البابا في قداس احتفالي في ختام زيارة تاريخية: «العراق سيبقى دائما معي»

  • 3/8/2021
  • 01:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

أربيل - الوكالات: في آخر محطة عامة من زيارته التاريخية للعراق، ترأس البابا فرنسيس بعد ظهر أمس قداسًا احتفاليًا في أربيل في كردستان، شارك فيه الآلاف وسط إجراءات صحية وأمنية، وودّع العراقيين قائلا «العراق سيبقى معي وفي قلبي». وبعد ثلاثة أيام حافلة بالتنقلات بالطائرة والمروحية وسيارة مصفحة في بلد طوى صفحة تنظيم داعش الدامية قبل ثلاث سنوات فقط ولا يزال يشهد توترات أمنية ناتجة عن وجود فصائل مسلحة خارجة عن السيطرة، قال البابا في ختام القداس «الآن، اقتربت لحظة العودة إلى روما. لكنّ العراق سيبقى دائمًا معي وفي قلبي». وأنهى زيارته برسالة أمل قائلاً «في هذه الأيام التي أمضيتها بينكم، سمعت أصوات ألمٍ وشدّة، ولكن سمعت أيضًا أصواتًا فيها رجاءٌ وعزاء»، قبل أن يحيي الحضور بعبارات «سلام، سلام، سلام. شكرًا! بارككم الله جميعًا! بارك الله العراق!»، ثم «الله معكم!» بالعربية. وكان البابا زار في وقت سابق مدينة الموصل حيث صلّى على أرواح «ضحايا الحرب». كما زار قرقوش، البلدة المسيحية التي نزح كل أهلها خلال سيطرة داعش، وعاد جزء منهم خلال السنوات الماضية.  ووصل البابا بمواكبة أمنية كبيرة إلى الملعب في سيارة الـ«باباموبيلي» الشهيرة التي ألقى منها التحية على الحشد الذي تجمع لاستقباله والمشاركة في القداس. ويتسع ملعب فرانسو حريري الذي يحمل اسم سياسي أشوري عراقي اغتيل قبل 20 عامًا في أربيل، لعشرين ألف شخص، لكن عدد الحاضرين كان أقل من ذلك بكثير، إذ فرض على المشاركين الحصول مسبقا على بطاقة خاصة وتمّ تحديد العدد، وذلك في إطار تدابير الوقاية من وباء كوفيد-19. وفي المدينة التي تعرّض مطارها أواخر فبراير لهجوم صاروخي استهدف الوجود الأمريكي، لاقى الآلاف البابا رافعين أعلام الفاتيكان وكردستان وأغصان الزيتون.  في الموصل، أسف البابا لـ«التناقص المأساوي بأعداد تلاميذ المسيح» في الشرق الأوسط. وقال على أنقاض كنيسة الطاهرة السريانية الكاثوليكية، إن هذا «ضرر جسيم لا يمكن تقديره، ليس فقط للأشخاص والجماعات المعنية، بل للمجتمع نفسه الذي تركوه وراءهم».  وصلّى من الموقع الأثري الشاهد على انتهاكات الجهاديين «من أجل ضحايا الحرب والنزاعات المسلحة»، مؤكدا أن «الرجاء أقوى من الموت، والسلام أقوى من الحرب». ثم توجه إلى قرقوش حيث أدى صلاةً في كنيسة الطاهرة الكبرى التي تشهد أيضا على الانتهاكات العديدة لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال البلاد. وقام بجولة بعربة جولف في المدينة وسط حشد صغير رافقه بالزغاريد والتحيات. واكتست هذه المحطة أهمية كبرى، ولا سيما أن محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، وقد تعرّضت كنائسها وأديرتها التراثية العريقة لدمار كبير على يد التنظيم المتطرف. وقال البابا في كلمته من الموصل «إنها لقسوة شديدة أن تكون هذه البلاد، مهد الحضارات قد تعرّضت لمثل هذه العاصفة اللا إنسانية التي دمّرت دور العبادة القديمة». واستقبل سكان البلدة البابا بسعف النخيل قبل أن يدخل الكنيسة على وقع الألحان السريانية ويؤدي فيها صلاةً أشار فيها إلى ضرورة إعادة بناء ما دمّرته سنوات من «العنف والكراهية». وأحرق داعش هذه الكنيسة في قرقوش الواقعة على بعد نحو 30 كلم إلى جنوب مدينة الموصل، قبل أن يعاد ترميمها. ولحق دمار كبير ببلدة قرقوش على يد التنظيم، ولا يزال الوضع الأمني متوترًا مع انتشار مجموعات مسلحة بأعداد كبيرة في السهول المحيطة. وقال البابا في كلمته «قد يكون الطريق إلى الشفاء الكامل مازال طويلاً، لكني أطلب منكم، من فضلكم، ألا تيأسوا». 

مشاركة :