نيران صديقة.. أشغال تستنزف أموال الدولة

  • 9/13/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم - صادق محمد العماري: ترفع أشغال شعار "قطر تستحق الأفضل"، ولكنها للأسف لاتؤمن ولا تعمل به. فلو كانت تحمل ذرة من الإيمان بشعارها فكان يجب عليها أن تخطط بصورة أفضل وتنفذ بدقة أكبر وأن تستشرف المستقبل بواقع أكثر وليس كما هو الحال الآن معظم الشوارع الرئيسية والفرعية شبه مغلقة أو يعاد رصفها أو بها أخطاء هندسية، ومشروعات أخرى العمل بها متوقف أو متعطل وفي أحسن الأحوال تسير بإيقاع ممل بطيء يسبب الضيق والاختناق للناس. من المعروف أن معظم الشركات - إن لم يكن كلها- حين تتقدم بعطاءاتها للمناقصات التي تطرحها أشغال لتنفيذ الطرق فإنها تقوم باحتساب غرامة التأخير ضمن المبلغ الذي تتقدم به، ونتيجة لذلك تأخذ الشركات راحتها في التنفيذ، والمشروع الذي يحتاج سنة ينفذ بعد عامين ونصف العام، والمشروع الذي يحتاج فعلياً لعامين يتم تنفيذه بعد 3 سنوات، ولاترى أشغال غضاضة في التأخير ما دامت ستحتسب غرامة وكذلك الشركات لا ترى مشكلة لأن المبلغ مدرج في ميزانية المشروع ولن تخسر ريالاً واحداً. ولكن بالتأكيد من سيخسر هم المواطنون والمقيمون الذين يدفعون من أعصابهم ثمناً لهذا التعاون المريب والغامض والخفي بين أشغال والشركات. في معظم دول العالم توجد أوقات للذروة إلا في قطر كل الوقت ذروة من السادسة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً، في الصباح ازدحام خانق بسبب المدارس وتوجه الموظفين إلى أعمالهم وتمتد الذروة حتى ساعة متأخرة والسبب الإغلاقات الكثيرة والشوارع الضيقة والتخطيط السيئ والتنفيذ الأسوأ. من ضمن أمثلة التخبط الصارخة طريق الدوحة السريع الذي بدأ تنفيذه مطلع الألفية الثانية واستغرق العمل به ما يقارب 8 سنوات وهي فترة كفيلة ببناء 4 طرق سريعة بمواصفات عالمية. هذا الطريق السريع حسب زعم أشغال لم نهنأ به بسبب سوء تصميمه والتغيير في عدد المسارات من أول الطريق إلى آخره، بالإضافة إلى عدم التخطيط جيداً لمداخل الطريق ومخارجه وهو ما أدى لاحقاً إلى تعديلات في التصميم وإغلاقات وبالطبع ازدحام أكثر وإهدار أموال بصورة أكبر. عموماً لايوجد أي طريق في قطر لم يتأخر تنفيذه ولم يغلق مرة أخرى لإجراء تعديلات ضرورية وآخرها طريق سلوى الذي يمتد من دوار مدماك حتى بداية الخط الدولي حيث قامت أشغال بإغلاق جزء من الطريق لإجراء توسعات وكان من الممكن أن تقوم بها أشغال قبل فتح الطريق وتوفر على السائقين الهم والغم وتوفر على الدولة ملايين الريالات. شكاوى الناس من أشغال لاتنتهي بسبب ملامستها لحياة الناس عامة فهي المعنية برصف الأرض والبنية التحتية، وهي في قطاع البنية التحتية والصرف الصحي أكثر فشلا حيث لاتزال مناطق شاسعة في العاصمة بدون صرف صحي ويضطر السكان للاستنجاد بالبلدية والصهاريج الخاصة لتقوم بسحب المخلفات التي تعاود الظهور كل فترة، بالإضافة إلى اهتمام أشغال بتخطيط الفرجان وترك طرقاتها بحفرها ومطباتها ومشاكلها. يوم أمس الأول - الجمعة - كانت الصدمة المعتادة، غيمة عابرة أفرحت قلوب أهل قطر بالمطر لمدة ربع ساعة إلا أنها في الوقت ذاته كشفت عن مدى عدم المبالاة في عمل أشغال حيث غرق طريق دخان مرة أخرى بعد غرقه الشهير منذ عامين. هل ننتظر من أشغال أي جودة في العمل أو إتقاناً أو الاستفادة من الأخطاء؟ بالطبع لا فهي مستمرة في تخبطها وفي طرح مشروعات غير مستقبلية وتنفيذها ببطء السلحفاة.. والسلحفاة هذه ستَحتجّ عليّ بأنها أسرع من أشغال. ماذا تفعل أشغال بالمليارات التي تستنزفها من الدولة؟، ولماذا لا توجد جهة تحاسبها على التأخير والتبذير؟ ولماذا لانرى مسؤولي أشغال أمام النيابة للتحقيق معهم حول الكثير من المشاكل وهدر المال العام؟ .. لماذا لم نسمع حتى الآن المقولة الذهبية والرنانة: "لقد تقرر حبسكم 4 أيام على ذمة التحقيق". sadeq_m@hotmail.com تويتر : sadeq_mohammad

مشاركة :