وزارة الحج والتنظيم الجديد لحملات الحج - عبدالرحمن ال الشيخ

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يلاحظ في هذه الأيام أن حملات الحج تأخرت كثيراً في الإعلان عن خدماتها للراغبين في الحج هذا العام أو يمكن القول إنها غابت كلياً عن الدعاية وعن الإعلان عن تقديم خدماتها على غير المعتاد سنوياً في مثل هذه الأيام حيث كانت إعلانات هذه الحملات تعم جميع وسائل الإعلام بصوره تنافسية وإغراءات محمومة تشوبها أحياناً الكثير من الفوضى والعشوائية. هذا الغياب لهذه الحملات في هذا العام يعود سببه الأول والأهم إلى أن وزارة الحج في هذا العام أقرت تنظيماً لهذه الحملات وهو تنظيم مختلف عن كل الأعوام السابقة ولم يسبق له مثيل.. هذا التنظيم جاء من خلال تدخل حاسم وحازم من وزارة الحج لعمل وأداء هذه الحملات بما يكفل وضع حد لكل صور الجشع والتلاعب والفوضى التي كانت تشوب معظم أوجه هذه الخدمة من قبل "كثير" من الحملات وأصحابها في مختلف مناطق المملكة وخاصة من حيث المبالغة في الأسعار والتكاليف التي كانت تمارسها "معظم" هذه الحملات والمؤسسات والشركات العاملة في الحج إلى درجة أن تكلفة الشخص الواحد وصلت في بعض الحالات إلى مئة ألف ريال للشخص الواحد في ظل وعود ومزايا ومغريات كبيرة! وعندما يصل الحاج إلى المشاعر المقدسة يتفاجأ بأنه أنه لا يجد سوى 10% من هذه الوعود؟ ولكن الحاج تجبره ظروف الوقت وشرف المكان وقدسية المناسبة على الخضوع والاستسلام والقناعة بالموجود ثم تموت تدريجياً قضية المطالبة بالتعويض أو الشكوى.. وهذه ظاهرة وقع ضحيتها الكثير من الحجاج خلال السنوات الماضية إضافة إلى ظاهرة الحملات الوهمية في بعض المناطق. التنظيم الجديد الذي أقرته وزارة الحج لهذا العام بكل جدية وقوة وهيبة طبيعي أنه لن يجد قبولاً من معظم حملات وشركات الحج ومؤكد أن معظم أصحاب هذه الحملات المعارضين سيتقدمون بالكثير والكثير بالشكاوى المليئة بالعديد من التبريرات ومقاومة هذا التنظيم.. هذا القرار الجريء وضع حداً فاصلاً لعمل معظم هذه الحملات التي ظلت تعمل خلال هذه السنوات الطويلة بكل حرية مطلقة في أسعارها وفي خدماتها دون أي ضوابط ومن غير رقابة على أدائها وعلى مستوى خدماتها في المشاعر المقدسة من حيث التنقلات والسكن والإعاشة فهي ترغب في الاستمرار في هذا الوضع الفوضوي المشترى لها مادياً. قد يكون هناك حملات حج تعد من حيث الأداء ومن حيث الخدمة جيدة ومثالية لكن تظل محدودة العدد بينما العدد الأكبر من هذه الحملات ظل لسنوات طويلة يعمل بكل فوضوية وبعيدة عن الرقابة من حيث الأسعار ومن حيث الخدمات في المشاعر المقدسة وكثير منها لا يقدم أدنى الخدمات التي أخذ مقدماً مبالغ مادية باهظة مقابل تقديمها للحجاج في مكة وفي المشاعر المقدسة. اليوم وزارة الحج تسير في خطوات عمل جبارة نحو تنظيم هذه الخدمة بما يكفل تقديم خدمة مثالية ومحترمة للحاج مقابل المبالغ التي تحصل عليها من الحاج.. ووزارة الحج قادرة بإذن الله على الصمود في وجه كل الاعتراضات العارمة التي سيبذلها أصحاب هذه الحملات على أمل إلغاء هذا التنظيم والعود لاستمرار الوضع الفوضوي الذي كانت تنعم به طيلة السنوات الماضية. اليوم المطلوب من المواطنين ومن المقيمين أن يتفاعلوا مع هذا التنظيم الذي أقرته وزارة الحج خدمة للمصلحة العامة وحفاظاً على احترام هذه الخدمة الدينية التي استغلت للثراء والكسب في ظل وعود كاذبة وخدمات سيئة ورديئة. وحول هذا الموضوع هناك جانب آخر ومهم جدير بالمتابعة والرقابة التامة وهو مايصاحب (بعض) هذه الحملات من نشاطات دعوية ودينية واجتماعية تشوب بعضها بعض المخالفات من حيث بعض التوجهات الدينية والفكرية (المنظمة) أو التلقائية التي تخرج عن إطار هذه الفريضة وعن نسك الحج! وهذا أمر قد لا يدركه أصحاب هذه الحملات!!.

مشاركة :