واشنطن (أ ف ب) فشل الأعضاء الجمهوريون المعارضون للرئيس الأميركي في مجلس الشيوخ أمس في تعطيل تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران ما أثبت انتصار أوباما وبدد الشكوك حول قابلية استمرار الاتفاق. وتمكنت الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ من وقف تبني اقتراح قرار جمهوري هدفه منع أوباما من تعليق العقوبات الأميركية على إيران بعد فشل الجمهوريين في جمع أكثرية من ستين صوتاً مطلوبة من أصل مئة، بفارق صوتين. وقال الرئيس الأميركي إن: «هذا التصويت انتصار للدبلوماسية وللأمن القومي الأميركي والعالم». واتخذ هذا التصويت بالنسبة للكثير من الشيوخ أهمية توازي التصويت الذي لجأ إليه جورج بوش الابن لاستخدام القوة ضد العراق في 2002. ونادراً ما يستقطب تصويت هذا الكم من الجهود من مجموعات الضغط ولا سيما الجمعيات اليهودية الأميركية. وسبق أن نشر رئيس الوزراء البريطاني والمستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي افتتاحية مشتركة في صحيفة واشنطن بوست لمناشدة أعضاء الكونجرس دعم مقاربتهم الدبلوماسية. وكتب ديفيد كاميرون وآنجيلا ميركل وفرنسوا هولاند: «نحن واثقون من أن الاتفاق يضع الأسس الضرورية لحل النزاع حول البرنامج الإيراني بشكل نهائي». لكن مع الخسارة على المستوى التشريعي تحدث عدد من الجمهوريين عن إمكانية فتح جبهة قضائية جديدة، فيما اعتبر المحافظون أن أوباما أخل بواجباته تجاه الكونجرس وأن أي رفع للعقوبات عن إيران مخالف للقانون. وصوت جميع الأعضاء الديموقراطيين باستثناء أربعة لمصلحة المبادرة الدبلوماسية للرئيس أوباما الذي أصبح بإمكانه تطبيق الجانب المتعلق به من الاتفاق المبرم في 14 يوليو في فيينا بين الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا) وألمانيا من جهة وإيران من جهة أخرى. وبعد التصويت قال أوباما: «سنركز بعد الآن على العمل الأساسي الذي يتمثل في تطبيق الاتفاق والتحقق من منع إيران من امتلاك سلاح ذري». وعلى الرغم من تجنبه استخدام الفيتو لتعطيل قرار للمجلس، فسيذكر التاريخ أن 58 من 100 سناتور عارضوا أهم قرار حول السياسة الخارجية في رئاسة أوباما. وقالت أكبر مجموعة ضغط يهودية أميركية (آيباك): «في النهاية، هذا الاتفاق الناقص والفاقد الشعبية مع نظام غير موثوق يدعم الإرهاب لن ينال موافقة الشعب الأميركي ولا مجلس الشيوخ».
مشاركة :