فارق السن الكبير بين الزوجين.. مخاوف يبددها التفاهم

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح فارق السن الكبير بين الزوجين حلاً لعدد من المشكلات، وما كان مرفوضاً بالأمس أصبح مقبولاً اليوم بحكم الظروف، ولكن كيف يستطيع طرفا العلاقة مواجهة المجتمع والأعراف والأقارب والأهل، وهل الحب وحده قادر على تحدي العادات والتقاليد، وعلى إنجاح هذا الزواج والوصول به لبر الأمان، في السطور القادمة نناقش القضية. تروي سناء مأمون تجربتها مع فارق السن بينها وزوجها وتقول: خالي كان مثلي الأعلى، ومن أحب وأقرب الناس لقلبي، وكنت دائماً أخبره أنني أريد الارتباط بشخص يشبهه في شكله وطباعه وأخلاقه، وكان لخالي صديق مقرب يشبهه في كل شيء يدعى محمد، وذات مرة أخبره أنه يبحث عن عروس فقال له خالي ابنة أختي في السنة الأخيرة من الجامعة وهي مهذبة وملتزمة، فقال له محمد حدد لنا موعد لنأتي للزيارة، وعرض علي خالي العريس وأخبرني بأنه يكبرني بإحدى عشرة سنة، لم يأخذ التفكير في مسألة فارق السن وقتاً طويلاً بالنسبة لي وخاصةً لأنه يشبه خالي في أشياء كثيرة ولأن أمامي نموذجاً حياً وهي أختي وفارق السن بينها وبين زوجها كبير وأراها تعيش مستقرة ولا يسبب لهم هذا الفارق أي مشكلة. تتابع:وبالفعل لم يكن فارق السن مشكلة بالنسبة لي وكان التفاهم والارتياح النفسي أهم شيء وتمت خطبتنا وتزوجنا، ولم أشعر بهذا الفارق الكبير في السن، بل بالعكس كان له مميزات كثيرة حيث شعرت بأنه ناضج عقلياً يتفهم الأمور ولا يقف عند الصغائر وقادر على اتخاذ القرارات الصائبة ومتحمل لنتيجتها، وفي بعض الأحيان أشعر كأنه والدي وأنا طفلته التي مهما كبرت ستظل صغيره في نظره، ومن مميزات كبر سن الزوج أيضاً خبرته في الحياة بمختلف جوانبها، بالإضافة إلى وضعه الوظيفي، فعندما تقدم لخطبتي كان وضعه مستقراً، على عكس الشباب الصغير الذي يبدأ حياته ويتنقل من وظيفة إلى أخرى حتى يستقر، ولكن هناك بعض العيوب هو أنني في بداية الزواج كأي فتاة أريد الخروج والتسوق والزيارات والتي تعد من أولوياتي واهتماماتي ولكن كل هذه الأشياء تعتبر بالنسبة له تفاهات وليس لها قيمة، ولكنني عندما أنظر للموضوع بشكل عام أرى أن جميع الأسر والعلاقات الزوجية لا تخلو من الخلافات، لذلك يجب علي التخلص من بعض الأمور حتى تسير عجلة الحياة. تقول ع.ع: في البداية تزوجت بشكل تقليدي وكان فارق السن مناسباً بيني وبين زوجي وأنجبت طفلتين ولكن بسبب مواقف ومشاكل عديدة تم الانفصال بيننا، وبحثت عن عمل لكي أستطيع التكفل بمصاريف المعيشة، وصادفت زميلاً لي وكان هناك إعجاب متبادل بيننا رغم أنه يصغرني بعشر سنوات، ولم يكن لديه مانع في الزواج ولم يقف فارق السن عقبة في ارتباطنا، ولأنه كان يعلم أن والدته سوف ترفض الزواج لأنها تريد أن تزوجه لابنة عمه، تزوجنا من دون علم أهله وقدمني لهم بعد الزواج ومن هنا بدأت الخلافات والمشاكل من جانب والدته، والتي كانت دائماً تقول له هذه إمرأة عجوز ولا تناسبك ومن الأفضل أن تتزوج شابة متقاربة في العمر منك، ولكثرة الخلافات والضغوط التي واجهناها تم الانفصال، وبعد الانفصال تم زواجه من ابنة عمه ارضاء لوالدته ولم يستمر زواجهما طويلاً وسرعان ما انفصلا. ترى صفاء الموسى أن فارق السن الكبير بين الزوج والزوجة لا يعتبر مشكلة مادام هناك بينهما تفاهم وتقارب في الأفكار والطباع، ولكن في الوقت نفسه فإن الفتاة