قالت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: إن تحويل مسارات تهريب الكوكايين جعل من باراغوي بلد عبور رئيسيًا، مما يسبب المتاعب لحليفتها واشنطن، خاصة مع الوجود القديم للجماعة الإرهابية اللبنانية التي تُسمى «حزب الله» على حدود باراغواي منذ عِقدين على الأقل.وبحسب مقال لـ«إيمانويل أوتولينغي»، الزميل البارز بالمؤسسة، أعلنت سلطات إنفاذ القانون الألمانية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، ضبط كمية قياسية من الكوكايين تم تهريبها من باراغواي.ولفت إلى أن ذلك يضاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أن باراغواي أصبحت بسرعة دولةَ عبور رئيسية لشحنات الكوكايين إلى أوروبا.ومضى يقول: في 23 فبراير، أعلنت السلطات الألمانية أنها عثرت على 16 طنًا من الكوكايين، بقيمة تقديرية تتراوح بين 1.5 مليار يورو و3.5 مليار يورو، مخبأة داخل 1700 علبة من الصفيح الأكريليكي، على متن 5 حاويات من باراغواي، وتابع: رصد مسؤولو الجمارك الهولنديون مخالفات في محتوى الشحنة، وأبلغوا نظراءهم الألمان، الذين فتشوا السفينة في وقت سابق من هذا الشهر.وأردف بقوله: هذه هي أكبر شحنة كوكايين على الإطلاق يتم ضبطها في أوروبا حتى الآن، والأكبر على الإطلاق من باراغواي، كما أدى التحقيق بشأنها إلى عملية ضبط أخرى في 21 فبراير، في ميناء أنتويرب البلجيكي، مخبأة هذه المرة في خشب تم شحنه من بنما.وبحسب الكاتب، ألقت السلطات الهولندية القبض على شخص زُعم أنه قام بتنسيق الشحنتين، ولم يتضح بعد ما إذا كانت الشحنتان متصلتين بطريقة أخرى.وأضاف: لا يوجد لدى باراغواي زراعة محلية للكوكا، لكنها أصبحت في السنوات الأخيرة على نحو متزايد بلد عبور مهمًا، ومضى يقول: في أكتوبر الماضي، على سبيل المثال، صادر مسؤولو باراغواي أكثر من 3 أطنان من الكوكايين مخبأة في أكياس فحم متجهة إلى أوروبا، وفي إسبانيا ضُبط طنان آخران من الكوكايين في يناير، تم إخفاؤهما أيضًا في شحنة فحم قادمة من باراغواي، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صادرت شركة مكافحة المخدرات في باراغواي 50 عبوة تحتوي سلائف كيميائية لازمة لتكرير الكوكايين.وتابع: يشير هذا إلى أن العصابات المعروفة في أمريكا اللاتينية بـ«الكارتلات» تقوم بإنشاء مختبرات معالجة محلية لتعزيز دور باراغواي كمركز جديد للمخدرات في المنطقة.وأضاف: لدى «الكارتلات» سبب وجيه لتحويل باراغواي إلى مركز جديد لعبور الكوكايين.ومضى يقول: ظل إنتاج الكوكايين في بيرو وبوليفيا في ازدياد منذ سنوات، وهذه المخدرات تشق طريقها بشكل متزايد إلى أوروبا، ونظرًا لأن البرازيل أصبحت مستهلكًا مهمًا، وكذلك نقطة إعادة شحن، فإن باراغواي، التي تقع على حدود بوليفيا ولها حدود يسهل اختراقها مع جميع جيرانها، تصبح مركزًا مثاليًا للعبور.وتابع: عصابات الجريمة المنظمة من البرازيل المجاورة تؤسس نفسها في باراغواي منذ بعض الوقت، لا سيما أنها تُعد واحدة من أكثر الدول فسادًا في نصف الكرة الغربي، ومركزًا للتمويل غير المشروع وغسيل الأموال.وأردف: الأخطر من ذلك أن «حزب الله» اللبناني كان له وجود على حدود باراغواي منذ عقدين على الأقل، ومضى يقول: في حين أن شبكات جمع الأموال غير المشروعة للجماعة الإرهابية تركز تقليديًا على أنشطة غسيل الأموال القائمة على التجارة، فقد نمت مشاركتها في تجارة الكوكايين في باراغواي وأماكن أخرى في نصف الكرة الغربي في السنوات الأخيرة، تزعم التحقيقات الأخيرة أن عناصر «حزب الله» ربما يكونون وراء الزيادة الطفيفة في شحنات الكوكايين.وأضاف: تثير هذه الاتجاهات المتاعب لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، لطالما كانت باراغواي حليفًا قويًا للولايات المتحدة في المنطقة.وأردف: على الرغم من انتشار الفساد على نطاق واسع، فإن المستويات المنخفضة نسبيًا من جرائم العنف والإتجار بالمخدرات في باراغواي جعلت اقتصادها ونظامها السياسي من بين أكثر الأنظمة استقرارًا في منطقة مضطربة.وتابع: تحتاج واشنطن إلى استثمار المزيد من الموارد وتشديد جهودها الدبلوماسية مع باراغواي؛ من أجل منعها من أن تصبح دولة مخدرات جديدة في أمريكا اللاتينية.
مشاركة :