تم التقاط صورة جديدة من محطة الفضاء الدولية ناسا لأنهار من الذهب تعبر غابات الأمازون بولاية مادري دي ديوس شرق البيرو، وأوضحت الوكالة الفضائية أن هذا التوهج هو مجرد ضوء الشمس الذي يعكس مئات الحفر من المياه الموحلة، إلا أن هناك الكثير من الذهب فيها، فكل حوض متلألئ هو عبارة عن حفرة تنقيب عن الذهب، وذلك وفقًا لموقع live science، ومن المحتمل أن يتم حفرها بواسطة عمال مناجم مستقلين يتطلعون إلى اكتشاف بعض كنوز الأمازون القديمة. إزالة الغابات وتعدين الذهبتعدين الذهب قال جاستن ويلكينسون، أخصائي المنح في جامعة ولاية تكساس: «كل حفرة محاطة بمناطق خالية من النباتات من التربة الموحلة، هذه المساحات التي أزيلت منها الغابات تتبع مجاري الأنهار القديمة التي ترسبت فيها الرواسب، بما في ذلك الذهب». وكتب ويلكينسون أن ولاية مادري دي ديوس في بيرو، التي ظهرت في صورة وكالة ناسا الفضائية، هي موطن لواحدة من أكبر صناعات تعدين الذهب المستقلة على وجه الأرض. ما يصل إلى 30،000 من عمال المناجم على نطاق صغير ينقبون بشكل غير قانوني في المنطقة، ويمزقون الغابات المطيرة بالحفارات والشاحنات القلابة من أجل استخراج الذهب تحتها. التعدين غير القانوني، يمكن أن يكون نعمة للعمال الفقراء في مادري دي ديوس، لكنه يضر بالأمازون؛ فوفقًا لدراسة أجريت عام 2011 في مجلة PLOS One، فإن تعدين الذهب هو السبب الوحيد الأكبر لإزالة الغابات في المنطقة. تلوث ماء الأنهارتعدين الذهب يلوث الأنهار هذه العمليات غير المنظمة تشكل أيضًا خطراً على المجتمعات المحلية، إذ يخلط عمال المناجم الرواسب مع الزئبق المسلوق لفصل الذهب عن المعادن الأخرى، وفقًا لموقع Nature. com. ونتيجة لذلك، ينتهي المطاف بما يصل إلى 55 طنًا (50 طناً مترياً) من الزئبق في الأنهار أو الغلاف الجوي كل عام. وقد وجدت دراسة أجريت عام 2012 على PLOS One، أن السكان المحليين الذين يأكلون الكثير من الأسماك من هذه الأنهار الملوثة هم أكثر عرضة للإصابة بالتسمم بالزئبق بثلاث مرات أكثر من أولئك الذين لا يأكلون الأسماك. لكن من الفضاء، هذه الحقائق القاسية تتلاشى خارج نطاق التركيز، خاصة بالنسبة لرائد الفضاء الذي التقط هذه الصورة في 24 ديسمبر 2020، وأشارت ناسا إلى أن التنقيب عن الذهب قد توسع في المنطقة منذ افتتاح الطريق السريع الجنوبي بين المحيطين في عام 2011 مما سهل الوصول إلى المنطقة، مشيرة إلى أن «الطريق الوحيد الرابط بين البرازيل وبيرو كان يهدف إلى تعزيز التجارة والسياحة، لكن إزالة الغابات قد تكون نتيجة إنشاء الطريق السريع». وكانت دراسة علمية صادرة عن مجموعة مراقبة مشروع الأمازون- الأنديز قد أشارت في عام 2018 إلى أن إزالة الغابات بسبب تعدين الذهب دمرت ما يقدر بنحو 23 ألف فدان من الأمازون في بيرو في نفس العام، مضيفة أن إزالة الغابات في 2018 قد تجاوزت الرقم المسجل في العام السابق.
مشاركة :