قرقنة.. بحرها يُشترى ويُباع

  • 3/12/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتميز مدينة قرقنة التونسية بسحرها الممتع الذي يبهر كل من يزورها، حيث وصفها القدماء بـ «بلاد البحر والأسماك والنخيل الباسق»، عدا عن شهرتها العالمية بفلكلور يستلهم الفن والإبداع وقصة بحرها الذي يُشترى ويُباع. وتمتد عند مجموعة جُزر تشكل أرخبيلاً بحرياً شرقي البلاد على بعد مسافة 32 كيلومتراً عن سواحل «صفاقس». ويتكون أرخبيلها من جزيرتين رئيسيتين مأهولتين بمساحة 160 كيلومتراً مربعاً، فيما تخلو الجزر الأخرى الصغيرة من الأهالي. تاريخ وتتمتع هذه الجزر بتاريخ ضارب في القدم، حيث تعاقبت عليها حضارات عدة منذ آلاف السنين، وكان المؤرخ الإغريقي هيرودوت أول من ذكرها باسم جزيرة «كيرانيس»، مؤكداً أن الفينيقيين بنوها وغرسوا فيها الكروم وأشجار الزيتون. وعُرفت في الفترة البيزنطية باسم «كيركينا» غير أنه وبقدوم الفتحات الإسلامية والعرب عرّبت وأصبحت «قرقنة». ومن غرائبها أنه يحق فيها للأشخاص امتلاك أجزاء من البحر مدعمة بالوثائق القانونية والتقسيمات الحدودية، حيث يباع البحر ويُشترى أو يؤجر في مزادات علنية. 1250 قطعة أستاذ التاريخ بجامعة صفاقس عبدالحميد الفهري، ذكر أن تاريخ قانون امتلاك البحر بجزر قرقنة يعود إلى الآف السنين، وهناك نصوص تعود إلى القرن الثاني الميلادي تذكر الصيد ضمن حواجز بحرية، مما يؤكد وجود الأملاك البحرية التي يبلغ عددها حالياً نحو 1250 قطعة. وأوضح أن التعرف إليها يتم بواسطة «الترش»، وهي عبارة عن ربى صغيرة تغطيها الأعشاب البحرية، كما يمثل «الواد»، وهو مجرى بحري، نقطة تحديد المواقع. وقال الفهري إن أهالي «قرقنة» ملاحون يعيشون على الصيد البحري وتربية الحيوانات وزراعة الأشجار المثمرة وصناعة النسيج. ولا يخلو عرس في المدينة من الفرق الفلكلورية المحلية التي تجاوزت شهرتها حدود البلاد بما تعكسه من تراث الجزيرة وتاريخها ومسيرتها الفنية المتميزة. وذكر عبدالرزاق داود من كبار أبناء المدينة أن جزر قرقنة يقصدها الزوار من مختلف البلدان للاستمتاع بجمال أجوائها، ولما تتميز به من طبيعة خلابة ومناخ معتدل وشواطئ نظيفة، فضلاً عن معالمها التراثية وأهمها متحف «العباسية» وموقع «الحصار» الأثري.

مشاركة :