ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تعي‭ ‬إيران‭ ‬تغيير‭ ‬سياستها‭ ‬وترفع‭ ‬يدها‭ ‬عن‭ ‬شيعة‭ ‬العرب

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كشف‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬المتفجرات‭ ‬المهربة‭ ‬للبحرين‭ ‬عبر‭ ‬زوارق‭ ‬بحرية‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬والتي‭ ‬قبض‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬كافية‭ ‬لإزالة‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة‭ ‬من‭ ‬الوجود،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬انضمام‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬المنظومة‭ ‬الإقليمية‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬التزمت‭ ‬طهران‭ ‬بسياسة‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬وتتخلى‭ ‬عن‭ ‬الازدواجية‭ ‬بين‭ ‬اللغة‭ ‬والتصرف،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تعي‭ ‬إيران‭ ‬بتغيير‭ ‬سياستها‭ ‬وترفع‭ ‬يدها‭ ‬عن‭ ‬شيعة‭ ‬العرب‭ ‬وأهل‭ ‬بلدان‭ ‬العرب‭ ‬وتضع‭ ‬حدا‭ ‬لسياسة‭ ‬التفريق‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬طائفي‭.‬ وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬احمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬اللندنية‭ ‬الصادرة‭ ‬امس‭ ‬إن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬أبرمته‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬لا‭ ‬يغطي‭ ‬كافة‭ ‬مصادر‭ ‬التوتر‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استمرت‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬نهجها‭ ‬السابق،‭ ‬فلن‭ ‬تكون‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬قد‭ ‬تحصلت‭ ‬منه‭ ‬شيئا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.‬ وشدد‭ ‬الوزير‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬المسؤولون‭ ‬الإيرانيون‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬أمرين‭ ‬مهمين‭ ‬هما،‭ ‬التنفيذ‭ ‬الأمين‭ ‬لبنود‭ ‬الاتفاق‭ ‬والثاني‭ ‬إصلاح‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬جيرانها‭. ‬فإلى‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭:‬ ‭] ‬بداية‭ ‬بودنا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬حققت‭ ‬زيارة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬ولقاؤه‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬فرنسوا‭ ‬هولاند؟ ‭- ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬حققت‭ ‬الكثير‭ ‬لأنها‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬ثنائية‭ ‬صلبة‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬فرنسا،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬الزيارة‭ ‬الأولى‭ ‬للملك‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬الرئيس‭ ‬هولاند‭. ‬لكنها‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬هولاند‭ ‬إلى‭ ‬الرياض‭ ‬لحضور‭ ‬قمة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬حيث‭ ‬ألقى‭ ‬كلمة‭ ‬رسم‭ ‬فيها‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬مشتركة‭ ‬لفرنسا‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بغرض‭ ‬توثيق‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭. ‬وجاءت‭ ‬زيارتنا‭ ‬للبناء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المعطيات،‭ ‬وحقيقة‭ ‬وجدنا‭ ‬كل‭ ‬ترحيب‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬الذي‭ ‬تناولنا‭ ‬معه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬منها‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإقليمية‭ ‬والتعاون‭ ‬الثنائي،‭ ‬إضافة‭ ‬للمجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬كمسألة‭ ‬شراء‭ ‬طائرات‭ ‬إيرباص‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التخطيط‭. ‬وتم‭ ‬التفاهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تمدنا‭ ‬باريس‭ ‬بخبرتها‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬التخطيط‭ ‬المدني‭ ‬وإفادة‭ ‬البحرين‭ ‬منها‭. ‬كذلك‭ ‬تناولنا‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى‭ ‬كالتعاون‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الأمني‭ ‬أو‭ ‬الطبي‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬المسائل‭ ‬السياسية،‭ ‬فقد‭ ‬تناولنا‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬إجمالا‭ ‬والموقف‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬وأزمة‭ ‬اليمن‭ ‬وتقديرنا‭ ‬لما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬الوضع،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والحرب‭ ‬على‭ ‬داعش‭ ‬والإرهاب‭.‬ ‭] ‬استضافت‭ ‬باريس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬مؤتمرا‭ ‬دوليا‭ ‬حول‭ ‬حماية‭ ‬الأقليات‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬الاضطهاد‭. ‬والبحرين‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬وكذلك‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭. ‬لكن‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬الغربية‭ ‬تطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬وتوجه‭ ‬انتقادات‭ ‬للموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬هجرات‭ ‬السوريين‭ ‬والعراقيين‭ ‬بعشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬باتجاه‭ ‬بلدان‭ ‬الأوروبية‭ ‬فيما‭ ‬البلدان‭ ‬الخليجية‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬مهتمة‭. ‬والسؤال‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬يطرحه‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تفعله‭ ‬بلدان‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الغنية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬اللاجئين‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬تستضيف‭ ‬قسما‭ ‬منهم؟ ‭- ‬حقيقة‭ ‬الحملة‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬تبدأ‭ ‬ولا‭ ‬أعرف‭ ‬أين‭ ‬تنتهي،‭ ‬لكنها‭ ‬حقيقة‭ ‬مليئة‭ ‬بالمغالطات،‭ ‬فلو‭ ‬نظرنا‭ ‬للسعودية‭ ‬مثلا‭ ‬فهي‭ ‬تستضيف‭ ‬مليوني‭ ‬يمني‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬سوري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الفرق‭ ‬أن‭ ‬الذاهبين‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬لا‭ ‬تراهم‭ ‬مصطفين‭ ‬طوابير‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬المطارات‭ ‬أو‭ ‬القطارات‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬الأخرى‭ ‬دون‭ ‬ضجيج،‭ ‬وهناك‭ ‬سؤال‭ ‬مهم‭ ‬وهو‭ ‬هل‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬طوابير‭ ‬اللاجئين‭ ‬يعني‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نستقبل‭ ‬لاجئين؟‭ ‬هؤلاء‭ ‬يستوعبون‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬يصلون‭ ‬إليها‭. ‬ثم‭ ‬أود‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكويت‭ ‬استضافت‭ ‬مؤتمرين‭ ‬لدعم‭ ‬اللاجئين‭ ‬والعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬ولدينا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الألوف‭ ‬من‭ ‬السوريين،‭ ‬وهو‭ ‬الحال‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬وبلدان‭ ‬الخليج‭ ‬الأخرى‭. ‬لكن‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نعلن‭ ‬أننا‭ ‬استقبلنا‭ ‬لاجئين‭ ‬ولا‭ ‬نقيم‭ ‬الضجيج‭ ‬حوله‭.‬ لكن‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬لغة‭ ‬أوضح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وأن‭ ‬نقول‭ ‬بصوت‭ ‬مرتفع‭ ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬طوابير‭ ‬ليس‭ ‬معناه‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نستقبل‭ ‬أحدا،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬نظام‭ ‬وتدابير‭ ‬استقبالهم‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬يلاقونه‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬عنصرية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬فالدولة‭ ‬لدينا‭ ‬تتولى‭ ‬الأمور‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬رفض‭ ‬لاستقبالهم‭. ‬ثم‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلدان‭ ‬الخليج‭ ‬قدمت‭ ‬مساعدات‭ ‬كبيرة‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬الجوار‭ ‬السوري‭ ‬التي‭ ‬تستقبل‭ ‬اللاجئين‭ ‬مثل‭ ‬الأردن‭ ‬ولبنان‭ ‬وحتى‭ ‬تركيا‭. ‬أنا‭ ‬شخصيا‭ ‬قمت‭ ‬بزيارة‭ ‬مخيم‭ ‬الزعتري‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬وإضافة‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬4‭ ‬مدارس‭ ‬تولينا‭ ‬الجانب‭ ‬التعليمي،‭ ‬ونحن‭ ‬نعتبر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يقام‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬الهيئة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬الملك‭. ‬نحن‭ ‬نتعاطى‭ ‬مع‭ ‬السوريين‭ ‬الذين‭ ‬يصلون‭ ‬إلينا‭ ‬ليس‭ ‬باعتبارهم‭ ‬لاجئين‭ ‬بل‭ ‬باعتبارهم‭ ‬مواطنين‭.