استطلاع رأي التعلم عن بعد سيغير مسار العملية التعليمية في المستقبل

  • 3/9/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في زمن كورونا، فرض “التعليم الإلكتروني” نفسه كأحد الخيارات المتوافرة الذي لجأت إليه وزارة التعليم مما دفعنا لإجراء استطلاع رأي عنه بعد مرور عام على تطبيقه شارك فيه (١٥٠) معلماً وطالبا وولي أمر ؛ بقصد الوصول لإيجابيات التعلم الإلكتروني باعتباره تجربة حديثة على التعليم العام والوقوف على التحديات الأغلبيه اجمعوا على وجود تحديات واجهت التجربة في بداياتها من بينها مشاركة أولياء الأمور بشكل أكبر في المتابعة اليومية ومتابعة أبنائهم بالإضافة للتحديات التقنية التي صاحبت تطبيق التجربة، مشيرين إلى أن التجربة لها مكتسبات و ستغير مسار العملية التعليمية في المستقبل ولا يتوقعون أن يعود التعليم كما كان قبل تفشي فيروس كورونا. التعليم عن بعد عزز المكتسبات وحسّن المخرجاتاعتبر الأستاذ : أحمد قناعي معجمي معلم في ثانوية العز بن عبد السلاماننا كسبنا الرهان وحولنا المشكلة – الجائحة – إلى فرص لتدريب الطلاب على مهارات التعلم عن بعد واكتساب المعرفة بطرق غير تقليدية ليخرج لنا جيل يأخذ بزمام التقنية ويطوعها لصالحه ونستطيع القول أن المعلم والمعلمة نجحا في استبقاء الطالب والطالبة قيد التركيز في الدرس من خلال استراتيجيات تدريس متنوعه تجذب انتباه الطالب وتشده . وبيّن الأستاذ : خالد خليف العنزي معلم في ابتدائية معاذ بن جبل أن التعليم عن بعد تجربة جديدة قادتها وزارة التعليم ووفرت جميع السبل لسير الرحلة التعليمية في ظل تداعيات جائحة كورونا ؛وأضاف أن تجاوب الطلاب يعتبر مقياساً جيداً وأثبت أنه بديل ناجح في حالة الضرورات. كما أكد الأستاذ : محمد عبدالله قيسي معلم في ابتدائية سعيد بن زيد بمرور عام على تطبيق التعليم عن بعد أن طلابه اصبحوا أكثر التزاما كما لاحظ ازدياد. الثقة بالنفس للمشاركة ؛حاضرين وبقوة أثناء الحصة . في حين ركز الأستاذ سلمان فايز الشهري معلم بمتوسطة الملك خالد على المكتسبات التقنية التي اكتسبها الطالبوعلى تنمية مهارات التركيز والتواصل اللاحسي ، وأضاف الشهري من خلال طرق التدريس المدمجه بالتقنية تعلم الطالب أساليب تعليمية تقنية متطورة ساهمت في زيادة استيعابه وتفاعله ونوعت من فرص تطويره الذاتي لكون هذا النمط من التعليم هو ما ينتظره طلبة هذا الجيل . وترى الأستاذة : دلال معلمة في الثانوية الثانية أن الأنشطة الإلكترونية عامل أساسي في جذب الطالبة وجعل سرعة الإستجابة عالية ؛ وأضافت أن هذه التجربة هي الدعامة التي تثبت تقدم أي مدرسة عن أخرى، بالإضافة لأهمية تفكير المعلمات خارج الصندوق بطريقة تقديم المحتوى بطريقة إبداعيةو شيقة تجعل الطالبة تفكر فيما حولها ، إضافة لتوفير بيئة منزلية متابعة وهذا ما نشدد عليه على الدوام. أبرز التحدياتوحول التحديات التي تواجه التعلم عن بعد تقول الأستاذة :سعاد الربيع. معلمة في الثانوية. الثانية في البداية كنا نظن أن الاتصال عبر المنصة سيكون تحدياً لذلك حرصنا على أن نعرف أن كل الطالبات متصلات بشبكات الانترنت ولديهن أجهزة تمكنهن من دخول المنصة واستيعابها ، واستطعنا التغلب على هذا التحدي ووزارة التعليم ممثلة بإدارة تعليم الخرج لم تقصر وفرت أجهزة لويحية وأجهزة ( شبكية ) لمن لا يملكون إنترنت في المنزل، والأغلبية لديهن هواتف لاستخدامها في الدخول على الدروس وتم تدارك هذه التحديات وتغلبنا عليها منذ البداية ولله الحمد ؛ وبالنسبة لمنصة مدرستي اصبحت سهلة ومرنة مع التحديثات المستمرة ولم تكن هناك صعوبات