تجربة سعد الحميدين: الرؤيا/ الموقف

  • 9/12/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تصافحكم هذه الكلمات اليوم وفي رؤاكم وتلقيكم تجربة الشاعر عبر دواوينه وكتاباته، وموقع تجربته وما كُتب عنه من دراسات حفظت موقعه، وأسرجت خيلها لمتابعة تجربته. سعد الحميدين فاجأ المشهد الثقافي بديوانه الأول (رسوم على الحائط) عام م حاملاً تجربة شعر التفعيلة في ديوان، وحاملاً لغة لا تكثيف لها إلا من خلال الموقع الذي يمنحها إياه الشاعر من شعرية، فتخرج من حال الحكي إلى أفق الشعر، ولعل هذا ما جعل الغذامي يرى في نصوص الحميدين (الحركة ضد اللغة) ؛ فحين نتأمل عبارات للحميدين مثل: تجيئين قلت مع الغيم، قلت.. تجيئين عند احتدام الرعود وقلت.. تجيئين عند المساء وعند بداية كل صباح وقلت.. وقلت وكان انتظار. **** بنيت على الدرب كوخ انتظار لعلِّي أراك بفصل الربيع مع العشب حين يجيء المطر.. وهبَّت رياح الشمال مرارا.. مرور القطار.. الخريف وليس هنالك غير انتظار نجد أننا أمام حكي لحوار، جعل القيمة الشعرية لهذا الحكي في ما منحه له الشاعر من أفق شعري حين رفع قيمة المنتظرة في سياق هذا العالم الكوني: الصباح، المساء، الغيم، المطر، الرعود؛ وبالتالي ترتفع مكانة الانتظار؛ فنحن أمام شاعر في تجربة يصر أن يكون هو الذي يمنح العالم شعريته، فضلا عما تحمله دلالة العنوان من ارتقاء بالمهمش والمشخبط إلى أفق الشعر، ذلك الأفق الذي جعل حركة المهمشين وعوالمهم مثل (مرجان)، (العسة) (الزار) عالما شعريا. ومن هذا الأفق الذي يستنبت العمق ويرتقي به، كان سعد الحميدين في أفقه الثقافي تقديرا ووفاء، يحرص على من خالطهم ثقافياً (ويبدّ عهم)، محمد زويد النفيعي يكتب نصا على التقاطات الحميدين لمرجان، ثقافة الرياض تفتح للثقافة العميقة الحديثة؛ فمثلا رجاء عالم لم تنفتح على مؤسسة ثقافية داخلية مثل ما انفتحت على جريدة الرياض، كذلك لم يكف قلم الحميدين عن الكتابة فيما يبصره من عمق ثقافي لدى غيره من مجايليه من شعراء، ومن كتّاب، ولدى من قرأ لهم.

مشاركة :