الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "حديقة بلا غناء" للشاعر السعودي جاسم الصحيح.لا يَأْنَسُ الطينُ حتَّى يحضنَ الطينافلا أريدُكِ ريحانًا ونسرينالم ننعقدْ في الهوى نبضًا وعاطفةًحتَّى انعقدنا بهِ خَلْقًا وتكوينامشيئةٌ في ضميرِ الغيبِ واحدةٌأَوْحَتْ إلينا معًا: يا أنتُما كُونا!ننحلُّ في الشوقِ أعمارًا سواسيةً:نبضُ "الثلاثينَ" في أحشاءِ "خمسينا"!لنا من الحُبِّ أحلامٌ/ملائكةٌباتتْ تكابدُ أوهامًا/شياطينا!لا أَنْصَفَتْنَا المقاهي في صداقتِهابالعاشقينَ، ولا وَفَّتْ "حَوَارِيــنا"فلم نزلْ حيث يَمَّمْنَا لـموعدِنانعودُ.. لم تكتحلْ مِنَّا مآقينا؟!نعودُ كالفتيةِ اللَّاهِينَ ما برحواحولَ الغوايةِ طَوَّافِينَ سَاعِينانحنُ الذينَ سَفَحْنَا روحَ قهوتِنافي الانتظارِ، وعَذَّبْنَا الفناجينابئسَ المواعيدُ رَتَّبْنَا الهواءَ لهاثُمَّ التقينا مجازًا في قوافينافي البُعدِ نقدحُ نجوانا كما انْقَدَحَتْمن شُعلةِ الغيبِ أحلامُ المُرِيدِينانشكو الأسَى فـتُعَزِّينَا قصائدُناحيثُ القصائدُ مِنْ أشجَى المُعَزِّيناوالأرضُ رانَ عليها رُعبُ معدنِهافراحَ يُثْخِـنَ في الأُفْقِ الحساسيناما ضَرَّنا لو صَقَلْنَا بعضَنا شَغَفًا؟!فلم تزلْ تصقلُ السِّكِّينُ سِكِّينا!زنزانةُ العُمرِ ضاقتْ دونَ أُغنيةٍ..إنَّ الأغاني يُوَسِّعْنَ الزَّنازينا!يسمو بنا الذوقُ حيثُ الذوقُ سَلْطَنَةٌتُحِيلُنَا بينَ كَفَّيْهَا سلاطينالا شيءَ من كَذِبِ الأيامِ يملؤُنابالصِّدقِ غيرَ أكاذيبِ المُغَنِّيناجئنا من الشوكِ.. من ميراثِ قسوتِهِ..مُضَمَّدِينَ بأوهامٍ تُدَاوِينانحنُ البريدُ الذي أقدامُهُ نَفِدَتْمن الوقودِ ولم يَلْقَ العناوينانمشي بأطولِ ما في الأرضِ من طُرُقٍذاك الطريقُ إلى نسيانِ ماضيناما ثَمَّ خوفٌ دَخَلْنَا في غياهبِهِإلا حَسِبْنَاهُ منفًى من منافيناوالخُلْدُ ما سَرَقَتْ أفعاهُ من فَرَحٍمعشارَ ما سَرَقَتْ مِنَّا أفاعينا!تَبَّتْ يدُ الخوفِ! بِتنَا في مدائنِهِنكادُ نهربُ حتَّى من أسامينانكادُ نغدرُ بالمعنى فما بَرِحَتْشفاهُنا تتلوَّى عن معانينانكادُ –والنظراتُ/الشكُّ تلدغُنانرى العيونَ يُرَبِّينَ الثعابيناهذي المدائنُ من فرطِ الوداعِ بهاجَفَّتْ، وجَفَّتْ من التلويحِ أيدينامُرِّي على الشجر العاري لـنمنحَهُمن المُنى ما يُطَرِّزْنَ الأفانينالا دورَ في الحبِّ يُهدِينَا بطولتَهُما لم نُجَسِّدْهُ أبطالاً قرابينا!الحبُّ شدَّ بأيدينا بيارقَهُفـرافقيني لـنجتاحَ المياديناآلامُنا تتربَّى في حناجرِنابين المواويلِ أطفالاً وسيميناحَسْبُ الشوارعِ أن ْنكسو ملامحَهاملامحَ الحبِّ كي تغدو بساتيناقُومي، نُمَشِّطُ إحساسَ الرصيفِ بـناإذا عبرناهُ ثُوَّارًا مجانينانحيا فُروسِيَّةَ العُشَّاقِ إنْ حَمِيَتْأشواقُنا.. إنَّ للأشواقِ "حِطِّينَا"!سِيَّانِ –والحبُّ لم يبرحْ يُطَيِّرُناطِرنَا عصافيرَ أو طِرنَا بَوَالِينا!
مشاركة :