«جنيف إيران» تستأنف ونتنياهو يخوض معركته الأخيرة

  • 11/21/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

--> --> اعتبرت بريطانيا أن مفاوضات جنيف بين مجموعة الكبار الست وايران حول ملفها النووي تشكل "فرصة تاريخية"، وفيما يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في روسيا لتشديد بنود اتفاق نووي مرجح بعد إخفاقه في اقناع الولايات المتحدة، أعلن مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي أن بلاده لن تتراجع قيد أنملة عن ـ ما وصفه ـ "حقوقها النووية" وإن هناك حدودا لن يتخطاها فريق المفاوضات الايراني وأن اسرائيل "آيلة إلى الزوال". وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحفيين خلال زيارته أسطنبول أمس: لا يزال من المبكر جدا تحديد المنحى الذي ستسلكه الجولة الجديدة من التفاوض التي انطلقت بعد ظهر الأربعاء في جنيف. لكنه اعتبر خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو ان "ثمة اتفاقا مطروحا يصب في مصلحة كل الدول بما فيها دول الشرق الأوسط". وقال: "التباينات التي لا تزال موجودة بين الأطراف محدودة، وأعتقد انه يمكن تجاوزها بارادة سياسية". متحدثا عن "فرصة تاريخية لابرام اتفاق يسمح بالحد من الانتشار النووي في المنطقة واقامة علاقات مع ايران على أسس أخرى". ورفض هيغ التعليق على مواقف المرشد الايراني الذي وصف اسرائيل بأنها "آيلة الى الزوال". مؤكدا إن "جوهر هذه المفاوضات هو الذي يهم"، وقال هيغ: "انها أفضل فرصة منذ زمن لاحراز تقدم في إحدى أكبر المشكلات في السياسة الخارجية". وقال نظيره التركي: إنه "يدعم" المفاوضات الجارية حول الملف النووي، موضحا ان بلاده "مستعدة لان تقوم بكل ما يلزم لتتكلل المفاوضات بالنجاح في أقرب فرصة". وأكد ان تركيا تعارض الانتشار النووي في المنطقة، لكنها "ترفض القيود على تطوير هذه التكنولوجيا لأغراض سلمية". وقال الزعيم الإيراني علي خامنئي في كلمة ألقاها أمام عشرات الآلاف من المتطوعين في ميليشيا الـ "باسيج" في طهران انه يقدم دعمه الكامل للمفاوضين الايرانيين. وأضاف "انها مهمة شاقة وهم يحتاجون الى الدعم والمساندة وأنا ساعدتهم وساندتهم. هذا جزء مهم من الاتفاق وهذا واضح جدا، لكن الجزء الآخر من الاتفاق هو أنني أصر على الحفاظ على حقوق الأمة الايرانية بما في ذلك حقوقها النووية"، وتابع "نؤكد إننا لن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا". وأردف خامنئي قائلا: "لا نتدخل في تفاصيل هذه المحادثات. هناك خطوط حمراء وحدود معينة يجب مراعاتها. وجهت اليهم تعليمات للالتزام بهذه الحدود". وانتقد خامنئي فرنسا التي أكد رئيسها فرانسوا أولوند لاسرائيل يوم الأحد الماضي إن باريس ستواصل معارضة تخفيف العقوبات الاقتصادية على ايران حتى تقتنع بتخلي طهران عن السعي لامتلاك أسلحة نووية. وطار رئيس الوزراء الاسرائيلي الى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، ووجه نتانياهو - الذي يخوض أخطر خلافاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما - تهديدات مبطنة بعمل عسكري اسرائيلي ضد ايران إذا ما وقع المفاوضون في جنيف ما يصفه "باتفاق سيء جدا" لاسرائيل. ورفض شكوكا واسعة النطاق في قدرة اسرائيل على الحاق أضرار دائمة بالمنشآت الايرانية البعيدة والمتناثرة والمحصنة. وأبلغ رئيس الأركان الاسرائيلي اللفتنانت جنرال بيني جانتز الصحفيين أن مهمته "ضمان امتلاك القدرات المطلوبة والاستمرار في تعزيزها" لمواجهة ايران إذا اقتضت الضرورة. وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي زئيف إلكين الذي يرافق نتنياهو في رحلته إلى موسكو: "مهمتنا محاولة استمالة الروس كما نفعل مع كافة الأطراف". وأضاف لراديو اسرائيل: "روسيا لن تتبنى المواقف الاسرائيلية بالكامل، لكن أي تغيير حتى لو كان صغيرا في الموقف الروسي يمكن أن يؤثر على المفاوضات". وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن موسكو تأمل في أن تسفر محادثات جنيف عن اتفاق مبدئي هذا الأسبوع لتخفيف حدة الأزمة النووية. ودون أن يذكر نتنياهو بالاسم أشار لافروف إلى ان تحذيراته "خطأ تاريخي" سيمنح ايران وقتا لانتاج قنبلة نووية هي "بعيدة عن الواقع". كما أشار لافروف إلى استعداد ايران لتقليص انتاجها من اليورانيوم المخصب ووقف انتاج يورانيوم مخصب لمستوى 20 % وهو مستوى يقترب من المستوى المطلوب لانتاج قنبلة نووية. وهذان من بين التنازلات التي ترغب القوى الغربية في أن تقدمها ايران، لكنهما لا يلبيان مطالب نتنياهو المتمثلة في إغلاق مواقع نووية ايرانية بعينها. وذكر دبلوماسي أوروبي مشارك في المفاوضات مع ايران طلب عدم نشر اسمه: "نعالج نوع المشكلات التي أثارتها اسرائيل معنا باستمرار والحاح منذ فترة طويلة". وتابع قائلا: "تعرف، وأتحدث بأمانة لا أظن أن أي اتفاق يمكن أن نتوصل اليه سيقول عنه نتنياهو إنه اتفاق جيد". وأثارت زيارة موسكو القليل من التفاؤل في اسرائيل، حيث تساءلت وزيرة العدل تسيبي ليفني - وهي عضو في الحكومة الأمنية المصغرة - عن حجم النفوذ الذي يمكن أن يمارسه نتنياهو في روسيا. وقالت لراديو اسرائيل: "روسيا والصين هما الدولتان اللتان لم تتخذا حتى الآن اجراءات لتعزيز العقوبات. كان من الصعب ضمهما إلى قائمة (الدول) التي تفرض عقوبات على ايران. "لذا يصعب علي أن أرى كيف يمكن أن تتحولا فجأة اليوم إلى الطرف الذي يطلب من العالم أن يكون أكثر صرامة مع الايرانيين".

مشاركة :