في الدخول إليها وإجراء المحادثات والاستفسارات بين الطالبات والمعلمات ومتابعة الملاحظات. واضافت معلمة لم ترغب بذكر اسمها إن أهم التحديات التي واجهتهم في البداية هي أنه أصبح لدينا شريك آخر في التعلم وبشكل أكبر وهو ولي الأمر ( أم ، أب ) ويجب علينا كمعلمات أن نتأكد من المحتوى المقدم الذي يصل الطالبة في البيت ويكون بالمستوى الذي يستوعبه ولي الأمر وألا يكون معقداً في نفس الوقت، وهذه أهم التحديات. وهناك سؤال مهم هل تشكل التقنية عقبة أمام سير عملية التعلم عن بعد؟تقول الأستاذة : هند معلمة في إحدى مدارس الطفولة المبكرة بأن التكنولوجيا لم تكن عقبة كبيرة لأن هناك تأسيس للبنية التحتية للتقنية واستخدام التكنلوجيا من قبل أزمة كورونا يعتبر بداية التعلم عن بعد لذلك لم تكن التكنولوجيا تحدياً ، وذكرت من التحديات في هذه التجربة هي تعليم فئة أطفال الروضة 4 – 6 سنوات، لأنها فئة تحتاج إلى التواصل الاجتماعي والتعلم بالحواس ومن الصعب على هذه الفئة التعلم عن بعد،لذا نحاول تقديم تنمية المهارات الحركية الصغرى والكبرى بالمنزل ولابد من التأكيد أن التكنولوجيا هي أداة ووسيلة للتعلم ولا تغني عن المعلم وبالأخص في المرحلة الابتدائية ومرحلة الطفولة . سؤال آخر يطرح نفسه بقوة وهو هل ستعود العملية التعليمية كما كانت قبل أزمة كورونا قالت الأستاذة : نجاة عويش الحجيلي من مدرسة الأبناء : هذا أمر يعود لسياسات وزارة التعليم بتقييم وتقدير التجربة، وبالنسبة للطالبات والطلاب أرى أنهم أصبحوا مواكبين ومتفاعلين مع نظام التعلم عن بعد يملكون مهارات تقنية ولو أن هناك بعض الأمور الفنية التي نأمل أن تحل ، وبنهاية كورونا ورجوع الأمور لطبيعتها فإن مقعد الدراسة مهم جداً للطالبات وللعملية التعليمية والتواصل المباشر بين الطالبة والمعلمة وإذا استمرت أزمة كورونا أكثر من المدة المتوقعة – لا قدر الله – فهذا أمر واقع وأصبحنا أكثر تأقلماً مع الوضع الجديد سواء كنا معلمات أو طالبات أو أولياء أمور وقائدات مدارس .. الأستاذ إبراهيم الطميحي معلم في ثانوية الأمير ناصر بن عبد العزيز يمكننا القول بأن التعليم سيعود أفضل من قبل أزمة كورونا ؛ نحن استفدنا كثيراً من هذه الفترة وتعلمنا الكثير كمعلمين وأولياء أمور وأهم ما تعلمناه خلال الفترة الماضية هو تطوير مهارات حل المشكلات والتغلب على الأزمات ، ولا يقتصر التعليم على وجود الطلاب بين جدران المدرسة فقط بل يستطيع الطالب التعلم في أي وقت . واكد الأستاذ : إبراهيم السيف معلم في ابتدائية الناصفة مع التطورات التي شهدتها المملكة في التعلم عن بعد والخطوات السباقة فيه سيعود التعلم عن بعد أفضل مماكان عليه قبل أزمة كورونا ؛ فهذه التجربة فتحت آفاق تعليمية جديدة وطورت العملية التعليمية ومفهوم التعليم الالكتروني للمجتمع كافة . الأستاذ : هديب القحطاني من متوسطة الجامعة الأهلية يقول : إن اهتمام وزارة التعليم باستمرار العملية التعليمية في ظلّ الأوضاع الاستثنائية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا ساهم بصورة كبيرة جدا لتطوير أعضاء الهيئة التعليمية و الإدارية والطلاب تقنيا من جهة أخرى أشاد بمدى نجاح التجربة بالرغم من وجود بعض التحديات التي استطاع المعلمين واولياء الامور التغلب عليها . دور أولياء الأموروترى هدى الغزالي أن هذه التجربة أثبتت جدارة وأهمية الدور الذي يلعبه أولياء الأمور في العملية التعليمية وأهمية متابعتهم لأولادهم ويجب أن نثمن مشاركة أولياء الأمور ودعمهم لأبنائهم في المنازل في فترة التعلم عن بعد. قال ولي الأمر الأستاذ فواز