قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الاثنين، إن الخلافات والصراعات الداخلية في بلاده حالت دون الاستفادة الممكنة من الاتفاق النووي الذي بات مهددا بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو 2018. وأضاف ظريف في مقابلة مع صحيفة "مردي سالاري" الإصلاحية، "خلال الـ30 عاما الماضية كان التفاوض مع الولايات المتحدة من المحرمات والخطوط الحمراء، ولكن أي شيء يصبح كذلك سيكون سرابا". وتابع "رأيت صدام حسين بعد الحرب العراقية الإيرانية، كما جلست وتفاوضت مع حركة طالبان، ولم يكن لقاء صدام حسين بالتأكيد مشهدا ممتعا بالنسبة لي، لكن هذا الاجتماع تم؛ لأن هذا ما يفعله دبلوماسيونا، وأدواتنا هي: التفاوض، والبيان، والكلام، والمقابلة". وأشار ظريف إلى وجود خلافات داخل طهران بشأن الرؤية للتفاوض مع الولايات المتحدة، قائلا "البعض يظن أن كل الأخطار هي في التفاوض مع أميركا، فيما يرى آخرون أن كل المصالح في ذلك، ولكن بحكمة خامنئي تم كسر هذا التابو المحرم، وتفاوضنا مع أميركا بشأن الاتفاق النووي، وهي التي هُزمت وليس نحن".ضغوط من أطراف عديدة داخل أميركا وخارجها وقال ظريف في المقابلة تعليقا على أوضاع الاتفاق النووي "يبدو أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تصل بعد إلى نتيجة نهائية تتعلق بالسياسة الخارجية إضافة إلى وجود ضغوط من أطراف عديدة داخل أميركا وخارجها، منها إسرائيل وبعض دول المنطقة". فيما نقلت عنه وكالة أنباء فارس أن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن ما زال يسير على خطى ترمب في فرض الضغوط وارتكاب الأخطاء الإقليمية رغم اعترافه رسميا بفشل الضغوط القصوى التي كان يتبعها سلفه. وبشأن الحديث عن طرح اسم ظريف كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة بدعم من الإصلاحيين، قال ظريف ”لا تزال الظروف التي تحول دون ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة قائمة“. وكان السياسي الإصلاحي البارز "مسعود بزشكيان"، قال أمس، إنه "مع ظريف يمكن أن يفوز التيار الإصلاحي في الانتخابات المقبلة المقررة في منتصف يونيو المقبل". وأضاف بزشكيان "المتشددون يعتقدون أن نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة محسومة لصالحهم وهذا صحيح، في حال لم يتم السماح للإصلاحيين بالتنافس الحقيقي، ولو رشح ظريف نفسه للانتخابات، ستزداد حظوظ الإصلاحيين كثيرا بالفوز، حتى لو كان المنافس من الطرف الآخر هو إبراهيم رئيسي (رئيس القضاء)، أو محمد باقر قاليباف (رئيس البرلمان)". ويواجه التيار الإصلاحي خلافات شديدة بشأن التوافق على شخصية بارزة لدخول سباق الانتخابات الرئاسية في ظل تقارير تشير إلى صعوبة فوزهم في تلك الانتخابات بعدما خسروا مقاعدهم البرلمانية في الانتخابات التشريعية التي جرت في الـ21 من فبراير/شباط 2020، فيما تمكن التيار الأصولي المتشدد من الفوز بأغلبية المقاعد.
مشاركة :