اتهمت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية اليوم (الاثنين)، إسرائيل بتنفيذ عمليات "ضم تدريجي" لأجزاء واسعة من الضفة الغربية. وأدانت الوزارة في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخه منه، "الاستعمار الاستيطاني التوسعي في الأرض الفلسطينية بجميع أشكاله وعمليات التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين كما يحدث في القدس والأغوار". وقال البيان، إن "الاستعمار الإسرائيلي يواصل مطاردة مقومات الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج) عبر هدم المنازل وتدمير وتخريب آبار وخطوط المياه والحرمان من الكهرباء". جاء ذلك ردا على هدم آليات إسرائيلية في وقت سابق اليوم لمنزل قيد الإنشاء بمساحة 500 متر وبئر لجمع المياه بسعة 200 متر مكعب شرق مدينة الخليل بحجة البناء دون ترخيص، فيما لم تعقب مصادر إسرائيلية رسمية على عملية الهدم. وعادة ما تبرر السلطات الإسرائيلية عمليات الهدم أو المصادرة لمباني فلسطينية بأنها تقام من دون الحصول على الترخيص اللازم، فيما يقول الفلسطينيون إن ذلك يتم لصالح التوسع الاستيطاني. ورصد تقرير للأمم المتحدة أول أمس (السبت)، هدم السلطات الإسرائيلية 35 مبنى فلسطيني في الضفة الغربية خلال الأسبوعين الماضيين. وقال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية، إن عمليات الهدم الإسرائيلية أدت إلى تهجير 98 شخصا، من بينهم 53 طفلا، وإلحاق الأضرار بنحو 60 آخرين. وأشارت الخارجية، إلى "تجريف أراضي المواطنين وحرمانهم من مراعيهم وطردهم منها كما يحدث في مسافر (يطا) في مدينة الخليل ومناطق الأغوار، والسيطرة على ينابيع المياه وأسرلتها ما يؤدي إلى حرمان المواطنين ومواشيهم من هذا المصدر الهام للمياه". وقال البيان، إن "الصمت الدولي على انتهاكات الاحتلال والمستوطنين يرتقي لمستوى التواطؤ مع تلك الجرائم والتغطية عليها وتمريرها دون أية مواقف تتناسب مع حجمها". واعتبر، أن قرار المدعية العامة للجنائية الدولية فاتو بنسودا فتح تحقيق رسمي "لجرائم الاحتلال والمستوطنين يشكل بارقة أمل للشعب الفلسطيني الضحية المباشرة للاستعمار الإسرائيلي الإحلالي". يأتي ذلك فيما أعلن وزير شئون الاستيطان الإسرائيلي تساحي هنغبي للإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم، أن إسرائيل ستقوم بضم أجزاء من الضفة الغربية دون تحديد جدول زمني لهذه الخطوة. وقال هنغبي، "لا أعتقد أنه من المنطقي أن نصف مليون يعيشون في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لا يمكنهم العيش وفقا للقانون الإسرائيلي، لقد قمنا بهذا في مرتفعات الجولان وسنقوم بهذا في يهودا والسامرة". ويقطن ما يزيد عن نصف مليون مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات التي تعتبر مخالفة للقانون الدولي. ويعد الاستيطان الإسرائيلي من أبرز ملفات الخلاف بين الفلسطينيين وإسرائيل في ظل توقف مفاوضات السلام بينهما منذ عام 2014.
مشاركة :