا سقوط أي قتلى أو جرحى.
مشاركة :