الدوحة - الراية: مع بداية العام الدراسي الجديد، عادت إلى الواجهة قضية "الحقائب المدرسية"، حيث مازال الطلاب والتلاميذ يضطرون يوميًا لحمل عدة كيلوجرامات من الكتب والأقلام والأدوات الهندسية على ظهورهم إلى المدرسة، رغم ما يشكّله ذلك من أضرار كبيرة أثبت الأطباء وجودها وحذروا منها أكثر من مرة، لكن دون جدوى. وفي الوقت الذي يتجه فيه العالم للتخلص من الأوراق والدفاتر والكتب في المدارس، تزيد بعض المدارس الخاصة والمستقلة من طلباتها بخصوص الأوراق وتلزم أولياء الأمور بشراء كتب ودفاتر ومئات الأوراق لأبنائهم، مع أن المجلس الأعلى للتعليم اتخذ في السنوات القليلة الماضية عدة خطوات للتقليل من الاعتماد على الأوراق والكتب، من خلال الموقع الإلكتروني للمجلس والمواقع الإلكترونية للمدارس، ومشروع الحقيبة الإلكترونية، وغير ذلك من المشاريع. وطالب عدد من المواطنين والمقيمين المجلس الأعلى للتعليم بالجدية في تطبيق مشروع الحقيبة الإلكترونية وإجبار المدارس على إدخال وسائل تعليمية أكثر تطورًا، وتقليل الاعتماد على الكتب والأوراق التي تثقل كواهل الطلاب وهم يحملونها على ظهورهم يوميًا من وإلى المدرسة. وقد أظهرت الأبحاث الطبية أن حمل الحقيبة المدرسية زائدة الوزن بشكل خطأ يسبب ضغطًا على القلب والرئتين نتيجة لتشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري على شكل حرف "C" ما قد يستدعي التدخل الجراحي، خصوصًا للأطفال، حيث إن العمود الفقري في مرحلة النمو يعتمد بشكل كبير على التوازن في حركة العضلات والتوزيع السليم لثقل الجسم وما يحمله من أثقال فتزداد الفقرات في الطول من خلال مراكز النمو ضمن الفقرات ذاتها بشكل مستدير ومنتظم. وفي حال ما إذا تعرّضت هذه المراكز إلى الضغط من أحد الجوانب يقل معدل النمو لهذا الجانب بينما يكون طبيعيًا للجانب الثاني فإذا استمر الحمل الخطأ للحقيبة المدرسية انحرف شكل العمود الفقري. كما حمل حقيبة المدرسة زائدة الوزن يعرّض الطالب لآلام الرقبة والذراعين والكتفين والظهر وحتى القدمين. وأكدت الدراسات أن نسبة الإصابة بأمراض الظهر لدى الأطفال حاملي الحقائب الثقيلة على أحد الكتفين تبلغ 30 في المئة وتتناقص هذه النسبة إلى 7 في المئة فقط في حال حملها على كلتا الكتفين.
مشاركة :