كشفت دراسة حديثة، أن رسوم مواقف السيارات في الرياض يمكنها التأثير على خيارات وسيلة النقل، مشيرة إلى أنها تدفع أصحاب السيارات إلى استخدام وسائل النقل العام، موضحة أنها تقلل اعتماد المواقف على السيارات وتسمح باستخدام مساحة المدينة بشكل أكثر كفاءة، وبالتالي فإن فرض رسوم جديدة على مواقف السيارات قد يدفع قرابة ثلثي المشاركين في الاستطلاع إلى تغيير وسيلة النقل الحالية؛ للتمتع بخدمات المترو الجديدة.وأضافت الدراسة الصادرة عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك»، بناء على استطلاع رأي أجرته الهيئة الملكية لمدينة الرياض، أن سياسات رسوم مواقف السيارات يمكن أن تؤثر على خيارات وسيلة النقل للسائقين، نظرًا لاستخدام السيارات في نحو 92 % من التنقلات في الرياض، ويمكنها التأثير بشكل خاص على 50 % من مستخدمي النقل المستجيبين للطلب الذين توقفوا سابقًا في وسط المدينة لفترة تتراوح بين 4-8 ساعات.وأجرت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، المعروفة سابقًا باسم هيئة تطوير الرياض، استطلاع رأي عن التفضيلات العامة في عام 2013، لفهم تفضيل مواطني الرياض لاستخدام المترو، ويستخدم الاستطلاع التفضيلات العامة لفهم تفضيلات الأشخاص مجموعة من الخيارات بناء على سيناريوهات أو مواقف افتراضية.وشمل استطلاع الهيئة الملكية لمدينة الرياض 520 مشاركًا زُودوا بـ9 سيناريوهات افتراضية، فيما تميزت بخصائص النقل العام الواقعية وذات الصلة مثل الأجرة ووقت الرحلة ووقت المشي ووقت الانتظار ورسوم مواقف السيارات ومتطلبات النقل.وحدد الاستطلاع كلاً من هذه الخصائص بالنسبة إلى وسيلة النقل الحالية للمستجيب، علاوة على ذلك، طُلب من المشاركين في كل سيناريو افتراضي الاختيار بين البقاء على وسيلة النقل الحالية أو التحول إلى خدمة نقل عام جديدة.وتستكشف هذه الدراسة ما إذا كانت رسوم مواقف السيارات الجديدة سوف تشجع الناس على التحول من قيادة المركبات إلى استخدام المترو في خمس مناطق بالرياض، هي: الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية والوسطى. وافتُرض أن قيادة الناس للسيارات في الرياض ستكون بصورة أقل إذا أثرت رسوم مواقف السيارات الجديدة على استخدامهم للسيارات في معظم هذه المناطق.ووضعت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، 6 استطلاعات للتفضيلات العامة، يشار إليها باسم D1 وD2 وD3 وD4 وD5 وD6. وتم اختيار نوع الاستطلاع لكل مستجيب بناء على وسيلة النقل التي استخدمها في رحلته الأخيرة، فيما قسّمت المستجيبين حسب نوع الاستطلاع المستخدم إلى 6 مجموعات.وكانت المجموعة الأولى تتضمن مستخدمي السيارات الذين طُلب منهم الاختيار بين وسيلة النقل الحالية والمترو دون متطلب للنقل، فيما تضمنت المجموعة الثانية مستخدمي السيارات الذين طُلب منهم الاختيار بين وسيلة النقل الحالية والمترو مع متطلب النقل، بينما شملت المجموعة الثالثة مستخدمي السيارات الذين طُلب منهم الاختيار بين وسيلة النقل الحالية والحافلة، في حين ضمت المجموعة الرابعة مستخدمي سيارات الأجرة أو الليموزين الذين طُلب منهم الاختيار بين وسيلة النقل الحالية والمترو.وشملت المجموعة الخامسة مستخدمي حافلات الشركة الذين طُلب منهم الاختيار بين وسيلة النقل الحالية والمترو، بينما ضمت المجموعة السادسة مستخدمي الحافلات أو الشاحنات الخاصة الذين طُلب منهم الاختيار بين وسيلة النقل الحالية والمترو.وصممت الهيئة الملكية لمدينة الرياض أيضًا 9 سيناريوهات افتراضية فريدة لكل نوع من أنواع الاستطلاع، وفي المجمل تم تحديد 54 سيناريو بناءعلى مجموعات مختلفة من الأسعار وأوقات الرحلات والمشي والانتظار ورسوم مواقف السيارات والتحويلات اللازمة لاستخدام وسائل النقل العام.