أشاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بشجاعة سيدة واجهت متحرشا بطفلة صغيرة عند مدخل أحد العمارات في حي المعادي في محافظة القاهرة.و كان نشطاء المنصات الاجتماعية قد تداولوا فيديو وصف بـ"المقزز" لشخص يرتدي بدلة أنيقة وقد أقدم على التحرش بطفلة صغيرة تبلغ من العمر 6 أعوام وملامسة أجزاء حساسة من جسدها. ويظهر في الفيديو خروج سيدة يبدو أنها شاهدت ما يحدث في كاميرا المراقبة، لتواجه المتحرش الذي سرعان ما ترك الطفلة، لتلوذ بالفرار، في حين تظاهر هو أنه لم يرتكب أي شيئ. وأمام مواجهة السيدة له وإشارتها لكاميرا المراقبة، تهرب الرجل من المواجهة وسار بعيدا.وقد أثار ذلك المقطع المصور حالة من الغضب لدى الرأي العام المصري وتصدر وسم (هاشتاغ) "متحرش الأطفال" مواقع التواصل، وسط مطالبات بإلقاء القبض على ذلك الرجل وتقديمه للعدالة بأسرع وقت. ولاحقا، أكدت وسائل إعلام محلية، أن الشرطة تمكنت بالفعل من القبض على (م.ج) الذي يظهر في الفيديو، وهو متزوج ولديه طفلين ويعمل في إحدى شركات المقاولات والبناء. ونوهت التقارير إلى أنه جرى إيداع المتهم بقسم شرطة المعادي تمهيدا لعرضه على النيابة العامة واستكمال إجراءات التحقيق. وقد أشاد العديد بشجاعة المرأة التي تصدت لذلك المتحرش.بدوره، أكد المجلس القومي للطفولة والأمومة، اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وأوضحت أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة الدكتورة سحر السنباطي، أن خط نجدة الطفل رصد الواقعة وحرر محضرا بها، وتم إبلاغ رئيس مكتب حماية الطفل بمكتب النائب العام، مشيرة إلى أن نيابة حوادث جنوب القاهرة تباشر تحقيقاتها في الواقعة مؤكدة أن المجلس سيقدم كافة سبل الدعم القانوني والنفسي للطفلة.كما أكد مجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر، برئاسة شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب، في جلسته صباح اليوم الثلاثاء بمقر مشيخة الأزهر، أن التحرش بالأطفال سلوك منحرف محرم، تأباه النفوس السوية، وتجرمه الشرائع والقوانين كافة، مشددًا على أن هذا السُّعَار المحموم والمذموم الذي بات ينتشرُ واقعيًّا وافتراضيًّا، يستوجب أشد العقوبات الرادعة، وتجريمه يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق.وأشار المجمع إلى أن التحرش بالأطفال ظاهرة كريهة منافية للإنسانية والسلام والمروءةِ وكمال الرجولةِ، مهيبا بالمجتمع تشديد الرقابة على المتحرشين والإبلاغ عنهم، وتوعية الأطفال بأفعالهم الإجرامية، ورفع الوعي بجريمة التحرش كسلوك مشين يستوجب مواجهته بشكل صارم، مطالبًا بمواجهة هذه الظاهرة من خلال المناهج الدراسية وتناوله في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وأماكن تواجد الأطفال بطريقة تناسب طبيعة المرحلة العمرية للطفل.وشدد المجمع على ضرورة دعم الأطفال وأسرهم في المطالبة بحقوقهم، وتفعيل القوانين الرادعة للمتحرشين، مشيدا بجهود الأفراد والمؤسسات في مواجهة هذه الجريمة والتصدي لها، وتضييق الحصار على المتحرشين؛ صيانة للقيم وحماية للطفل، داعيًا الجميع لاتخاذ مواقف إيجابية تجاه جرائم التحرش عموما والتحرش بالأطفال على وجه الخصوص؛ لما قد يتداخل على الطفل من تحديد السلوك وعدم قدرته على مواجهة المتحرش، فالسلبية تجاه المتحرش ممقوتة، والواجب منعه وتسليمه للجهات المسؤولة.< Previous PageNext Page >
مشاركة :