يستيقظ العديد منا مع صداع نصفي مزعج للغاية يمنعه من أداء مهامه اليومية، وإلى جانب ألم الرأس الحاد الذي لا يطاق، يسبب الصداع النصفي الصباحي أعراضًا أخرى، مثل الغثيان وإرهاق الجسم بالكامل، مما يجعل من الصعب النهوض وبدء يومك. فيما يلي يعطيك الخبراء بعض الأسباب لإصابتك بالصداع النصفي وكيف يمكنك التعامل معه عند حدوثه، وفقاً لموقع «allure».   كيف تعرف أنه صداع نصفي؟ يمكن أن يسبب كلاً من الصداع النصفي ، والصداع الناتج عن التوتر ألمًا نابضًا يستمر لعدة ساعات، إليك كيف يمكنك معرفة الفرق. الصداع النصفي هو أكثر من مجرد صداع، توضح ستيفاني نحاس، الطبيبة في مركز جيفرسون للصداع في فيلادلفيا، أنه بالنسبة لبعض الناس، فإن الصداع ليس أصعب ما يمرون به، كما يمكنهم احتماله، بينما الألم في جانب واحد من رأسك، والألم الذي يخفق، والألم الذي يتطور تدريجياً من المعتدل إلى الشديد، والألم الذي يزداد سوءًا مع النشاط البدني، كلها مؤشرات على الصداع النصفي.   كما أنه عادة ما تتضمن أعراضًا أخرى، مثل الحساسية للضوء ، والضوضاء ، والقيء ، والغثيان ، بالإضافة إلى ، آلام الرقبة وضغط الجيوب الأنفية وتعرق راحة اليد والاضطرابات البصرية والدوخة من أعراض الصداع النصفي النموذجية. وتضيف الطبيبة أنه غالبًا ما يكون ألم الصداع الناتج عن التوتر منتشرًا في الرأس وخفيفًا ولا تصحبه أية أعراض من السابقة، كما يكون أقل حدة من الصداع المرتبط بـ الصداع النصفي . لماذا يحدث الصداع النصفي في الصباح؟ تحدث نوبات الصداع النصفي غالبًا في ساعات الصباح الباكر، فقط بسبب طبيعة المرض، وأسباب ذلك معقدة وغير مفهومة جيدًا، ولكن يُعتقد أن الطريقة التي يمر بها الدماغ خلال دورة النوم والاستيقاظ لها علاقة بهذه الأسباب، وفقاً للطبيبة « ستيفاني ».   وجدت دراسة استقصائية أجريت عام 2017 على 85  أن النوم كان ثاني أكثر مسببات الصداع شيوعًا للأشخاص الذين يعانون من صداع التوتر والصداع النصفي . كما أن جدول لنوم المضطرب، وعدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، والحالات الصحية المرتبطة بالنوم مثل انقطاع النفس النومى، يمكن أن تتداخل جميعها مع جودة نومك وتكون سبب استيقاظك من الصداع النصفي.   وفي دراسة كبيرة أجريت عام 2005 على الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي والتي نشرتها مجلة الصداع، فإن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن (يعانون من أعراض الصداع النصفي لمدة 15 يومًا أو أكثر خلال كل شهر) يميلون إلى النوم لوقت أقل كل ليلة، وكانوا أكثر عرضة لمشاكل النوم. وبذلك يتغذى الصداع النصفي وسوء جودة النوم على بعضهما البعض ويخلقان دورة من الاستيقاظ من الصداع النصفي والأرق.   وأثبت الباحثون وجود صلة قوية بين بعض حالات الصحة العقلية والصداع النصفي، فأظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 2907 شخصًا أن 63.8 % من المشاركين الذين تم تشخيص إصابتهم بالصداع النصفي يعانون من الاكتئاب ، وأن 60.4 % يعانون من القلق ، كما أن الأرق والاكتئاب يجعلك تواجه صعوبة في الحصول على نوم جيد ، مما يؤدي إلى إصابتك بـ الصداع النصفي في الصباح .   كما يمكن أن يحدث الصداع النصفي في الصباح أيضًا بسبب طبيعة نظامك الغذائي والجفاف، وتوضح الطبيبة أن تناول الكثير من الكافيين خلال اليوم يمكن أن يؤدي إلى انسحاب الكافيين بين يوم وليلة، وهو محفز سيء السمعة، كما يمكن أن يصاب جسمك بالجفاف، أو قد ينخفض ​​مستوى السكر في الدم أثناء نومك، مما يؤدي إلى صداع نصفي في الصباح وأيضاً الأشخاص الذين يعتمدون كثيرًا على مسكنات الألم أو الصداع النصفي أثناء النهار يستيقظون بنوبة صداع نصفي مع زوال تأثير الدواء من الجسم. كيف تعالج الصداع النصفي الذي يحدث في الصباح؟ إذا استيقظت من النوم وأنت تعاني من أعراض الصداع النصفي ، تنصحك الطبيبة بشرب الماء قبل تناول وجبة إفطار صغيرة تحتوي على البروتين ، إلى جانب شرب 150 مللي من القهوة التي تحتوي على الكافيين (طالما أن الكافيين ليس سببًا نموذجيًا للصداع النصفي بالنسبة لك)، فالكافيين يساعد المزيد من الأشخاص المصابين بـ الصداع النصفي ، ولكن يجب استخدامه بكميات محدودة وفي وقت مبكر من اليوم. وإذا كان الكافيين محفزًا واضحًا للصداع النصفي، فتجنبه، وتجنب دائمًا الإفراط في استخدام الكافيين بشكل عام. بالإضافة الى تجنب الأضواء الساطعة والمنبهات الحسية القوية التي تزيد من الأعراض، وإذا كانت أعراضك شديدة، خذ قسطاً من الراحة لمدة 15 إلى 30 دقيقة كخطوة تالية.   يمكن أن يبطئ الصداع النصفي من قدرة الجسم على استقبال الدواء ، لهذا توصيك الطبيبة بأدوية تنتشر في الجسم بسرعة، مثل دواء فموي سريع الذوبان أو رذاذ أنفي . كما توجد الآن أدوية جديدة مصممة خصيصًا لتقليل الصداع النصفي في الأسواق، مثل حقن الصداع النصفي الشهرية أو الفصلية ومضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم والأدوية المضادة للنوبات، وفقًا لمايو كلينك وتنصحك الطبيبة بالذهاب الى الطبيب إذا كنت تعاني من صداع نصفي متكرر عند الاستيقاظ يمنعك من أداء أنشطتك المعتادة، ولم تجدى النصائح السابقة نفعاً.