ستظل السعودية مملكة الإنسانية وقلعة العروبة القوية رغم أنف الحاقدين، وستبقى -كما عهدها العالم أجمع- صاحبة اليد الطولى والمكانة السامية في كل المجالات، ولا يُنكر عطاءها الكبير إلا جاحد للواقع، وناكر للحقيقة، فللمملكة صولات وجولات من خلال مساعيها النبيلة ومواقفها الأصيلة، إغاثةً للملهوفين، وعونًا للمحتاجين، في كل شبر من أرجاء المعمورة، فإذا نسي الحاقدون أن العطاء سمة مملكتنا الغالية، وأن استقبال الذين ضاقت بهم سبل الحياة؛ بالكرم والترحاب، هو طابعها، علينا أن نُذكِّرهم كيف استضافت مملكة الإنسانية الأخوة البرماويين منذ سنوات مضت، حيث ينعمون بحياة كريمة، ومزايا استثنائية، فسكنوا المنازل، ولم يعرفوا للمخيمات معنى، ولا حملوا للطعام هَمّا، متمتعين بالعمل الحر بلا قيد ولا شرط. كما أن لسان الأشقاء اليمنيين يلهج بالشكر للسلطات السعودية التي صحّحت أوضاعا أكثر من نصف مليون شخص في الآونة الأخيرة، وضعف هذا العدد أو يزيد من قبل، ليُمارسوا حياتهم بصورة تليق بالعلاقات الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين، أما الآن ومع أحوال أشقائنا السوريين المتردية، والأوضاع الصعبة في بلادهم التي أجبرتهم بالبحث عن ملاذ آمن يأويهم كلاجئين، سرعان ما بدأت بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية التي يحلو لها الصيد في الماء العكر، وراحت تطرح تساؤلات عن عدم استقبال السعودية للاجئين السوريين، بقصد إيجاد العُذر لدول قد تنصّلت عن تقديم هذه الخدمة لهؤلاء الفارين من لهيب الحروب، وتنكرت لدواعي الإنسانية وصوت الضمير، هكذا تجاهلت تلك الوسائل أيادي الخير التي ظلت تقدمها المملكة غير آبهة بتقييم من أحد، لأن عملها هذا خالص لوجه الله تبارك وتعالى، لا تنتظر من ورائه جزاءً ولا شكورا، ولكنها تنتظر الأجر والثواب من الله، وحتى يُخرس الواقع تلك الألسنة، لابد من تصحيح معلوماتها المغلوطة، لتذكير هؤلاء بأن عدد اللاجئين في الدول الأوروبية مجتمعة لا يتجاوز 180 ألف لاجئ، في حين منحت المملكة أكثر من مليون لاجئ سوري حق الإقامة، وهيأت لهم سبل الحياة الكريمة، ويبدو ذلك جليًا بصدور الأمر الملكي السامي القاضي باستيعاب 100 ألف طالب من أبناء اللاجئين السوريين في الجامعات السعودية، والمملكة لم ينسها واجب استقبال اللاجئين، واجبها تجاه دعم المخيمات في لبنان والأردن، وهكذا يشعر اللاجئ السوري في المملكة بدفء الترحاب وطيب الاستقبال، فنحن نعرف جيّدا ما لنا وما علينا، ولسنا بحاجة لمن يُعلّمنا الواجب. ولله در قيادتنا الرشيدة التي سيظل ركبها يسير بثقة ويُقاد بحنكة تحت قيادة الملك سلمان. اللهم آمنّا في أوطاننا، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان، واجعل مملكة الإنسانية مظلة لأمة الإسلام، وحصنًا للعروبة. sbt@altayar.info
مشاركة :