فيحاء لبنان تنام فوق قنبلة نفايات موقوتة

  • 3/11/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يمتد جبل النفايات على مساحة نحو 67 ألف متر مربع، بارتفاع يزيد عن 45 متراً، ولا يبعد عن المناطق السكنية سوى مئات الأمتار، كما أنه يقع بالقرب من مرفأ طرابلس ومنشآت ومرافق حيوية. ووفق تقارير بيئية محلية ودولية، يشكل جبل النفايات مصدرا لتهديد العاصمة اللبنانية الثانية، وخطرًا بالغًا على سكانها واقتصادها، جراء التلوث البيئي الذي أصاب أرضها وأجواءها وبحرها. *بداية القصة بدأ تراكم جبل النفايات عندما كان مكبًا عشوائيًا للقمامة منذ 40 عاما، ثم اتخذ طريقه نحو الاتساع والارتفاع خلال العقدين الماضيين بفعل تزايد حجم النفايات ليشبه الجبال. وأثار انفجار مرفأ بيروت الكارثي، في 4 أغسطس/آب الماضي، المخاوف من تكرار السيناريو المأسوي في طرابلس، ما دفع النشطاء والحقوقيين إلى إطلاق التحذيرات وتحريك الدعاوى القضائية. وفي مقابلة مع الأناضول، أطلق القاضي المتقاعد نبيل ساري، نفير التحذير من احتمال تكرار مأساة انفجار مرفأ بيروت في طرابلس بسبب تراكم جبل من النفايات على شاطئ المدينة. وقال ساري: "قدمت شكوى رسمية أمام القضاء لأن طرابلس لا تحتمل أي انفجار مشابه لما حدث في العاصمة (..) الغازات الخطيرة المنبعثة من داخل أكوام النفايات الهائلة تجعل منه قنبلة موقوتة، وفق التقارير البيئية المحلية والدولية". وفي 21 أغسطس/آب الماضي، أصدرت نقابة المهندسين اللبنانية تقريرا يحذر من تضخم مخزون "البيوغاز" وهو خليط غازات ناتج عن تحلل النفايات. وأكد التقرير المحلي أن جبل النفايات في طرابلس بات أشبه بقنبلة موقوتة قد تهدد الحياة البيئية والمواطنين، وتؤدي إلى وقوع كوارث. *تحذيرات سابقة بعبارة "طرابلس تتحضر لانفجار يفوق بمضاعفاته ما أصاب بيروت"، أطلق رئيس لجنة البيئة والطاقة في بلدية طرابلس محمد نور الأيوبي، جرس إنذار في سبتمبر/أيلول الماضي، محذرا من الانبعاثات الغازية للنفايات. في المقابل، قلل رئيس اتحاد بلديات طرابلس حسن غمراوي، من مخاطر تراكم جبل النفايات، نافيا احتمالية وقوع كارثة بشأنه. وقال غمراوي للأناضول: "نؤكد للمواطنين أنه لا داعي للهلع والخوف فإن مكب النفايات لن ينفجر أبدًا". وأوضح أنه تم تكليف خبيرة البيئة ميرفت الهوز بإعداد دراسة بشأن تراكم النفايات، وخلصت إلى تبخر انبعاثات الغاز عبر الأجواء ومياه البحر ولا يترتب عليها أية مخاطر". وفي 18 يناير/كانون ثان الماضي، أعلن مجلس "الإنماء والعمار" المكلف من قبل الحكومات المتعاقبة بإدارة وتنفيذ الأعمال في مكب النفايات، أنه حفر 3 آبار لسحب الغازات المنبعثة لتفادي وقوع أية مخاطر محتملة. من جانبه طالب ائتلاف إدارة النفايات (تجمع غير حكومي يضم خبراء)، من وزارة البيئة إعلان تقرير مفصل بشأن الغازات الناتجة عن تحلل النفايات. وعادة ما يشكو خبراء وحقوقيون من عدم تقيد المسؤولين بالضوابط البيئية والصحية في عملية التخلص من النفايات، إذ اندلعت احتجاجات شعبية واسعة في أغسطس/آب 2015، عرفت آنذاك باسم "طلعت ريحتكم" للتنديد بتراكم النفايات في شوارع بيروت والمدن اللبنانية. ووسط استقطاب حاد، يمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية، إذ عجز حتى الآن عن تشكيل حكومة جديدة، منذ استقالة حكومة دياب في 10 أغسطس/ آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :