انواع الفنون لا تعد و لا تحصى من نحث و رسم ، موسيقى ، شعر و غيرها و بشكل عام فان الفن هو كل ما يعبر عن مهارة أو قدرة ما يمكن تنميتها بالممارسة و الدراسة. تستقطب الموسيقى الأندلسية التي تعد من أهم الفنون الموسيقية الراقية في الجزائر جمهورًا واسعًا، كما تحظى برواج كبير في البلاد، إلا أن هذه الموسيقى تختلف من منطقة إلى أخرى، حتى إننا نجد ثلاث مدارس عريقة في تلمسان وقسنطينة والعاصمة، في هذا التقرير سنتعرف على أبرز خصائص هذه المدارس الموسيقية المهمة. تزاوج بين الغناء الشعبي الإسباني والغناء والشعر العربي تعتبر الموسيقى الأندلسية أحد أهم المكونات الشاهدة على أهمية التراث الشفوي الذي انتقل من بلاد الأندلس الإسلامية إلى بلاد المغرب وخاصة الجزائر وتناقلته الأجيال فيما بعد، فخلال هجرتهم إلى بلدان المغربي العربي فرارًا من أهوال محاكم التفتيش الإسبانية إثر سقوط غرناطة سنة 1492 ميلاديًا، حمل الأندلسيون معهم الفنون الموسيقية التي انتشرت في مختلف المناطق هناك، فكانوا بمثابة الجامع له. استقبل الجزائريون في بلادهم، الموسيقى الأندلسية بنصوصها الأدبية وأوزانها الإيقاعية ومقاماتها الموسيقية، ثم طورها وهذبها الموسيقيون الجزائريون، وأضافوا لها ألحانًا وأشعارًا محلية كثيرة، حتى باتت مزيجًا بين الاثنين. نتيجة ذلك، أصبح لهذا الفن الكلاسيكي العريق مكانة كبيرة في الجزائر، حتى إنه يمتلك جمهورًا وقاعدة شعبية كبيرة بين الناس في مختلف مدن وقرى الجزائر الكثيرة، لما له من قدرة كبيرة على تربية النفس وتهذيبها والارتقاء بالأذواق وتنمية المواهب وصقلها. كما كانت هناك مدارس عدة لهذا الفن في بلاد الأندلس، فقد تشكلت في المدن الجزائرية أيضًا، مدارس عديدة لهذا الفن الأصيل، تتميز كل منها بخصوصيات في النَوْبَات والأداء والأزْجَال، ما يجعل إمكانية التفريق بين ألحان كل مدرسة، أمرًا متاحًا حتى لغير المختصين في الموسيقى. في البداية تشكلت مدرستان عريقتان: الأولى في تلمسان وتشتهر بـ”الغرناطي”، أما الثانية فهي في قسنطينة عاصمة المالوف، أما ثالث هذه المدارس فقد برزت في وقت متأخر في عاصمة البلاد وعرفت باسم “موسيقى الصنعة”. ….تلمسان.. حاضنة الفن” الغرناطي” أولى هذه المدارس التي تأسست في الجزائر كانت في مدينة تلمسان كما قلنا في السابق، فتأسست هذه المدرسة للمحافظة على هذا الفن، حيث تبنت مدرسة الغرناطي للموسيقى الأندلسية بتلمسان هذا الفن واهتمت بهذا الموروث الثقافي فحافظت على أصالته وواصلت أعمال التجديد بداخله. لقبت تلمسان بغرناطة إفريقيا، فقد كانت أول ولاية جزائرية احتضنت الفن الأندلسي، وإلى اليوم ما زالت هذه المدينة عاصمة الموسيقى الأندلسية الجزائرية ومعقل العديد من الفنانين الذين ساهموا في الحفاظ على أصالة هذا الفن، وفي تفتحه على الحداثة الموسيقية ليزاوج بين الاثنين. …قسنطينة “المالوف” المالوف هو أحد أنواع موسيقى الطرب الأندلسي. وهو مصطلح يطلق على الموسيقى الكلاسيكية بالمغرب العربي بقسميه الدنيوي والديني المتصل بمدائح الطرق الصوفية. نشأ بالأندلس وارتبط في بعض الأحيان بالمدائح، وهو لا يتقيد في الصياغة بالأوزان والقوافي، ولم يمتد هذا اللون إلى مصر وبلاد الشام، لكنه استقر ببلاد المغرب العربي. المورث الغنائي بنصوصه الأدبية، وأوزانه الإيقاعية، ومقاماته الموسيقية التي ورثتها بلدان الشمال الأفريقي عن الأندلس، وطورتها، ا، وتتكون مادتها النظمية من الشعر والموشحات والآزجال، والدوبيت، والقوما، مع ما أضيف لها من إضافات لحنية أو نظمية محلية جمعت بينها دائرة النغم والإيقاع، وما استعاروه من نصوص والحان مشرقية. وتعتبر النوبة أهم قالب في المالوف. أسماء هذا الفن تختلف من منطقة إلى أخرى فهو الآلة في المغرب ،و الغرناطي في كل من وجدة وسلا وتلمسان ونواحي غرب الجزائر ،والصنعة في العاصمة الجزائرية، والمألوف في قسنطينة وتونس وليبيا. ولكن هذه الأصناف كلها بأسمائها المختلفة، المألوف والصنعة والغرناطي ترجع إلي أصول واحدة أي الموسيقي الأندلسية التي نشأت في المجتمع الأندلسي “الصَنْعَة”.. موسيقى العاصمة يعد هذا الفن أحد الأنواع العديدة للتراث الموسيقي الجزائري الذي يجمع بين النوبات الكاملة والانقلابات والمراجع الشعبية والدينية، وهو الشكل العاصمي للموسيقى الأندلسية، وقد بدأ هذا الفن بالظهور بعد قدوم المهاجرين الأندلسيين، لا سيما القرطبائيين، إلى الجزائر العاصمة. تأسس هذا الفن بالأساس وتمت ممارسته بشكل أساسي في المدن الكبرى في شمال البلاد وهي العاصمة الجزائر والبليدة وشرشال ومستغانم، فضلاً عن بجاية، وأخذ هذا الفن طابع الموسيقى الإقليمية، نظرًا للانتشار الكبير الذي عرفه. الكل يتميز بما توارثه عن اجداده والمجد لمن حافظ على إرث راقي يفتخر به لانه يميزٌه عن غيره ويعرفه الاخرون منه الاحترام لمن تمسك بكل ما بخص بلده من فن راقي و خصال حميدة . ضحى زيدان
مشاركة :