لا البرد ولا المطر يقف في طريق المهاجرين

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جيفجيليا أ ف ب يقف المهاجرون تحت المطر ويحمل بعضهم أطفالاً رُضَّعاً نُزِعَت عنهم ملابسهم المبللة ولُفّوا بأغطية. ولم يؤثر هذا الوضع المأساوي على تصميم القادمين من الضفة الشرقية للمتوسط قاصدين أوروبا الغربية. وفي جيفجيليا الواقعة جنوب مقدونيا على الحدود مع اليونان؛ استمر هطول المطر غزيراً أكثر من 12 ساعة منذ مساء أمس الأول وحتى صباح أمس. لكن المهاجرين المبللين والمرتجفين من البرد واصلوا طريقهم. وذكرت مصادر متطابقة أن نحو 50 حافلة تنقل نحو 2500 مهاجر و3 قطارات تُقلُّ نحو 3 آلاف آخرين انطلقت ليل الأربعاء الخميس من جيفجيليا باتجاه شمال مقدونيا للوصول إلى الحدود مع صربيا. واتهم شرطي مقدوني طلب عدم كشف هويته الشرطيين اليونانيين بـ «الرحيل وترك المسافرين يمرون دون حد أدنى من التنظيم»، وتمتم «يبدو أن هذه الأعداد لن تنتهي قريبا»، قبل أن يشير إلى مجموعة من 50 مهاجراً للصعود إلى حافلة. وشاهد صحفيون في المنطقة ذاتها نحو 10 حافلات تقل حوالي 500 راكب صباح أمس وتتحرك خلال 20 دقيقة في حين كانت 15 حافلة أخرى تستعد لنقل مهاجرين آخرين. وتنطلق هذه الحافلات بوتيرةٍ واحدةٍ كل 15 دقيقة. ويجري كل ذلك عند طرف جسر عرضه 6 أمتار وطوله 50 متراً. وعلى امتداد كيلومترين في طريق وحلي يصل إلى الحدود اليونانية؛ يتجمع المهاجرون في مجموعات تضم كل منها نحو 50 شخصا. وفي منتصف الطريق؛ أقامت المفوضية الأممية العليا للاجئين مركز استقبال يؤمِّنُ حداً أدنى من العناية والغذاء والماء إلى هؤلاء اليائسين. وقال شاب في الثلاثين من العمر وهو يبتسم على الرغم من الأمطار «أنا عُمَر من الفلوجة». وهتف هذا المهندس العراقي وهو يصعد إلى حافلة «بلجيكا»، مشيراً بذلك إلى وجهته في ختام رحلته التي استمرت أكثر من أسبوعين. أما السوري محرم الذي غرق حذاؤه وبنطاله في الوحل حتى الركبتين؛ فكان يحمل طفلة تبلغ من العمر سنتين وتبدو ملفوفة ببطانية قدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما أمسكت زوجته رويدة التي بلَّل المطر غطاء رأسها بيد الطفل الأكبر الذي يبلغ من العمر 4 سنوات. وعبَّر محرم، وهو ثلاثيني كان يعمل في شركة التوزيع الفرنسية كارفور في دمشق، عن رغبة أسرته في الذهاب إلى فرنسا. ويشعر البعض بارتياح عندما يرون الحافلات إلى درجة أنهم يهتفون «حرية حرية» ويرفعون إشارة النصر. لكن الأجواء متوترة، وسرعان ما يندلع شجار هنا وهناك، لكن رفاق الطريق ينهون الخلافات سريعاً. وذكر وليد، 33 عاماً من دمشق، أنه عبر البحر بين تركيا واليونان على متن زورق مطاطي ثم سار على الطرق منذ 10 أيام، قبل أن يشير إلى عدم تناوله طعاماً منذ يومين. وأضاف الرجل الذي درس المحاسبة بلغة إنجليزية جيدة «لا يهم بلد الاستقبال، أريد فقط أن أتمكن من إحضار ابنتَي الاثنتين وزوجتي». ومثل كثيرين غيره من رفاق الطريق؛ ليس لدى وليد أي فكرة عن وجهته، حتى أنه سأل صحافياً «ماذا بعد ذلك؟»، مؤكدا أنه لم يفعل سوى «ركوب الموجة» إلى أوروبا الغربية. وتساءل أيضاً «سمعت أن هناك مشكلات في المجر، هل هذا صحيح؟»، قبل أن يبدأ في ترجمة الأخبار إلى العربية للآخرين.

مشاركة :