وهـــج الـكـتــابـة: موسم الهجرة إلى جائزة الطيب صالح

  • 3/6/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في السودان دورتها الحادية عشرة بإعلان الفائزين في فروع الشعر والقصة القصيرة والرواية. هذه الجائزة التي يتطلع إلى الفوز بها أي كاتب أو شاعر فهي بمثابة القلادة الأكثر من الذهب عند الكثيرين. هذه الجائزة مبادرة رائعة للاحتفاء بالكاتب السوداني الكبير الطيب صالح الذي توفي عام 2010, الكاتب والروائي الذي ذاع صيته في كل مكان بفضل رواياته العظيمة وأشهرها «موسم الهجرة إلى الشمال». جميل هذا الاحتفاء والأجمل أن شركة تجارية وهي زين للاتصالات في السودان هي التي تتولى تنظيم الجائزة التي تبلغ قيمتها 200 ألف دولار سنويًا للفروع الثلاثة. السؤال لماذا تطوعت زين السودان بتنظيم هذه المسابقة تقديرًا لكاتب سوداني، فلماذا لم تبادر زين البحرين مثلاً بذلك تكريمًا أو احتفاءً بأحد مبدعي البحرين، والبحرين مليئة بالمبدعين عبر تاريخها الطويل الذين يستحقون كل تذكر وتقدير واحتفاء. هل قامت زين بذلك من تلقاء نفسها أم بإيعازٍ أو ضغط من المسؤولين عن الثقافة في السودان لأنهم يقدّرون مبدعيهم ويعتبرونهم الوجه الحضاري والثقافي للبلاد. لماذا لا تقوم بتلكو أو اس.تي.سي بذلك وغيرها من شركات الاتصالات أو الشركات التجارية الأخرى التي تحقق الملايين من جيوب الشعب البحريني الذي ينفق «بالهبل» على خدمات الاتصالات. ربما السبب أن لا أحد يطلب منها ذلك ليصبح الأدباء والشعراء والفنانون بمختلف فئاتهم في بلادنا وحيدين يواجهون الجفاء والنكران وصرير الريح. الملاحظة الثانية هي بشأن المفاجأة الكبيرة في جائزة هذه السنة أن عدد المتقدمين كان خياليًا حيث بلغ 1762 في فروع الجائزة الثلاث مقابل 746 متقدمًا في العام الماضي أي بزيادة تنيف عن 1000 مشارك. يقال أن عدد المحكّمين لكل فرع هو ثلاثة أي تسعة محكمين في مجموعهم لجميع الفروع. فيا سادة يا كرام كيف تمكن هذا العدد المتواضع من المحكّمين من الحكم على 1762 عملاً خلال ثلاثة أشهر وترشيح الأعمال التي تستحق الفوز؟ هل استطاع هذا العقد الضئيل من المحكّمين قراءة كل الأعمال خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن، حتى لو كانوا روبوتات لما تمكنوا من ذلك، فهذه مهمة مستحيلة على الإطلاق. لماذا مثلاً لم يتم تأجيل الإعلان عن اسماء الفائزين وتمديد فترة التحكيم بسبب هذه الزيادة غير المتوقعة في عدد المتقدمين لكي يتمكنوا من قراءة جميع النتاجات المقدمة حرصًا على النزاهة وعدالة التحكيم!!؟ يقول أحد الأصدقاء من الكتّاب المعروفين أنه لا يشارك في هذه الجوائز لأنه يعرف تمام المعرفة أن عملية الفوز في هذه المسابقات هي تحصيل حاصل وربما هي متفق عليها مسبقًا ولا يمكن الوثوق تمامًا بنزاهة القائمين على هذه الجوائز وليس المحكّمين وحدهم، تتدخل فيها عوامل عديدة كالشللية والمحاباة والمصالح والأمور السياسية وتقسيماتها وطبعًا مزاج المسؤولين.  لنلق نظرة على الفائزين بجائزة الطيب صالح لسنة 2021 وبدون تعليق: فرع الشعر كان الفائز بالمركز الأول من الأردن والمركز الثاني من السودان والمركز الثالث من السودان. وفي فرع القصة القصيرة، كان الفائز بالمركز الأول من مصر وبالمركز الثاني من العراق والمركز الثالث من العراق. وفي فرع الرواية، كان الفائز بالمركز الأول من العراق والمركز الثاني من مصر والمركز الثالث من مصر. أي أن الفائزين كانوا من أربع دول عربية حصريًا؟!!!!. في المؤتمر الختامي أعلنت لجنة الجائزة أن المشاركين من 34 بلدًا. ما أحزنني ليس عدم فوزي في المسابقة التي تقدمت لها برواية جديدة وفكرة وموضوع جديد لكن أن اسم وطني الحبيب البحرين لم يُذكر لا من قريب ولا من بعيد من بين الدول المشاركة. هذه هي الجوائز الأدبية في وطننا العربي وهكذا تدار ويعلن عنها ولا مكان للسؤال ولا الاحتجاج، فعلاً تحصيل حاصل!! Alqaed2@gmail.com

مشاركة :