كثيراً ما يمر الإنسان في طريقه بأماكن ومواقع جغرافية فلا يخرج منها سوى بأسمائها، فيما يحمل رغبة ملحّة بالتعرّف على المعنى الذي تحمله تلك الأسماء وأهميتها التاريخية. فمعرفة التضاريس الجغرافيّة للأماكن وتاريخها، تُضيف إلى صورة الأوطان جمالاً، وتزيد في حبها لدى الإنسان والافتخار بها. وقد تحققت تلك الرغبة منذ شهرين على يد الأرشيف الوطني بوزارة شؤون الرئاسة بإصداره «معجم أسماء الأماكن والمواقع في دولة الإمارات العربية المتحدة»، والذي جاء في ثلاثة أجزاء وأكثر من 1300 صفحة. المعجم زخر بكم هائل من أسماء الأماكن والمواقع، لا أعتقد أن أغلب السكان سمعوا بها أو علموا بمواضعها وطبيعتها. من تلك الأماكن والمواقع: غليل أبو هيل، وهو منطقة في الظفرة بإمارة أبوظبي قرب مدينة طريف. محمية بحيرة الوثبة التي أُنشئت عام 1982 وأُعلنت رسمياً عام 1998 في طريق العين على بعد 40 كلم جنوب شرقي أبوظبي، بطولها 3.5 كلم وعرض 1.5 كلم (مساحتها 500 هكتار)، وتكثر فيها المسطحات المائية، وتتكاثر فيها الطيور. جزيرة جابر، إحدى جزر ديسكفري الست قرب جزيرة دلما، وتكثر حولها الشعب المرجانية، ويمكن الغوص في مياهها لمشاهدة الكائنات البحرية. مسجد المايدي بن ظاهر في منطقة الجيمي بالعين، والذي بناه الماجدي بن ظاهر بعد قدومه للإقامة في المنطقة. منطقة البداير، وتقع في أرض مرتفعة في منطقة المدام بين نزوة والمدام على الطريق المؤدية إلى دبي، ضمن المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة. وهنالك الكثير من المناطق الأخرى في كل إمارات الدولة، مؤهلة هي أيضاً لاستقطاب الزوّار والسيّاح. لكن إلى أي مدى هنالك علاقة بين الأماكن وصناعة السياحة؟ ثمة علاقة وثيقة بلا شك، لاسيما بالنسبة للدول التي وضعت استراتيجيات لاستغلال مواردها ذات الصلة بالسياحة، كما فعلت دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ حققت السياحة فيها خلال عام 2018 ما يزيد على 164.7 مليار درهم، مما جعلها الأكثر نجاحاً بين دول مجلس التعاون الخليجي. مؤلف الكتاب الدكتور محمد عيسى قنديل كشف في المقدمة عن الدور المهم الذي تقوم به مثل هذه المعاجم، لما تتضمنه من فوائد كبيرة اقتصادية واجتماعية وثقافية. وفي تقريظه للكتاب، قال الأستاذ الدكتور إبراهيم السّعافين: إن هذه الموسوعة تعدُّ مرجعاً مهماً للباحثين (..) وإن جهداً كهذا لا يقوى عليه إلاّ الباحث الجاد الصّبور.
مشاركة :