لم يكن يتوقع رفاق حارة أنهم سيلتئم شملهم، ويلتقون ببعضهم بعد فراق، دام بينهم أكثر من 40 عامًا، وذلك حين فرقتهم ظروف الحياة والأعمال طيلة تلك السنين العجاف. وتعود تفاصيل هذه القصة حينما كان مجموعة من الصبية يقطنون مع أسرهم في حي السليمانية بشمال مدينة الرياض، قرابة عام 1390هـ، وكان ذلك الحي من الأحياء العشوائية في ذلك الوقت، وكانت أعمار الرفاق تتراوح آنذاك ما بين الـتاسعة والـحادية عشرة، حيث كانت تجمعهم الألفة والود والبراءة والبساطة في كل أمور حياتهم، فيما شكلوا فريقًا لممارسة كرة القدم في الحارة، وفي قرابة العام 1400ه بدأت أعمال التطوير تدب في أرجاء الحي؛ ما دفع أسر الشبان الأصدقاء للنزوح منه للأحياء الأخرى، ليفترق جمع الأصدقاء معلنين قطع التواصل ببعضهم حاملين في قلوبهم الحسرة والشفقة على رفاق الحارة، حيث ذهب كلٌ منهم للبحث عن مستقبله. وبعد 46 عامًا، ومع طفرة وسائل التواصل الاجتماعي، تمكن أحد هؤلاء الأصدقاء من لم شمل رفاقه، عبر خدمة الواتس آب، بعد أن تمكن من الحصول على أرقام هواتفهم ليجمعهم في قروب طوى خلاله فراق تلك السنين، حيث حددوا موعدًا للقاء لم يكتمل خلاله كامل الرفاق. فيما حددوا في إحدى الليالي الماضية موعدًا آخر جمعهم جميعًا في أجواء من الفرح والسعادة والأنس، عانقوا خلالها بعضهم مسترجعين الذكريات، وذلك الزمن الجميل الذي كانوا يعيشونه بكل بساطة وأنس ومرح. الجدير بالذكر أن هؤلاء الرفاق أكملوا تعليمهم خلال تلك السنين، حيث تقلد الكثير منهم مناصب قيادية في قطاعات الدولة، ومنهم اللواء منسد سنيد المطيري والعميد عوض رشيد الهجلة والعميد متقاعد رزيق بطي الشبيشري والعميد متقاعد عوض الله مقبل الشبيشيري والعميد مساعد مشخص الهجلة والعميد طيار ناجي محارب المطيري والدكتور محمد داخل الهجلة رئيس لجنة الإسكان والحج بمجلس الشورى وصالح عبد الله السجا نائب رئيس الجمعية السعودية لهواة الطوابع والعملات وخالد محارب العزيزي وسعيد علي الشهري وإبراهيم عبد الله السجا الموظف بوزارة التعليم، بالإضافة إلى عبد الله عبد العزيز الجربوع ومحمد عبد العزيز الجربوع وعايض مطلق العتيبي وعبد الرحمن محمد الصبيحي وسعود مشخص الهجلة وفايع سعيد السبيعي ومحمد العفري العنزي وأحمد العفري المطيري ومحمد محارب العزيزي وخالد محاري العزيزي وسالم محارب العزيزي وعناد غانم البقمي وسعود محمد المطيري ومحمد حمود المطيري ومشعل سعود الحربي الذين يشغلون أيضًا مناصب قيادية أخرى في الدولة. من جهته، أعرب مستضيف لقاء أصدقاء الصبا اللواء مسند سنيد المطيري، عن سعادته بهذا اللقاء الذي جمعه بأصدقاء الطفولة بعد الفراق الذي دام أكثر من 40 عامًا، مشيرًا إلى أنهم خلال هذا اللقاء، استرجعوا الذكريات الجميلة التي كانوا يعيشوها قبل تلك الحقبة من الزمن. مبينًا أنه سيتم عقد لقاءات مستقبلية حددت بربع سنوية للقاء الأصدقاء. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «الواتس آب» يجمع رفاق حـارة بعد فراق دام 46 عامًا
مشاركة :