أفاد خبيران ماليان، بأن أسبوعاً من التقلبات الحادة صعوداً وهبوطاً، شهدته أسواق المال المحلية الأسبوع الماضي، وسط استمرار مخاوف وحذر المستثمرين من توقعات نمو الاقتصاد العالمي، واهتزاز بورصات الصين. وقال الخبيران لـالإمارات اليوم، إن تراجعاً ملحوظاً في أحجام التداول، ساد معظم جلسات الأسبوع، بسبب شح السيولة، وتفضيل المتعاملين الانتظار، في ظل سلبية أداء الأسواق العالمية وغياب أي محفزات محلية من أخبار أو نتائج أعمال وغيرها، متوقعين استمرار هذا الشكل من الأداء خلال الفترة المقبلة حتى يستقر الشكل الجديد للسوق العالمية، الذي يشهد تغيراً في هيكليته في ظل بزوغ التأثير الكبير للأسواق الصينية في نظيرتها العالمية. وكانت القيمة السوقية للشركات المدرجة، ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بقيمة 24 ملياراًً و569 مليون درهم، فيما ارتفع المؤشر العام لسوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع، بنسبة 1.61%، مستقراً عند مستوى 4653 نقطة. وتفصيلاً، شهدت القيمة السوقية للشركات المدرجة في أسواق المال المحلية، ارتفاعاً خلال الأسبوع الماضي بقيمة 24 ملياراً و569 مليون درهم، إذ سجلت بنهاية جلسة أول من أمس 754 ملياراً و388 مليون درهم، مقابل 729 ملياراً و819 مليون درهم نهاية الأسبوع قبل الماضي، وذلك وفقاً لأرقام مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع. وارتفع المؤشر العام للسوق بنسبة 1.61%، مستقراً عند مستوى 4653 نقطة، فيما سجلت قيمة التداولات الأسبوعية 2.7 مليار درهم حصيلة التعامل على 1.5 مليار سهم نفذت من خلال 31 ألفاً و986 صفقة. وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 71 شركة من أصل 126 شركة مدرجة. واستحوذ سهم شركة داماك العقارية في دبي على الحصة الأكبر من التداولات الأسبوعية بقيمة 379.3 مليون درهم، احتل بها المركز الأول، تلاه ثانياً سهم شركة أملاك للتمويل بتداول 287 مليون درهم، ثم جاء في المرتبة الثالثة سهم مؤسسة الإمارات للاتصالات بتداول قيمته 242.6 مليون درهم. وفي قائمة الأكثر ارتفاعاً سعرياً، جاء سهم شركة طيران أبوظبي أولاً بارتفاع أسبوعي نسبته 14.86%، تبعه سهم مؤسسة الإمارات للاتصالات بنسبة 14.57%، فيما احتل المركز الثالث سهم شركة سيراميك رأس الخيمة بنسبة 9.91%. أما الأكثر هبوطاً سعرياً، فكان سهم بنك الاستثمار بانخفاض نسبته 18.06%، تلاه سهم مجموعة الصناعات الوطنية ثانياً بنسبة 9.76%، ثم سهم شركة الجرافات البحرية في المرتبة الثالثة بنسبة 9.52%. إلى ذلك، قال المدير العام لمركز الشرهان للأسهم والسندات، جمال عجاج إن أسبوعاً من التقلبات السعرية شهدته أسواق المال المحلية خلال الأسبوع الماضي، تميز في بدايته بالهدوء، الذي مال إلى التراجع في أول جلستين، ثم ارتداد في جلستين، وبعدها اختتم بالأخضر في الجلسة الأخيرة، موضحاً أن الأداء العام جاء متأثراً بالأسواق الأميركية والأوروبية، وما شهدته من تقلبات، إضافة إلى غياب المحفزات المحلية من أخبار إيجابية أو نتائج أعمال، الأمر الذي يعطي زخماً للتعاملات ويفتح شهية المستثمرين لضخ كميات إضافية من السيولة. وأضاف عجاج أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في أحجام التداول منذ أغسطس الماضي حتى الآن، لكن هذا التراجع ذو شقين، أحدهما إيجابي يتمثل في غياب عمليات بيع مكثفة أو رغبة لدى المستثمرين في التخلص من أسهمهم، في حين الشق الثاني سلبي، وهو عدم وجود طلبات شراء توجد زخماً وتحرك السيولة الكامنة بسبب حركة المؤشرات. وأضاف عجاج أن العامل النفسي يلعب دوراً كبيراً في التداولات اليومية للمستثمرين، مبيناً أنه على الرغم من أن السوق الصينية لم تكن معروفة لدى الأسواق المحلية بالقدر الكافي، أو لا يوجد ارتباط مباشر بأخبارهها مثلما الحال مع السوقين الأميركية والأوروبية، إلا أن تداعيات بورصات الصين على السوق العالمية جعلت هناك ربطاً بين أسواقنا وأسواق الصين، ما يؤثر في الأداء حتى خلال الجلسة الواحدة رغم ما يتفرد به اقتصادنا المحلي من استقرار ونمو بشهادة المؤسسات الدولية. من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة دلما للوساطة المالية، هشام عامر، إن أداء الأسبوع الماضي تميز بالتقلب الحاد في الأسعار صعوداً وهبوطاً، وهو مرشح للاستمرار خلال الفترة المقبلة في ظل تقلبات الأسواق العالمية وإعادة هيكليتها، بما يوجد تأثير أكبر لبعض الأسواق الجديدة على حساب نظيرتها الأخرى، مشيراً إلى أنه حتى يستقر الشكل الجديد للأسواق العالمية من المنتظر أن يستمر أداء الأسواق المحلية بهذه الوتيرة، خصوصاً مع حالة عدم اليقين السائدة بجانب التغيرات الجيوسياسية في المنطقة. وأكد عامر أن الإمارات لديها استقرار اقتصادي وسياسي مشهود ومتفرد في المنطقة، داعياً في الوقت نفسه المستثمرين إلى الحذر نتيجة الأحداث الخارجية، بأن يكون لديهم جزء كبير من السيولة (نقداً) في محافظهم للاستفادة من تراجع الأسعار، واغتنام الفرص الاستثمارية التي تصاحب تراجع الأسواق والمرشح استمراره لحين استقرار الشكل الجيد للأسواق العالمية.
مشاركة :