الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللا متناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "يا عَذارى الجمال والحُبِّ والأحلامِ" للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، الذي يحل اليوم الاثنين.يا عَذارى الجمال والحُبِّ والأحلامِبَلْ يا بَهاءَ هذا الوُجودِقَدْ رأيْنا الشُّعورَ مُنْسَدِلاتٍكلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ أو تَحْلُمُبالنُّورِ بالهوى بالنّشيدِورَأينا الخُدودَ ضرّجَها السِّحْرُفآهًا من سِحْرِ تِلْكَ الخُدودِورأينا الشِّفاهَ تَبْسِمُ عن دنْيامن الوَردِ غَضّةٍ أُمْلودِورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ كالأزهارِفي نَشْوَة الشَّبابِ السَّعيدِفتنةٌ توقِظُ الغَرامَ وتُذْكيهِولكنْ ماذا وراءَ النُّهودِمَا الَّذي خَلْفَ سِحْرِها الحالمِ السَّكرانِفي ذلك القرار البعيدِأنُفوسٌ جميلةٌ كطيورِ الغابِتَشْدو بِساحِرِ التَغْريدِطاهراتٌ كأنَّها أرَجُ الأزهارِفي مَوْلدِ الرَّبيعِ الجَديدِوقلوبٌ مضيئةٌ كنُجومِ اللّيلِضَوّاعَةٌ كَغَضِّ الوُرودِأو ظَلامٌ كأنَّهُ قِطَعُ اللّيلِوهَوْلٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِوخِضَمُّ يَموج بالإثمِ والنَّكْرِوالشَّرِّ والظِّلالِ المَديدِلستُ أدري فرُبَّ زهرٍ شديِّقاتلٌ رُغْمَ حُسْنِهِ المَشْهودِصانَكُنَّ الإلهُ من ظُلْمةِ الرُّوحِومن ضَلّة الضّميرِ المُريدِإنَّ لَيلَ النُّفوسِ ليلٌ مريعٌسَرْمَديُّ الأسى شنيعُ الخُلودِيرزَحُ القَلْبُ فيه بالألَم المرّويَشقى بعيشِهِ المَنْكودِورَبيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدّهْرُويمضي بِحُسِنهِ المَعْبودِغيرُ باقٍ في الكونِ إلاَّ جمالُالرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأبيدِ.
مشاركة :