أكد مسؤولون وأطباء بالقطاع الصحي، أن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بتطبيق الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية بين العمال للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، مشيرين إلى أن هذه الجهود نجحت في تحقيق أهدافها الرئيسة.وأشاروا في تصريحات لـ «الاتحاد»، إلى تنفيذ الجهات الصحية والمعنية الاتحادية والمحلية، لحملات توعوية واسعة النطاق حول سبل الوقاية والحماية الواجب اتباعها لمكافحة هذا الوباء، مستهدفةً سكنات العمال في مختلف أنحاء الدولة، حرصاً على نشر الوعي بين هذه الفئة، منوهين بإصدار الجهات الصحية والإعلامية لنشرات توعوية مخصصة للعمال وبلغات متعددة، منها نشرات إلكترونية وأخرى مطبوعة، تقدم بطريقة مبسطة. ولفتوا إلى الاستمرار في التوعية العمالية والتأكد من الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية داخل الغرف، وأماكن الطبخ وقاعات تناول الطعام، علاوة على الإجراءات الوقائية عند الخروج من السكن، بما في ذلك ضرورة ترك المسافة الآمنة بين الأفراد، والمحافظة على قياس درجات الحرارة باستمرار، وكذلك تعقيم الحافلات. وقالت الدكتورة ريم عثمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات السعودي- الألماني، بالإمارات: «تولي دولة الإمارات أهمية بالغة بتوعية العمال بفيروس «كورونا» المستجد، وتوفير أفضل ظروف العمل للعمال كافة رغم الجائحة، لذلك أطلقت المبادرات والبرامج الهادفة إلى نشر الوعي الصحي فيما بينهم». وأشارت إلى أن الإلمام بالجوانب الأساسية المرتبطة بالتحدي الصحي الراهن من أهم المقومات التي ساهمت في إنجاح جهود الوقاية من الفيروس ومكافحته والحد من انتشاره، ومن بين هذه الجهود التعريف بالفيروس وطرق انتقال العدوى وكيفية انتشارها، والاحتياطات الواجب اتخاذها على المستوى الشخصي للحماية من الفيروس، وكذلك حماية الآخرين، والحد من فرص انتشاره. ولفتت عثمان، إلى الإرشادات الصادرة عن وزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئة الصحة في دبي ودائرة الصحة في أبوظبي، مع مراعاة تبسيط المعلومات لتوصيلها إلى أكبر عدد منهم، وكذلك تمريرها إليهم بلغاتهم الأصلية، تأكيداً على استيعاب الجميع لما يجب عليهم فعله لتجنب الإصابة، وكذلك للمحافظة على صحة المحيطين سواء في مواقع العمل أو السكن أو خارجها. وذكرت الدكتورة منى يسري، المدير الإكلينكي لمركز حياتي الصحي بمدينة دبي الطبية، الأخصائية النفسية، أن دولة الإمارات نجحت في جذب اهتمام العمال وتشجعيهم نفسياً واجتماعياً على الأخذ بالإجراءات الوقائية بشكل كبير ولدى لشريحة كبيرة جداً من العمال. وأشارت إلى أنه تم إقناعهم بالإجراءات الاحترازية عن طريق تحقيق الجهات المختصة للعمال، التفاعل الاجتماعي بأمان، وهذا حدث من خلال توفير الكمامات ووسائل التطهير وتطبيق قواعد التباعد الجسدي في كل الأماكن. وذكرت أن كثيراً من الأشخاص، بمن فيهم العمال، يعتقدون أن الإصابة لن تكون لدى أقاربهم، وأنها ستكون عند الأغراب أو الأشخاص غير المقربين منا، والحقيقة أن هذا مفهوم غير صحيح، حيث يتفاجؤون أن صديقهم الذي سلموا عليه أو كانوا معه قد أصيب بالفيروس. وشددت على ضرورة تصحيح بعض المفاهيم التي لا تزال غائبة عن شريحة من العمال، وأبرزها اعتقاد البعض أن عدم التزامه بالإجراءات الاحترازية قد يؤدي لإصابته هو فقط بالفيروس، وأنه بذلك لا يؤذي غيره، والحقيقة عكس ذلك