مهما كبرت في العمر لا تكون مضطرة من الزواج من رجل يكبرها سناً بفارق كبير تفادياً لكلام الناس حول تأخرها في الزواج. من جانب آخر تقول موزة غانم: لا بد من وجود توافق بين الزوجين، لأن الفارق الكبير في السن يؤدي إلى العديد من المشاكل نظراً لاختلاف تفكير كليهما، فكل منهما ينتمي لجيل مختلف وله اهتمامات خاصة، ولكن في حالات نادرة ربما تنجح هذه العلاقة ولكن بشرط أن تكون أساسها الحب وليس المصلحة لأنهم كما يقولون الحب يصنع المعجزات، ويجعل كل طرف يضحي بأشياء لنجاح واستمرار الحياة الزوجية. يرى علي الشحي أنه بسبب ظروف معينة تضطر المرأة للزواج من رجل يكبرها بفارق سن كبير مثل الفتاة التي تعاني العنوسة وتريد أن يطلق عليها لقب زوجة على أي من الأحوال، والمطلقة أو الأرملة التي تريد رجلا لينفق عليها وعلى أبنائها ويتحمل مسؤوليتهم، وفي بعض الأحيان تفقد الفتاة والدها في وقت مبكر وتريد رجلا يعوضها عن حنان وعطف الأب وتجده في رجل يكبرها سناً، وبعض الفتيات يكون تفكيرهن عميقا وتختار رجلا استقر وضعه مادياً وتفضله عن شاب في بداية حياته، وفي بعض الأحيان يلجأ الرجل للزواج من امرأة تكبره بفارق سن كبير من جانب المصلحة حتى تقيم له المشروع الذي يحلم به وفي معظم هذه الحالات يصل الرجل لهدفه ويتمكن منه ومن ثم يتخلى عن المرأة، ولكن في بعض الحالات تكون الزيجة على أساس الحب وتكون ناجحة أكثر من الحالات التي يكون فيها فارق السن صغيراً. تختلف نظرة الناس لفارق السن بين الزوج والزوجة على حسب اختلاف الشخصيات والمجتمعات هذا ما أكده خالد النقبي ويضيف: لا شك أن فارق السن بين الزوج والزوجة من المواضيع المثيرة للجدل، ويختلف الأمر من شخص إلى آخر على حسب اختلاف العادات والتقاليد واختلاف المستويين الثقافي والاجتماعي، فهناك من يرفض زواج الرجل بامراة تكبره سناً وهناك من يراه ميزة لأن في هذه الحالة تكون المرأة نضجت وقادرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصحيحة نتيجة لخبرتها الطويلة في الحياة وتعرف كيف تدبر أمور منزلها، وخلاصة القول إن فارق السن له إيجابيات وسلبيات لا يستطيع تحديدها وتحمل نتائجها سوى الزوجين. مراعاة الكفاءة تقول عائشة المطوع مستشارة العلاج الأسري في مركز تبيين للاستشارات والتدريب: من المتعارف عليه في مجتمعاتنا أن يكبر الرجل الزوجة ويكون فرق السن 10 سنوات، لأن مراحل النمو البيولوجي مختلفة بين الرجل المرأة ، ونظراً للحمل والولادة فإن المرأة تبدو عليها مظاهر الشيخوخة أسرع من الرجل، أما مراحل النمو العقلي فمتقاربة، كما يجب مراعاة الكفاءة في الزواج مثل الكفاءة في التعليم والمستوى الاجتماعي والعمر، ولكن فروق السن الكبيرة بين الزوج والزوجة قد تؤدي بنسبة كبيرة لفشل الزواج نتيجة لاختلاف الأجيال والتفكير ولكن لا نستطيع تعميم الحالة بالفشل، كما أن الزواج بفارق السن قد يؤدي إلى الفشل أيضاً لأن كل طرف يريد أن يثبت نفسه ويكون هو المسيطر. تتابع: هناك معتقدات خاطئة في مجتمعنا منها أن الزوجة لا تكتمل من دون رجل، وتلجأ بعض الفتيات اللاتي كبرن في السن للزواج من رجال أكبر منهن بفارق كبير للتخلص من العنوسة، يجب أن نحارب هذه المعتقدات بشكل إيجابي، ونغير مفهوم الفتاة بأنه إذا لم تتح لك الفرصة في الزواج المناسب، فأنت موجودة ولك كيان خاص ومستقل وتستطيعين أن تستغلي وجودك في أشياء كثيرة نافعة لك ولمجتمعك.

مشاركة :