كلما فكرت في أمرٍ يمس حياتنا، أو يتعلق بمكتسباتنا العظيمة، تطوف بذهني خواطرٌ متباينة من خوفٍ وقلق، فوطننا الغالي ظل يخوض وما زال حربًا على الإرهاب والتطرف والفكر الضال من جهةٍ، ويعمل جاهدًا لازدهار البلاد ورفاهية العباد من جهةٍ أخرى، كما يمارس دوره الفاعل عالميًا وإقليميًا، ومع ذلك ترمق تلك الجهود عيونٌ حاقدة، لذا فغايةُ ما يؤرقني ويشغل بالي غفلة بعض وسائل إعلامنا عن التصدي لهذه العيون، وتلك الأقلام التي استمرأت الهجوم على المملكة، وأعني بذلك الإعلام الغربي والإيراني، فقد آن الأوان لمنازلته بحرفية وأسلوبٍ مؤسسيٍ يفحمه بالحقائق الدامغة، ويلقمه حجرًا حتى لا يتطاول ويتمادى في غيِّه وافتراءاته، التي هي من نسج خياله المريض، فلو عمل حسابًا للرد الموضوعي المتوقع، لما تجرأ على هذا التطاول، ولو كان يتوقع مقارعةً وحربًا ضروسًا من كل وسائل إعلامٍنا التي لا تخشى في الحق لومة لائم، والتي تتحدث بموضوعية تؤطرها أخلاق المهنة، لما أقدم ذلك الإعلام المأجور على توجيه الإساءة للآخرين، فتلك أخلاقياتٌ لا تليق بالإعلام الذي نراه الآن مُجسَّدًا في بعض وسائل الإعلام الغربية، أو الإعلام الإيراني برمّته، من خلال الهجوم المسعور على مملكة الإنسانية، التي ظلت عونًا للمحتاج وسندًا للضعيف ودرعًا واقيًا لكل من نزلت به نازلة. إن هذا الهجوم الجائر يسعى للنيل من مكانة المملكة المرموقة، وحضورها المُشرِّف في سائر المحافل الدولية بين الكبار، والنيل أيضًا من اعتدالها السنِّي لصالح محور الشر، فهي لم تتبوأ مقعدها العالمي الرفيع صدفةً أو من فراغ، فقد بلغت هذا المستوى من التألق بسياستها المتوازنة على كافة المستويات محليًا وإقليميًا ودوليًا. إن الإعلام المناوئ لا يعي ما يقول، فخطابه سبابٌ وشتم وتأليبٌ للمشاعر، لذا فإننا نناشد -بلسان كل سعوديٍ غيور- وزارة إعلامنا؛ وكل مسؤول عن وسيلة إعلامية في بلادنا، بضرورة رفع راية التصدي والتحدي، بدءًا من تأكيد حضور أنشطة إعلامنا الخارجي -رسميةً كانت أو شعبية- وعدم غيابها عن الساحة لأداء دورها الفاعل، الذي يُفترض أن يُبرِز ما خفي على كل مُفترٍ حاقد، وذلك باستنهاض أنشطة مراكز الدراسات ومؤسسات المجتمع المدني المتخصصة، وضرورة عودة معرض المملكة بين الأمس واليوم، كما أن الأمر يستدعي استقطاب الأقلام المؤثرة للتعريف والرد على تلك الأقلام الرخيصة والمأجورة، التي تحاول النيل من عظمة هذا الكيان، ومن الضروري استضافة تلك الأقلام لفعالياتنا الداخلية المتنوعة مثل مهرجان الجنادرية الثقافي -الذي سيلتئم في القريب- لتغيير تلك المفاهيم الخاطئة، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ). sbt@altayar.info
مشاركة :