رحبت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وأوردي أزولاي، مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، بالزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى مشروع إعادة بناء كنيسة الطاهرة، ضمن زيارته إلى العراق. وقالتا في بيان مشترك: «إن زيارة البابا إلى كنيسة الطاهرة، التي تعتبر أحد العناصر الرئيسة لمشروع (إحياء روح الموصل)، تمثل رسالة واضحة للعالم، مفادها أن الوئام والانسجام بين أتباع الديانات والتعايش المشترك هما السبيل الوحيد لنهوض البشرية وتقدمها، والطريقة المثلى لمواجهة التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم». وأكدتا الأهمية الكبيرة لزيارة البابا لموقع المشروع، والتي تتجلى في نشر رسالة السلام والأخوة، وإبراز القوة الحقيقية للإنسانية في مواجهة الأفكار الظلامية والتنظيمات الإرهابية، التي لطالما رأت في الإرث البشري هدفاً لها، لتعيث به تخريباً وتدميراً، حيث لم تفرق بين مسجد النوري وكنيستي الطاهرة والساعة، في هجومها الإرهابي على الموصل. وأضافتا: إن زيارة البابا لكنيسة الطاهرة تعطي القائمين على مشروع إحياء الموصل دفعة قوية لجهودهم في إعمار المنطقة، وإعادتها رمزاً للتآخي والسلام في العراق والمنطقة والعالم. وبدعم إماراتي، بدأت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، في سبتمبر الماضي، في تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة إعمار كنيسة الطاهرة بمدينة الموصل العراقية والمتمثلة في إزالة الأنقاض والذخائر غير المتفجرة وتأمين موقع المشروع بشكل كامل. وتمر عملية إعادة الإعمار بمراحل معقدة بعد تعرض الكنيسة لتدمير أجزاء كبيرة من أروقتها الداخلية وجدرانها الخارجية، حيث من المقرر أن يقوم المقاولون المحليون تحت إشراف خبراء الآثار بإعادة ترميمها بمشاركة حرفيين في مجال التراث المحلي. كما بدأت «اليونسكو» مؤخراً في استقبال العطاءات من الشركات المحلية لإعادة إعمار الكنيسة والدير الملحق بها. ويجري تنفيذ مشروع إعادة إعمار كنيسة الطاهرة بتمويل من دولة الإمارات، وبالتنسيق مع السلطات المحلية في مدينة الموصل. ويهدف هذا المشروع المدعوم من الإمارات، إلى ترميم المعالم التاريخية في مدينة الموصل وإعادة بنائها، لا سيما جامع النوري ومئذنته الشهيرة المائلة، المعروفة باسم المنارة الحدباء، التي يبلغ ارتفاعها 45 متراً، ويزيد عمرها على 840 عاماً. غير أنّ هذه البنية التاريخية والمميزة، هُدمت على أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي احتل المدينة من عام 2014 حتى عام 2017. ويوفر المشروع كذلك فرص عمل وفرصاً للتدريب، وهو جزء لا يتجزأ من المبادرة الرائدة لـ«اليونسكو» المعروفة بـ«إحياء روح الموصل»، التي أُطلقت في فبراير 2018، وهي تمثل عمل «اليونسكو» على إنعاش إحدى أعرق مدن العراق، من خلال إحياء التربية والتعليم والتراث والحياة الثقافية فيها. وكانت «اليونسكو» اتفقت مع الإمارات والحكومة العراقية في أكتوبر 2019، على الاضطلاع بأعمال إعادة إعمار كنيستين في مدينة الموصل القديمة، وهما كنيسة «الطاهرة» للسريان الكاثوليك، وكنيسة «سيدة الساعة» للاتين، بغية إحياء التنوع الثقافي، الذي تميز به تاريخ الموصل عبر التاريخ.
مشاركة :