وأشارت الدارسة إلى أنه في المنطقة الشمالية للرياض، يمكن أن نستنتج أن فرض رسوم على مواقف السيارات قد يقلل من استخدام السيارة، وبالتالي يزيد من عدد ركاب المترو، لافتة إلى أنه في المنطقة الجنوبية للمدينة، من المرجح أن يزيد استخدام المواطنين في المنطقة الجنوبية من الرياض لمترو الأنفاق من خلال حزمة تتضمن تقليل وقت الرحلة وتقديم أقل الأسعار للمترو ورسوم مواقف السيارات، لافتة إلى أن هذا المزيج من الخصائص يؤثر بشكل كبير على قراراتهم لتبديل وسائل النقل.الجدير بالذكر أن أقل عدد من المستجيبين سيقوم بتغيير وسائل النقل إذا كانت المواقف مجانية.ولفتت الدراسة إلى أنه في المنطقة الشرقية بالرياض كما هو الحال في المنطقة الشمالية؛ قد تساعد رسوم مواقف السيارات في زيادة التحول إلى استخدام النقل العام في المنطقة الشرقية.وأوضحت أنه في المنطقة الغربية للرياض، تعتبر الأجرة الأقل ووقت الانتظار الأقصر من أهم العوامل المحددة لزيادة استخدام المترو في المنطقة الغربية، مشيرة كذلك إلى أنه في المنطقة الوسطى ونظرًا لأن المنطقة الوسطى لا تغطي سوى 1 ٪ من العينة، فلا يمكننا استخلاص استنتاجات قوية.وأكدت الدراسة أن رسوم مواقف السيارات الجديدة، وأوقات الرحلة المخفضة، وأسعار المترو الأقل، وأوقات الانتظار الأقصر، من العوامل الرئيسة المؤثرة في قرارات الأسر المالكة للسيارات لتغيير وسائل النقل.وقالت الدراسة إنه بالنظر إلى أهمية رسوم مواقف السيارات، فإن رسوم المواقف الجديدة تعتبر محفزات مهمة للتحول إلى النقل العام في معظم مناطق الرياض، وقد تؤثر هذه الرسوم على الناس للتحول من استخدام سياراتهم إلى استخدام المترو في المناطق الشمالية والجنوبية والشرقية من الرياض، إذ تغطي هذه المناطق 63 ٪ من المستجيبين في هذه العينة.في المقابل، تعتبر الأجرة الأقل وأوقات الانتظار الأقصر من أهم العوامل في المنطقة الغربية التي تغطي 36 ٪ من المشاركين في المجموعة الأولى،وأضافت الدراسة إنه من الواضح أن هناك عوامل أخرى قد تكون مهمة، وقد لا يختار الناس دائمًا وسيلة النقل الخاصة بهم بناء على رسوم مواقف السيارات.ومع ذلك، فإن رسوم مواقف السيارات تعتبر محفزات شائعة جدًا للمستجيبين الذين يختارون بين السيناريوهات الافتراضية في التحليل، بالإضافة إلى ذلك، يدعم البحث والممارسة رسوم مواقف السيارات كإجراء رئيس في السياسة للحد من استخدام السيارة.وأشارت الدراسة إلى أن مواقف السيارات مدفوعة الأجر تمثل قيدًا مهمًا على استخدام السيارات الخاصة، وتحديدًا يمكن لحوالي 20 ٪ من مستخدمي السيارات تغيير وسيلة النقل الخاصة بهم إلى النقل العام في ظل سياسات مختلفة للمواقف؛ فكلما ارتفعت رسوم مواقف السيارات زاد عدد مستخدمي السيارات الذين يتحولون إلى النقل العام.ولفتت الدراسة إلى أن رسوم مواقف السيارات المرتفعة هي الأكثر تأثيرًا على قرارات مستخدمي السيارات بتبديل وسيلة النقل، يلي ذلك مسارات الحافلات المُدارة، بناء على هذا يمكن أن تهدف السياسات إلى الحد من استخدام السيارات الخاصة من خلال الرسوم أو القيود المفروضة على القيادة ومواقف السيارات.وعلى سبيل المثال، فرضت أوسلو في النرويج وإشبيلية في إسبانيا تدابير لجعل ركن السيارات أكثر صعوبة في المناطق المستهدفة، وتشمل هذه التدابير تحويل أماكن مواقف السيارات إلى مسارات للدراجات أو مناطق للمشاة، وزيادة رسوم مواقف السيارات.كما فرضت مدن أخرى بما فيها سان فرانسيسكو ومكسيكو سيتي، رسومًا على مواقف السيارات بناء على الطلب، فتكون أعلى عندما يكون الطلب مرتفعًا، وبالتالي يجب فرض قيود أو رسوم على استخدام السيارة في الرياض؛ لزيادة عدد ركاب المترو وضمان نجاح مشروع مترو الرياض.
مشاركة :