‬ ‭] ‬دعنا‭ ‬ننتقل‭ ‬إلى‭ ‬الملف‭ ‬اليمني،‭ ‬هل‭ ‬تعتقدون‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الحل‭ ‬العسكري‭ ‬فقط؟ ‭- ‬دعني‭ ‬أقول‭ ‬لك‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬اختار‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الحل‭ ‬عسكريا‭ ‬هو‭ ‬الحوثي‭ ‬وحلفاؤه‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭. ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬انقلبوا‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬ووصلنا‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬ربه‭ ‬منصور‭ ‬هادي‭. ‬لكن‭ ‬الحوثيين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬طردوا‭ ‬وسيطروا‭ ‬على‭ ‬المباني‭ ‬الحكومية‭ ‬واحتجزوا‭ ‬مسؤولين‭ ‬وسلكوا‭ ‬الخيار‭ ‬العسكري‭ ‬وهددوا‭ ‬مصالح‭ ‬اليمن‭ ‬ومصالحنا،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬يتراجع‭ ‬فيها‭ ‬ويلقي‭ ‬السلاح‭ ‬ويعود،‭ ‬فنحن‭ ‬مستعدون‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬سياسية‭ ‬واضحة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المسألة‭ ‬ليست‭ ‬مسألة‭ ‬إنهاء‭ ‬وجود‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬اليمن‭. ‬الموضوع‭ ‬أن‭ ‬الشرعية‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬السلطة‭ ‬وهي‭ ‬صاحبة‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬وما‭ ‬عداه‭ ‬هو‭ ‬تهديد‭ ‬صريح‭ ‬لمصالحنا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬ ‭] ‬هنالك‭ ‬معلومات‭ ‬لدينا‭ ‬حول‭ ‬ضغوط‭ ‬غربية‭ ‬مورست‭ ‬للدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬هدنة‭ ‬ووقف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭. ‬هل‭ ‬تلاقي‭ ‬هذه‭ ‬الطلبات‭ ‬آذانا‭ ‬صاغية‭ ‬لدى‭ ‬بلدان‭ ‬التحالف‭ ‬العربي؟ ‭- ‬هذا‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬وقررنا‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬الشهر‭ ‬هدنة‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬قابلة‭ ‬للتمديد‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬خرقها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحوثيين‭ ‬وحلفائهم‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬الهدنة‭ ‬ولا‭ ‬الالتزام‭ ‬بتفتيش‭ ‬الطائرات‭ ‬لإيصال‭ ‬المواد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وهم‭ ‬يصرون‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬حلفائهم‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬هم‭ ‬لم‭ ‬يلتزموا‭ ‬بأية‭ ‬تعهدات‭ ‬ويريدون‭ ‬إنهاء‭ ‬القرار‭ ‬الدولي‭ ‬رقم‭ ‬2216‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭. ‬المسألة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬واضحة‭: ‬أية‭ ‬طائرة‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬إيرانية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬تريد‭ ‬الهبوط‭ ‬في‭ ‬صنعاء‭ ‬لم‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بالدخول‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تفتيشها،‭ ‬ويتعين‭ ‬أن‭ ‬يؤخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حرب‭. ‬طالما‭ ‬لم‭ ‬يتراجع‭ ‬الحوثي‭ ‬عن‭ ‬خياراته‭ ‬العسكرية،‭ ‬فنحن‭ ‬لن‭ ‬نتراجع‭ ‬عن‭ ‬مواجهته‭ ‬ولن‭ ‬نسمح‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬يهدد‭ ‬مصالحنا‭ ‬وأن‭ ‬يفتك‭ ‬بشعوبنا‭.‬ ‭] ‬هناك‭ ‬محادثات‭ ‬تجري‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬مسقط‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬أو‭ ‬مدن‭ ‬أخرى،‭ ‬هل‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬شيء‭ ‬بخصوص‭ ‬الحل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬اليمن؟ ‭- ‬أقولها‭ ‬بكل‭ ‬صراحة،‭ ‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬معلومات‭ ‬ولم‭ ‬يستشرنا‭ ‬أحد‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬الاتصالات‭ ‬ولم‭ ‬يطلعنا‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬المحاضر‭ ‬والاتصالات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬التعليق‭ ‬لأنني‭ ‬أطلع‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية،‭ ‬نحن‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬لدينا‭ ‬موقف‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التحالف‭ ‬الذي‭ ‬يجمعنا‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬يحاول‭ ‬بطريقة‭ ‬أخرى،‭ ‬فنحن‭ ‬لسنا‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬ ‭] ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬يعتبر‭ ‬التحالف‭ ‬أن‭ ‬معركته‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬هي‭ ‬معركة‭ ‬استعادة‭ ‬العاصمة‭ ‬صنعاء؟ ‭- ‬لست‭ ‬وزيرا‭ ‬للدفاع‭ ‬ولست‭ ‬جنرالا‭. ‬لكن‭ ‬بالطبع‭ ‬صنعاء‭ ‬هي‭ ‬العاصمة‭ ‬والقلب‭ ‬والمركز،‭ ‬وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬إعادة‭ ‬الشرعية‭ ‬إلى‭ ‬مكانها،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬الشرعية‭ ‬إلى‭ ‬عاصمة‭ ‬البلد‭ ‬أي‭ ‬صنعاء‭. ‬ومسألة‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عدن‭ ‬مؤقتة‭ ‬وإن‭ ‬ذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬تعز‭ ‬فسيكون‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬مؤقتا‭. ‬وصلب‭ ‬الموضوع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مكان‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭.‬ ‭] ‬إيران‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬وإيران‭ ‬ما‭ ‬بعده‭..‬ ‭- ‬عندما‭ ‬أبرم‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬ومجموعة‭ ‬5+1،‭ ‬راهن‭ ‬غربيون‭ ‬كثيرون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬سيعيد‭ ‬إدخال‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬العالمية‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬إيران‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاتفاق‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كما‭ ‬إيران‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الاتفاق،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬سيدفعها‭ ‬لاتباع‭ ‬سياسة‭ ‬معتدلة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬للمشكلات‭ ‬العالقة‭ ‬وخلافه‭. ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬الرهان‭ ‬رهان‭ ‬صائب‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬نذر‭ ‬فشله‭ ‬أصبحت‭ ‬بينة؟ من‭ ‬المبكر‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ولننتظر‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭. ‬لننتظر‭ ‬أولا‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬الاتفاق‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬بعد‭. ‬لكن‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ذلك،‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬الاتفاق‭ ‬لم‭ ‬يغط‭ ‬كافة‭ ‬مصادر‭ ‬التوتير‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬حكومة‭ ‬إيران‭ ‬الاتفاق‭ ‬فقط‭ ‬شمل‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬دون‭ ‬تبعاته‭ ‬الأخرى،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬لإيران،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الملف‭ ‬النووي،‭ ‬علاقات‭ ‬متوترة‭ ‬معنا‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬نحن‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬غطى‭ ‬جانب‭ ‬النووي،‭ ‬وترك‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى‭ ‬لم‭ ‬يغطها،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الاتفاق‭ ‬سيوفر‭ ‬لإيران‭ ‬رفع‭ ‬أسماء‭ ‬شركات‭ ‬وأشخاص‭ ‬من‭ ‬قوائم‭ ‬المقاطعة‭ ‬وهي‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالإرهاب‭ ‬مثل‭ ‬شركات‭ ‬وأشخاص‭ ‬يرتبطون‭ ‬بالحرس‭ ‬الثوري‭ ‬وأحدهم‭ ‬مطلوب‭ ‬في‭ ‬الأرجنتين‭ ‬بتهمة‭ ‬تفجير‭ ‬الكنيس‭ ‬اليهودي‭. ‬وهذه‭ ‬المسألة،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا،‭ ‬لن‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬إحلال‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭. ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬سلبيين‭.‬ ‭] ‬ولكنكم‭ ‬رحبتم‭ ‬بالاتفاق؟ ‭- ‬أرجو‭ ‬ألا‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬كلمة‭ ‬ترحيب‭ ‬لأننا‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬أبدينا‭ ‬تطلعنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬إن‭ ‬نجحت‭ ‬وتم‭ ‬العمل‭ ‬بالكامل‭ ‬ببنود‭ ‬الاتفاق،‭ ‬فإنه‭ ‬سيسهم‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭. ‬لكن‭ ‬يتعين‭ ‬لذلك،‭ ‬أولا،‭ ‬أن‭ ‬تلتزم‭ ‬طهران‭ ‬بالتنفيذ‭ ‬الكامل‭ ‬لمتطلباته‭ ‬وثانيا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬عمل‭ ‬مواز‭ ‬لإصلاح‭ ‬علاقات‭ ‬إيران‭ ‬بجيرانها‭. ‬وإذا‭ ‬غيب‭ ‬هذا‭ ‬المطلب،‭ ‬فإننا‭ ‬لن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬مع‭ ‬إيران‭. ‬الاتفاق،‭ ‬عندها،‭ ‬سيعني‭ ‬دولا‭ ‬ولن‭ ‬يعنينا‭ ‬بشيء‭ ‬لأنه‭ ‬سيغطي‭ ‬قطاعا‭ ‬معينا‭ ‬النووي‭ ‬بينما‭ ‬هم‭ ‬يحاربوننا‭ ‬بالكلاشنيكوف‭ ‬والقنابل‭ ‬ومادة‭ ‬سي‭ ‬4‭ ‬المتفجرة‭. ‬هل‭ ‬تعرف‭ ‬حجم‭ ‬الكميات‭ ‬المهربة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين؟‭ ‬هي‭ ‬كانت‭ ‬كافية‭ ‬لإزالة‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة‭ ‬من‭ ‬الوجود‭. ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬نكتشفه‭ ‬نحن‭ ‬بأنفسنا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬مع‭ ‬حلفائنا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬بمن‭ ‬فيها‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬وغيرها‭. ‬الكل‭ ‬يعرف‭ ‬الخط‭ ‬الذي‭ ‬سلكته‭ ‬الزوارق‭ ‬التي‭ ‬نقلت‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬المتفجرة‭. ‬وإذا‭ ‬أخذنا‭ ‬بالحسبان‭ ‬ملف‭ ‬تصدير‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتدريب‭ ‬الإرهابيين‭ ‬والفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬دولنا،‭ ‬فعندها‭ ‬سنرى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬لن‭ ‬نجني‭ ‬منه‭ ‬أية‭ ‬فائدة‭.‬ ‭] ‬هل‭ ‬المحادثات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬بينكم‭ ‬وبين‭ ‬الرئيس‭ ‬هولاند‭ ‬جاءت‭ ‬ببعض‭ ‬الإجابات‭ ‬المطمئنة‭ ‬بصدد‭ ‬المسائل‭ ‬بخصوص‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬حضرت‭ ‬البحرين‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬الرئيس‭ ‬أوباما‭ ‬في‭ ‬كامب‭ ‬ديفيد‭ ‬عقب‭ ‬إبرام‭ ‬الاتفاق،‭ ‬وسؤالي‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬أنتم‭ ‬مطمئنون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬ستبقى‭ ‬على‭ ‬خطها‭ ‬وأن‭ ‬تنفذ‭ ‬ما‭ ‬تعلنه‭ ‬لجهة‭ ‬تمسكها‭ ‬بأمن‭ ‬الخليج‭ ‬ودفاعها‭ ‬عن‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬ومصالحه؟‭.‬ ‭- ‬أمريكا‭ ‬بلد‭ ‬حليف‭ ‬وصديق‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬يبدأ‭ ‬أمس‭ ‬أو‭ ‬اليوم‭. ‬علاقاتنا‭ ‬معها‭ ‬تعود‭ ‬لعام‭ ‬1893‭.‬ ‭] ‬أي‭ ‬ليست‭ ‬لديكم‭ ‬مخاوف،‭ ‬كما‭ ‬نرى‭ ‬ونسمع‭ ‬هنا‭ ‬وهناك؟ ‭- ‬كلا‭. ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬إعادة‭ ‬تأطير‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والمنطقة‭. ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬أية‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬إيران‭ ‬ضمن‭ ‬المنظمة‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬انضمام‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬المنظومة‭ ‬الإقليمية‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬صالحنا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬شرط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ملتزمة‭ ‬بسياسة‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬وتتخلى‭ ‬عن‭ ‬الازدواجية‭ ‬بين‭ ‬اللغة‭ ‬والتصرف‭.‬ الازدواجية‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬المشكلة‭. ‬نحن‭ ‬نسمع‭ ‬لغة‭ ‬تهديد‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬الثورة‭ ‬خامنئي‭ ‬عندما‭ ‬يتكلم‭ ‬عن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ويسيء‭ ‬إليها،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬محمد‭ ‬جواد‭ ‬ظريف،‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الطيب‭ ‬المبتسم،‭ ‬ويقول‭ ‬أرجوكم‭ ‬ألا‭ ‬تعيروا‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬انتباهكم‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نتحاور‭. ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتحاور‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نتحارب؟