• طهران ترفض المحادثات النووية مع واشنطن وتخاطر بتوتر علاقتها مع الغرب• الأيام المقبلة تحمل تغيرات كبيرة في الشرق الأوسطأكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن إيران رفضت عرضًا من الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات نووية مع واشنطن خلال الأيام المقبلة، وهو ما ينذر بنشوب توترات جديدة بين طهران والدول الغربية، مع حدوث تغيرات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط على خلفية ذلك.وقالت الصحيفة الأمريكية إن الرفض ربما لن يؤدي إلى القضاء على الدبلوماسية في المنطقة، لكنه سيلقي بظلاله على الانتخابات الإيرانية التي اقترب موعد انعقادها.وقال دبلوماسيون غربيون رفيعو المستوى إن رد إيران لا يقضي على آمال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في إحياء الجهود الدبلوماسية لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015، والذي أبرم بين إيران و6 قوى عالمية وتخلت عنه إدارة ترامب في عام 2018.لكن يبدو أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، حيث تريد إيران ضمانة بأنها ستتمكن من تخفيف بعض العقوبات إذا دخلت في محادثات مع الولايات المتحدة، وهو ما استبعدته واشنطن حتى الآن.ومع تصعيد طهران لأنشطتها النووية في الأشهر الأخيرة في انتهاك صارخ للاتفاق النووي لعام 2015، وشن الولايات المتحدة ضربات جوية على الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، والانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو، حذر دبلوماسيون من أن فرص تخفيف التوترات قد تتعرض للخطر الآن.وقبل 10 أيام فقط، كان المسؤولون الغربيون يأملون أن يتم إحراز تقدمًا قريبًا نحو استئناف المفاوضات النووية. وقال الاتحاد الأوروبي إن إجراء المحادثات في أوروبا سيشمل جميع المشاركين المتبقين في اتفاق 2015، وهم: إيران بالإضافة إلى الصين والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وأعلنت إدارة بايدن على الفور أنها ستحضر الاجتماع وسترسل روب مالي المبعوث الرسمي لواشنطن للمشاركة.وكان مسؤولو الاتحاد الأوروبي يحاولون الحصول على اتفاق بشأن مواعيد الاجتماع، وطرحوا إمكانية إجراء محادثات في فيينا أو بروكسل في الأيام المقبلة. وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي إنه "متفائل إلى حد ما" حول إمكانية إجراء المحادثات. ومع ذلك، أرسلت إيران في نهاية الأسبوع ملاحظة تقول فيها إنها لن تحضر الاجتماع في ظل الظروف الحالية.وقال سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: "بالنظر إلى التحركات والمواقف الأخيرة للولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث، فإن إيران لا يناسبها المشاركة في الاجتماع غير الرسمي، الذي اقترحه منسق الاتحاد الأوروبي".وأضاف: "الطريق أمامنا واضح للغاية، يجب على الولايات المتحدة إنهاء عقوباتها غير القانونية والأحادية الجانب، والعودة إلى التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة". وأشار زاده إلى "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهو الاسم الرسمي لاتفاق إيران لعام 2015.وأوضح مسؤول كبير في إدارة بايدن أن الولايات المتحدة أصيبت بخيبة أمل لأن طهران رفضت اقتراح الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع يمكن أن تناقش فيه إيران والولايات المتحدة الخطوات الأولية لإحياء اتفاق 2015.ومع ذلك، قال إن الولايات المتحدة ستتشاور الآن مع شركائها الأوروبيين وكذلك روسيا والصين حول الكيفية الأخرى التي يمكن لواشنطن أن تواصل بها بذل جهودها الدبلوماسية. ورفض الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة ستقبل الفكرة الإيرانية، بشأن دور الوساطة الأوروبي في تلك المشاورات.
مشاركة :