تماماً، مشددة على أن مخاطرة الشخص بصحته، مخاطرة بصحة الآخرين بطريقة غير مباشرة. وأكدت يسري، أهمية زيادة حملات التوعية لضمان وصول التعليمات والإجراءات لدى الجميع، خاصة العمال، مقترحة عرض قصص حقيقية وتجارب شخصية لعمال قصروا في اتباع الإجراءات الاحترازية، ما أدى إلى إصابتهم بالمرض. وعن أهم القواعد التي من المهم قيام أصحاب الأعمال بها للمحافظة على صحة موظفيهم من «كوفيد19»، أجاب الدكتور عمر الشافعي، استشاري طب العائلة: «هناك ثلاث قواعد أساسية في هذا الجانب، تركز على تقييم المخاطر، تقليل المخاطر المرتبطة بكوفيد19، العناية بالموظفين والزائرين، وهذه القواعد مطبقة لدى أصحاب العمل». وأكد ضرورة تقييم أصحاب العمل لعوامل الخطر للموظفين، خصوصاً كبار السن (فوق الخمسين)، والحالات الطبية المزمنة، والعمل على فصلهم في مكان السكن، وفي مناوبات العمل. ولفت إلى قيام أصحاب العمل بإجراء توصيف واضح لمهام ومعدات وإجراءات العمل، وتحديد وتعريف تدابير السلامة ومعايير النظافة، كذلك تعريف إصابات العمل والأمراض المهنية المتعلقة بمكان العمل، وتحديد الموظفين المعرضين للخطر، مع توضيح أنواع المخاطر، وأماكن، وكيفية وإمكانية الإصابة بها. وشدد على ضرورة تركيز أصحاب العمل على محور تقليل المخاطر، بتطبيق 3 إجراءات رئيسة، أولها التباعد الجسدي بين الموظفين، خصوصاً عند استخدام وسائل النقل وفي مكان السكن، والفصل بين الموظفين الذين يمكنهم القيام بأداء مهامهم بمفردهم، تقليل الاتصال بينهم من خلال العمل بجدول المناوبات بالتعاقب، وتحديد ترتيبات جلوس واضحة للموظفين في المكاتب بمسافة لا تقل عن 2 متر. ولفت إلى ضرورة التعامل مع الموظف المشتبه بإصابته بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بناء على القواعد الإرشادية الصحية الحكومية الصادرة بهذا الشأن، منبهاً إلى ضرورة التعامل مع الموظف المشتبه بإصابته بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) بناء على القواعد الإرشادية الصحية الحكومية الصادرة بهذا الشأن. وحسب الإرشادات الاحترازية الصادرة من الجهات الصحية والمعنية، يجب توفير المطهرات ومستلزمات التنظيف الموصى بها، وتوفير الأقنعة والقفازات، مع الحرص على التغيير المستمر لها لضمان فاعليتها في الحماية، خاصة في حالات التلف أو التلوث، وحث الموظفين على عدم استخدام هواتف مكاتب زملائهم في العمل أو المشاركة في أدوات ومعدات العمل. كما تضم معايير النظافة، ضمان التعقيم السليم لمصادر التهوية ووحدات التكييف في أماكن العمل والاستراحات، مع ضمان نظام تهوية جيد في بيئة العمل، وتركيب فلاتر هواء عالية الكفاءة، وتنفيذ حملات توعية حول إجراءات النظافة، بما في ذلك محادثات وعروض تثقيفية وتعليمية منتظمة للموظفين في مجموعات وبمختلف اللغات، وكيفية تطهير الأدوات والأسطح المستخدمة بشكل متكرر قدر الإمكان، واستخدام أغطية/أقنعة الوجه في الأماكن العامة، خاصة عند استخدام وسائل النقل الجماعي. وتشمل أيضاً، تحديد أوقات الاستراحة والوجبات للموظفين، مع تقليل عدد الأشخاص الذين يتشاركون في المكان نفسه وقت الاستراحة، مع ضرورة نشر قواعد عملية، بحيث يكون توزيع فرق العمل بالتعاقب في مبنى العمل لأداء المهام خلال الفترة الزمنية المحددة. كما يجب إبقاء فرق العمل منفصلة عن بعضها بعضاً، وبأعداد قليلة قدر الإمكان، وتفادي الازدحام في المباني من خلال تنظيم حركة الدخول والخروج لمواقع العمل.
مشاركة :