الجليفي تحول دور ولي الأمر من متابع للعملية التعليمية إلى دور محوري ترتكز عليه هذا أثقل كاهل الأسرة وجعلهم في متابعة مستمرة طوال اليوم وعطل مصالحهم نظير البقاء معهم ومتابعتهم ؛ لاسيما إذا كان لديهم عدد من الأبناء في المرحلة الابتدائية وطبيعة هذه المرحلة التي تلزمهم بالمتابعة الدائمة والقريبة وكذلك وجود أبناء في مراحل متقدمة في حين ذكرت الدكتورة هدى إبراهيم أن التحدي الأكبر لي كولية أمر كان تذليل الصعوبات والعمل على عدم حدوث مشكلات نفسية للأبناء بسبب الانقطاع المفاجئ عن المدرسة والأصدقاء والتواصل المباشر مع المعلمات .. وقالت الأستاذة نورة الحماد إن تجربة التعليم عن بعد تعتبر تجربة مميزة استطاع التعليم التكيف والتعامل معها بسلاسة وإتقان حيث لدينا نخبة من المعلمين والمعلمات لديهم مقدرة كبيرة من التميز والإبداع والتكيف مع الأحداث الراهنة بطرق احترافية، بالرغم من وجود تحدياتكضعف شبكة الانترنت . وذكر الأستاذ بداح القحطاني اغلب التحديات التي واجهتنا كأولياء الأمور تفاوت أوقات التعليم بين أبنائي بالمرحلة المتوسطة والابتدائية واستمرار العملية التعليمية من الصباح وحتى المساء ممااعاق قضاء بعض الالتزامات الاجتماعية وتطلب جهد مضاعف . وذكر ت ولية الأمر كحيلة الدوسري في حديثها لتعليم الخرج أن اندماج أولياء الأمور خلال التعلم وطد علاقتهم أكثر بالمدرسة وأصبح الكثير يكتشف أشياء في أبنائهم لم يكن يعلمها من قبل مما يجعل التجربة فرصة لهم للاقتراب أكثر من ابنائهم ويعرف كيف يتعلم ابنه، كما يقال رب ضارة نافعة. التعلم عن بعد خوض للتحدياتتضاربت آراء الطلبة بين مؤيد ومعارض للتعلّم عن بعد في المجموعة التي شاركت في الاستطلاع ؛ ففي حين اجمع اغلب الطلاب والطالبات المشاركين في استطلاع الرأي على الفوائد المكتسبة من التعليم عن بعد كسهولة التعلم وتيسير العملية التعليمية ، معرفة معلومات تقنية جديدة ، خوض التحديات و الاعتماد على النفس. من جانب آخر أيد مجموعة منهم التعليم التقليدي معربين عن حنينهم للدراسة التقليدية في رحاب المدرسة ويرون بأنها الأفضل مقارنة بالتعلم عن بعد لأن الأخير يغيب عنه عنصر التفاعل مع المعلم وغيرها من المميزات الأخرى في الدراسة التقليدية ، كذلك عبروا عن فقدهم للقاء الأصحاب والأقران والمشاركة الجماعية وشوقهم لبروتوكلات الطابور الصباحي والاستيقاظ باكراً .. وكان لأصغر طالب شارك في الاستطلاع رأيه المختلف في التعليم عن بعد الطالب :فيصل خالد القحطاني من – ابتدائية خالد بن الوليد – ذكر أنه افتقد الحرص على المذاكرة الجيدة ، الكتابة بخط اليد والتدريب على انواع الخطوط (النسخ والرقعة ) الأنشطة الحركية كذلك تنظيم مواعيد النوم .. اصبح التعليم فقط قراءة وحل لأسئلة الكتاب اصبح أرقام وأحرف مبعثرة . ونخلص من استطلاع الرأي إلى أن التعلم عن بُعد وإنْ حدث بشكل متسارع، إلا أنه مثّل فرصة ذهبية لمؤسسات التعليم وللطلبة لإحداث نقلة نوعية سيكون لها انعكاسات كبيرة وإيجابية مستقبلاً على التعليم ومخرجاته. كما احدثت تجربة التعلم عن بُعد مكتسبات منها :. خلقت فرصة لإعادة هيكلة منظومة التعليم والتوجه للتعلم الالكتروني ، أوجد االتعلم عن بُعد أساليب تعليمية تكنولوجية متطورة ساهمت في زيادة استيعاب الطالب وتفاعله ونوعت من فرص تطويره الذاتي لكون هذا النمط من التعليم هو ما ينتظره طلبة هذا الجيل، ارتفعت نسبة التزام الطلبة بمواعيد الحصص الدراسية ، استخدام التقنيات الحديثة ، اشراك الأسرة بشكل فاعل في العملية التعليمية . ، إنتاج أدوات قياس جديدة مختلفة .

مشاركة :