صرخة غضب لبنانية في وجه سفير إيران

  • 3/9/2021
  • 21:10
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تفجر الغضب اللبناني مجددا بسبب الوصاية التي تفرضها إيران على البلد العربي الغارق في المشاكل، ووجه محتجون صرخة مدوية تجاه السفير الإيراني في بيروت بسبب تدخلاته وآرائه التي يعتبرها الكثيرون تدخلا سافرا وغير مقبول.وأبدى سياسيون لبنانيون تذمرهم من رفض السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا الاستجابة لاستدعاء وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة، بعد تجاوز قناة العالم الإيرانية وتدخلها في الشأن الداخلي اللبناني. ورجحت قناة (العربية) أن تكون العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي أسسه رئيس الجمهورية ميشال عون ويتزعمه صهره وزير الخارجية السابق جبران باسيل أبرز حلفائه المسيحيين في لبنان، ليست على أفضل حالاتها، حيث تخللتها أجواء ضبابية خلال الأيام الماضية بسبب تطورات عدة، أبرزها الانتقادات التي وجهتها قناة (العالم) الإيرانية في مقالة نشرتها قبل أيام ضد البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد دعوته إلى حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة التي يعانيها.وقالت «إن اعتذار القناة عن المقالة المنشورة عبر موقعها الالكتروني ضد أحد أرفع الوجوه المسيحية في البلاد لم ينهي الإشكال أو يقلل الغضب الذي تفجر لدى اللبنانيين تجاه إيران ووكلائها».موجة شعبيةولا يعد التدخل الإيراني الحالي في رسم سياسة لبنان هو الوحيد، فقد استنكر لبنانيون في وقت سابق تصريحات علي حاجي زادة، القائد بميليشيات الحرس الثوري الإيراني، حول صواريخ حزب الله حال مواجهة إسرائيل.وأثارت تصريحات زادة موجة غضب شعبية ورسمية من قبل سياسيين ولبنانيين، مطالبين بالنأي ببلادهم عن حروب إيران وإرهابها بالمنطقة، كما رفضوا أن يكون لبنان صندوق بريد ورهينة بيد ميليشيات المرشد الإيراني علي خامنئي.واعترف زادة في محض تصريحاته بأن كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية، تم بدعم إيران، وهما الخط الأمامي في أي حرب مقبلة مع طهران، حيث يمتلكان تكنولوجيا صناعة الصواريخ، وتصدر هاشتاق إيران وقتها تغريدات اللبنانيين بمجرد صدور تلك التصريحات التي تدعم الإرهاب والخراب في المنطقة.وقال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، «إن بعض المسؤولين الإيرانيين يصرون في التعامل مع لبنان كمقاطعة إيرانية ويحاولون زج الشعب اللبناني في حروب النظام الإيراني المفتوحة مع المجتمع الدولي».وأكد أن لبنان لم ولن يكون الخط الأمامي في المواجهة مع إيران.. واللبنانيون لن يدفعوا أثمان أخطاء النظام الإيراني، وشدد على أن لبنان بلد عربي ملتزم بمواثيق جامعة الدول العربية، وهو سيد وحر، ومستقل.وكتب رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل على حسابه على (تويتر) قائلا «برسم من لا يزال يتوهم أن بلدنا سيد ومستقل.. لبنان واللبنانيون رهينة بيد إيران عبر حزب الله ويستعملان دروعا بشرية في معركتهم التي لا علاقة لها بلبنان».دولة مخطوفةواعتبر رئيس حركة الاستقلال النائب المستقيل من مجلس النواب ميشال معوض أن تصرف السفير الإيراني مرفوض وخطير في الأصول الدبلوماسية المتبعة، وعلى الدولة اللبنانية اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه، وقال «الدولة اللبنانية مخطوفة من منظومة السلاح القائمة مع كل توابعها وأيضا من منظومة الفساد المتواطئة فعليا معها، وهذا يدفع بالشعب اللبناني إلى دفع الثمن فقرا وجوعا وقتلا واغتيالات».وشدد على ذلك قائلا «إننا بحاجة إلى حلول للخروج مما نحن فيه، والمدخل إلى ذلك بالحياد كما ينادي البطريرك الماروني من أجل حماية لبنان وسيادته ودستوره».ورفض التيار الوطني الحر المقال الذي نشرته قناة (العالم)، وذكر بأن «بكركي كانت ولا تزال منارة للفكر الانفتاحي وصرحا للتلاقي ولم تكن يوما مقرا للانعزال والتقوقع».وأوضح النائب أسعد درغام أن التهجم مرفوض من أي جهة أتى، ولا سيما أن مواقف البطريرك الماروني وطنية، ولفت إلى أن الحياد لا يعني الحياد مع إسرائيل، وبالتالي فإن طلب البطريرك الماروني ليس موجها ضد أي طرف خارجي، وهو يوفر مشاكل وأزمات كثيرة على لبنان واللبنانيين، خصوصا أن الحكومات الأخيرة اعتمدت سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة.خبث دبلوماسيوأوردت قناة (العالم) في مقال نشر على موقعها الالكتروني منذ أيام أن الراعي يسعى للتطبيع مع إسرائيل، وأن كلامه عن الحياد مدفوع بجماعات يمينية معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل، ولم يكن المقال الذي نشر على الموقع المادة الوحيدة التي انتقدت فيها القناة البطريرك الماروني، إذ أعدت أيضا تقريرا من بيروت رأت فيه أن ما طرح من مشاريع تدعو للحياد وتدويل الملف اللبناني إنما يصب في خدمة إسرائيل، وأن ما شهده مقر البطريركية المارونية تأييدا لمواقف الراعي الأسبوع الماضي هو محاولة لمحاصرة المقاومة وإنجازاتها الوطنية.واعتبر عضو الرابطة المارونية، جوزيف نعمه أن وزير الخارجية بكثير من الخجل والخفر طلب اللقاء مع السفير الإيراني، إلا أن الأخير بصفته سفيرا لدولة محتلة للبنان اعتبر استدعاءه أمرا مهينا، وهذا إن دل على شيء فإلى الخبث الدبلوماسي الإيراني في التعاطي مع لبنان.وتابع «لا أحد يطلب رأي إيران بالنسبة للبنان، فهو دولة مستقلة وسيدة رغم كل شيء، وبالتالي فإنه لا يعود للدولة اللبنانية استمزاج رأي إيران حول المطالبة بالحياد، والبطريرك الماروني أخذ موقفا لبنانيا صرفا نابعا من الميثاق الوطني الذي يدعو في جوهره إلى الحياد».انزعاج إيرانيوكان يفترض أن يستدعي وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة، المحسوب على رئيس الجمهورية أمس الأول، السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا لإبلاغه رفض الخارجية ما جاء في قناة العالم، غير أن السفير الإيراني لم يحضر، وطلبت سفارة بلاده تأجيل اللقاء إلى موعد آخر، بسبب ما قالت «إنها ظروف طارئة فرضت على السفير تعديل جدول نشاطه المقرر أمس».وتحدثت معلومات عن انزعاج إيراني على الطريقة التي دعي بها السفير الإيراني، خصوصا أن المحطة الإخبارية اعتذرت، وقالت: لم يحضر السفير الإيراني؛ لأنه لا مبرر لاستدعائه، وأشارت مصادر القناة إلى أن اللقاء بين الوزير والسفير أرجئ إلى موعد لم يحدد بسبب التحركات الشعبية وإقفال طرق أساسية في العاصمة، ما حال دون تمكن الوزير والموظفين من الوصول إلى مبنى الوزارة.

مشاركة :