‭ ‬أقول‭: ‬لتغير‭ ‬طهران‭ ‬سياستها‭ ‬وترفع‭ ‬يدها‭ ‬عن‭ ‬شيعة‭ ‬العرب‭ ‬وأهل‭ ‬بلدان‭ ‬العرب‭ ‬وتضع‭ ‬حدا‭ ‬لسياسة‭ ‬التفريق‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬طائفي،‭ ‬وعندها‭ ‬إذا‭ ‬خطت‭ ‬إيران‭ ‬باتجاهنا‭ ‬خطوة‭ ‬واحدة‭ ‬فسنخطو‭ ‬نحوها‭ ‬خطوتين‭. ‬نحن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬في‭ ‬خلاف‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬تبعد‭ ‬عنا‭ ‬150‭ ‬كلم‭. ‬ومصلحتنا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬علاقتنا‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬طيبة‭. ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬حال‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أي‭ ‬منا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭. ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬نهاجم‭ ‬أحدا‭ ‬بتاتا‭. ‬نحن‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ردة‭ ‬الفعل‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭.‬ ‭] ‬أين‭ ‬أصبح‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬عربية‭ ‬مشتركة؟‭ ‬وما‭ ‬تقولونه‭ ‬لجهة‭ ‬من‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬بلدان‭ ‬الخليج‭ ‬ليست‭ ‬متحمسة‭ ‬لأن‭ ‬ترى‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬النور؟ ‭- ‬موضوع‭ ‬القوة‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتهى‭ ‬منه‭ ‬سريعا‭. ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وبالأخص‭ ‬بلدان‭ ‬الخليج،‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬اعتراض‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭. ‬نحن‭ ‬ندعمها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ‭ ‬ونرى‭ ‬فائدتها‭ ‬وأهميتها‭. ‬ولكن‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬إنشاء‭ ‬قوة‭ ‬تكون‭ ‬مقوماتها‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تنشأ‭ ‬قوة‭ ‬عديمة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحركة‭. ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التحرك‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬فاعلة‭. ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬ننته‭ ‬من‭ ‬دراسته‭. ‬نحن‭ ‬جاهزون‭ ‬للحضور‭ ‬والمشاركة‭. ‬لكننا‭ ‬نطالب‭ ‬بقوة‭ ‬فاعلة‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬بقوة‭ ‬اسمية‭. ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬إذا‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬جسم‭ ‬فارغ‭ ‬وعديم‭ ‬الفائدة،‭ ‬فسيكون‭ ‬بلا‭ ‬معنى‭. ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬القوة‭ ‬حقيقة‭ ‬وفاعلة‭ ‬وذات‭ ‬فائدة‭. ‬أما‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬المبدأ‭ ‬والرغبة‭ ‬بظهور‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة،‭ ‬فهذا‭ ‬نتشارك‭ ‬فيه‭ ‬جميعا‭.‬ ‭] ‬ما‭ ‬بنظر‭ ‬البحرين‭ - ‬التهديدات‭ ‬الجديدة،‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬تحدق‭ ‬بأمن‭ ‬الخليج،‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬إقليمية،‭ ‬عسكرية،‭ ‬إرهابية،‭ ‬اقتصادية‭.. ‬وكيف‭ ‬تنظرون‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬اليوم‭ ‬وللسنوات‭ ‬والعقود‭ ‬القادمة؟ ‭- ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬يشكل‭ ‬أولوية‭ ‬والتهديدات‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬موجودة‭. ‬التهديدات‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭. ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬شاه‭ ‬إيران‭ ‬يطالب‭ ‬بالبحرين؟‭ ‬صدام‭ ‬حسين،‭ ‬ألم‭ ‬يهدد‭ ‬الخليج؟‭ ‬الخليج‭ ‬منطقة‭ ‬استراتيجية‭ ‬وكانت‭ ‬دائما‭ ‬تواجه‭ ‬التهديدات‭ ‬والتحديات‭ ‬وكانت‭ ‬تتوافر‭ ‬دائما‭ ‬الحماية‭.‬ اليوم،‭ ‬الفرق‭ ‬أن‭ ‬التهديدات‭ ‬زادت‭. ‬هناك‭ ‬التهديدات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ومنها‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬تصدره‭ ‬الدول‭ ‬تهديد‭ ‬إيران‭ ‬المباشر‭ ‬عبر‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬تهديد‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭.. ‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬التهديد‭ ‬الفاشي‭ ‬الديني‭ ‬للفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬مثل‭ ‬القاعدة‭ ‬وداعش‭ ‬والحشود‭ ‬وأنصار‭ ‬الله‭ ‬وأنصار‭ ‬الحق‭. ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التهديد‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬والتي‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬نحمي‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬منها‭. ‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬التحدي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭.‬ هذه‭ ‬التحديات‭ ‬تتطلب‭ ‬خطوات‭ ‬تكاملية‭ ‬تدفع‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فهمه‭ ‬الملك‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬عندما‭ ‬طرح‭ ‬مشروع‭ ‬الاتحاد‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬لكن‭ ‬ظهرت‭ ‬آراء‭ ‬مختلفة‭ ‬بشأنه،‭ ‬إذ‭ ‬اعتبره‭ ‬البعض‭ ‬اندماجيا‭ ‬وآخرون‭ ‬يرونه‭ ‬تكامليا‭. ‬وهذا‭ ‬الفهم‭ ‬هو‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬الصواب‭ ‬وهذا‭ ‬المفهوم‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬حيث‭ ‬تحافظ‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬سيادتها‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تسعى‭ ‬لتوحيد‭ ‬سياستها‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬الأخطار‭.‬ لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬ليست‭ ‬لدينا‭ ‬سياسة‭ ‬موحدة‭ ‬تجاه‭ ‬المخاطر‭. ‬المسألة‭ ‬هي‭ ‬بناء‭ ‬المؤسسات‭. ‬هذا‭ ‬سيحدث‭ ‬لأن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وجد‭ ‬ليبقى‭ ‬ويتطور‭. ‬ثم‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬تحد‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬إيقاع‭ ‬الأحداث‭ ‬تفوق‭ ‬سرعته‭ ‬سرعتنا‭ ‬على‭ ‬الرد‭ ‬والتعامل‭ ‬معها،‭ ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬سرعة‭ ‬المسار‭ ‬التكاملي‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬تماشي‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬إيقاع‭ ‬التحديات‭. ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬تتزايد‭ ‬باستمرار‭ ‬وهي‭ ‬تتكالب،‭ ‬ليس‭ ‬ردا‭ ‬فرديا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬ولكن‭ ‬ردا‭ ‬جماعيا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مؤسسي‭. ‬علينا‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التنسيق‭ ‬الآني‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تأتينا‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬منع‭ ‬ظهور‭ ‬هذه‭ ‬الأخطار‭ ‬عبر‭ ‬العمل‭ ‬المؤسسي‭.‬ ‭] ‬سؤال‭ ‬أخير‭: ‬بحثتم‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬هولاند‭ ‬الملف‭ ‬السوري‭ ‬فيما‭ ‬هناك‭ ‬تعزيز‭ ‬للعمل‭ ‬العسكري‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬روسيا،‭ ‬تركيا،‭ ‬فرنسا،‭ ‬بريطانيا‭.. ‬ونوع‭ ‬من‭ ‬التسابق‭ ‬بين‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ - ‬السياسية‭ ‬والتسابق‭ ‬العسكري؟ ‭- ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جئت‭ ‬على‭ ‬ذكره‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬للظروف‭ ‬الميدانية‭. ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬حل؟‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬ذلك،‭ ‬وإذ‭ ‬أردنا‭ ‬الحل،‭ ‬علينا‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬نص‭ ‬بيان‭ ‬جنيف‭ ‬واحد،‭ ‬المادة‭ ‬14‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬بحكومة‭ ‬انتقالية‭ ‬يرضى‭ ‬بها‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭. ‬الحل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عسكريا‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬سياسي‭. ‬والمشكلة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬وضعان‭ ‬إقليمي‭ ‬ودولي‭ ‬يسيطر‭ ‬عليهما‭ ‬الانقسام‭ ‬بالنسبة‭ ‬للوضع‭ ‬السوري‭ ‬وكيفية‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬هجرت‭ ‬نصف‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬وهدمت‭ ‬البلد‭. ‬نكرر‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭. ‬أما‭ ‬مصير‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬المسؤول،‭ ‬فهذا‭ ‬متروك‭ ‬للشعب‭ ‬السوري‭.‬

مشاركة :