جدد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية رفض دولة الإمارات العربية المتحدة لاستمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، مطالبًا باستعادة السيادة الكاملة على هذه الجزر. كما أكد من ناحية أخرى إلى أن الحاجة أصبحت ملحة لوجود تعاون وتنسيق لاعتماد تصور عربي يفضي إلى إجراءات جدية لإنقاذ سوريا وصون أمن المنطقة من خلال مضاعفة الجهود للبحث عن تسوية سياسية تستند على مقررات جنيف (1). جاء ذلك خلال ترأسه أعمال الدورة الرابعة والأربعين بعد المئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، بعد تسلمه رئاسة المجلس من ناصر جودة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، بحضور الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة، ورؤساء الدبلوماسية في العديد من الدول العربية، مؤكدًا أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية يتطلب منا العمل الجاد والمتواصل لإنهاء كافة الأزمات التي نواجهها. وقد وضم الوفد الإماراتي برئاسة وزير الدولة: محمد بن نخيره الظاهري سفير الدولة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، وأحمد عبد الرحمن الجرمن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، والمستشار عبد الرحيم يوسف العوضي مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية، واللواء فارس المزروعي مساعد الوزير للشؤون الأمنية والعسكرية، وشهاب الفهيم وكيل مساعد لشؤون المراسم، وعلي مطر المناعي مدير مكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية، ويعقوب الحوسني مدير إدارة الشؤون القانونية بالوزارة، والدكتور جاسم محمد الخلوفي مدير إدارة الشؤون العربية، وعلي الشميلي مسؤول الجامعة العربية بمندوبية الدولة بالقاهرة. وأكد قرقاش على أن جميع الإجراءات والتدابير التي تمارسها السلطات الإيرانية تخالف مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي وكافة الأعراف الدولية، قائلاً: نكرر دعوتنا من هذا المنبر إلى المجتمع الدولي لحث إيران على التجاوب مع الدعوات السلمية الصادقة والمتكررة لتحقيق تسوية عادلة لهذه القضية إما عبر المفاوضات المباشرة الجادة بين البلدين أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية للفصل فيها وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي. كما أكد قرقاش رفض محاولات إيران التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية الشقيقة عبر إثارة القلاقل والفتن بين أبناء الشعب الواحد، مطالبًا إياها إعادة النظر في سياستها تجاه المنطقة، ومراعاة سياسة حسن الجوار، والالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول. ولفت إلى أن استجابة إيران لهذه الدعوات المخلصة يصب في صالح استقرار المنطقة ودعم التعاون بين دولها، وهو ما يرقى بالعلاقات العربية الإيرانية إلى مرتبة أسمى، لكنه ما لم يتحقق بالقطع إذا ما أصرت إيران على التدخل في الشؤون العربية. وأعرب عن أمنيته أن تسود بين العالم العربي وإيران علاقات تحقق المصالح المشتركة، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال احترام إيران لمبادئ السيادة وعدم التدخل وحسن الجوار. دعم السوريين وحول سوريا، أكد قرقاش أنه على خلاف ما يروجه البعض في المحافل السياسية والإعلامية من انتقادات على غير الحقيقة يشوبها تحريف مريب لموقف العديد من الدول العربية من مأساة الشعب السوري واللاجئين الهاربين من وطنهم فإن دولة الإمارات العربية المتحدة وجريًا على سياساتها الثابتة لم تتوان عن تقديم الدعم لأبناء الشعب السوري منذ عام 2011، حيث استقبلت أكثر من 100 ألف سوري من كافة الفئات المكونة للشعب السوري ليرتفع عدد السوريين في الدولة إلى 250 ألف