إحسان الرميقي تغترف من الموشح الأندلسي منشدة ملاحم المغرب بقلم: يوسف حمادي

  • 8/16/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

معركة الملوك الثلاثة (1578م/986هـ)، لم تكن معركة حربية بها فر وكر وقتال فحسب، بل كانت أيضا معركة تحمل معها شحنة فنية وثقافية، أغلبها من أصل عربي أندلسي، سافر مع المرابطين إلى الأندلس ثم عاد مع المورسكيين إلى المغرب. ومن هذه المرجعية التراثية غنت الفنانة المغربية إحسان الرميقي في ليلة اختتام المهرجان الدولي لمعركة القصر الكبير (شمال المغرب) في دورته الثانية المنتهية حديثا، أغاني من التراث الأندلسي، واغترفت من معينه إنشادا جلاه صوتها الرخيم بمدرج المركز الثقافي لمدينة القصر الكبير، فأضفى عليه مسحة جمالية شدت الجمهور لسماع الفنانة المغربية لساعات طويلة دون كلل أو ملل، وهي الفنانة التي طالما عاشت في أوساط الفن الجميل منذ حداثة سنها، الفن الذي وصفته بإكسير الحياة الذي لا غنى لها عنه، حيث قالت لـ”العرب” “إنه الفن الذي أحبه وأعيش به لنفسي وروحي، وأشارك الناس إياه بوضعه رهن سماعهم وإحساسهم المرهف الذواق”. ورهنت الفنانة الرميقي نفسها لخدمة أسلوبها الفني الطروب والمرتبط بتاريخ “الفردوس المفقود” الأندلس، “حيث كان الفن بجميع أشكاله وأنواعه، قد بلغ أوجه هناك، حتى أضحى للموشح حضوره الكبير، بل والقويّ”. وغنت إحسان في سهرة اختتام المهرجان موشحات غزلية نالت إعجاب الجمهور، منها: “يا شادي الألحان” و”جادك الغيث إذا الغيث همى”، أما قصيدة “المنفرجة” للشاعر يوسف بن محمد بن يوسف التوزري التلمساني، المعروف بابن النحوي، الذي عاش في الفترة ما بين 1041 و1119، فكانت من أغاني السهرة التي صفق لها الجمهور طويلا، تقديرا لحرفية إحسان الرميقي في التعامل مع هذا النمط من الغناء الذي يتطلب صوتا شجيا ومهارات فنية عالية. واستقبل مهرجان القصر الكبير في دورته الحالية تنوعا وزغما في البرنامج ما بين ندوات فكرية وورشات تكوينية في السينما والمحافظة على التراث والمعارض التشكيلية و الفوتوغرافية، كما تضمن الإعلان الرسمي عن إنجاز مشروع التشوير الثقافي والتراثي لمعالم المدينة العتيقة. وكان بلاغ للهيئة المنظمة قال إن برنامج هذه الدورة “يشترك فيه عنصر إبراز التراث المغربي والحفاظ عليه، ونقل وإبراز مكونات الهوية الثقافية والذاكرة المشتركة بين هذه الضفة والضفة الأخرى”.

مشاركة :