مواطن سوري. وأشار إلى أن المعونات في المجالات الإنسانية والتنموية منذ بداية الصراع بلغت حوالي 530 مليون دولار أميركي، فضلاً عن تخصيص 100 مليون دولار لعام 2015 كدعم إضافي للاجئين السوريين، ثم صرف 40 مليون دولار منها. كل ذلك بالإضافة إلى ما قدمته دولة الإمارات من مساعدات لمخيمات اللاجئين السوريين في الأردن الشقيق ولبنان الشقيق والعراق الشقيق وتركيا، والتي بلغت حوالي 70 مليون دولار، فضلاً عن إنشاء صندوق للإعمار بالمشاركة مع ألمانيا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المؤقتة وانطلاقاً من إيمان دولة الإمارات العربية المتحدة بأن معضلة اللاجئين السوريين تتطلب حلاً جذريًا للأزمة السورية، مؤكدًا أن دولة الإمارات العربية المتحدة لم ولن تتوانى عن بذل الجهود الدبلوماسية الحثيثة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية طبقاً للمرجعيات الدولية وبناءً على إرادة الشعب السوري. وقال قرقاش إن مشهد اللاجئين السوريين هاربين محطمين من سعير الحرب والإرهاب باحثين عن مأوى آمن وحياة كريمة امتحانٌ عسيرٌ أمام العالم بأسره، قائلاً: لا يمكن أن يكون الخيار بين رئيس يستهدف مواطنيه أو إرهاب وحشي قاتل، مطالبًا بتحرك عربي عاجل للخروج من هذا النفق المظلم والقاتل وأن نسعى بكافة الوسائل إلى التصدي لهذا الملف الذي لا يحتمل التأجيل أو التأخير. ظروف استثنائية وأشار قرقاش إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتولى رئاسة هذه الدورة العادية في ظل ظروف استثنائية بالنظر إلى الأزمات وما يحيط بها من الأخطار التي تزايدت حدتها وتعقيداتها، مما يتطلب من الجميع مضاعفة وتكثيف العمل المتواصل والمنسق لمواجهتها والتعامل معها بصورة جماعية وجادة وفاعلة. وأضاف أنه ليس خافياً ما تتعرض له الدول العربية من أخطار داهمه تُهدد وجودها وتنال من سيادتها وأمنها وتهُز استقرارها وسعيها نحو رفاهية شعوبها، معتبرًا أن الدولة العربية الوطنية تُجابه تحدياتٍ تجعلها على المحك بين محاولات خارجية للتدخل في شؤونها الداخلية وأخطار داخليةٍ تتمثل في مؤامرات تُحاك من جماعات ذات أهداف أبعد ما تكون عن المصالح الوطنية، فضلاً عن النشاط الإرهابي المتزايد والمتسارع الذي يهز الأمن والسلامة الإقليمية هزًا عنيفًا ناهيك عن التدخل المنظم والمُمنهج من دول الجوار في شؤون وشجون العرب. الاعمال الارهابية وأكد قرقاش أن الأعمال الإرهابية الإجرامية التي تهدد عالمنا العربي بالأساس قد وجدت للأسف بيئة حاضنة لها ودعمًا ورعاية من قوى أُخرى، سواء بالتمويل أو التسليح بهدف النيل من أمتنا العربية، مشيرًا إلى أن ما يزيد من خطورة هذا الإرهاب التستر بعباءة الدين الإسلامي الحنيف من ناحية وانطلاقه نحو استهداف تراثنا الثقافي الحضاري بالتدمير والعبث والإساءة، إضافة إلى استهدافه لشباب الأمة بدعايات مضللة تفسد عليه عقيدته وإيمانه بوطنه. وشدد على أن حجم التخوف الذي يواجهنا يفرض علينا اتخاذ الإجراءات الفاعلة للتصدي لهذه الأخطار، لاسيما لحماية شباب الأمة العربية من الوقوع في براثن الدعايات الهدامة للجماعات الإرهابية ومحاولة تخفيف مصادر الدعم لها. وذكر بأن الإرهاب لا دين له حتى ولو اتخذ مظهرًا دينيًا خادعًا، كما أنه لا وطن له، فما ينال دولة سينال غيرها، منبهًا بالقول: فلا يحسبنَّ أيٌّ منا أنه بعيد عن خطره، ولعل التجارب السابقة خير دليل على ذلك. ترجمة القرارات وأكد قرقاش أنه قد حان الوقت لترجمة القرارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وعلى رأسها قرارات مجلس الجامعة على مستوى القمة، إلى سياسات وإجراءات وآليات قابلة للتطبيق على الأرض، وتفعيل كافة الاتفاقيات العربية لمكافحة هذه الظاهرة الإجرامية وضرورة استحداث الآليات القانونية والتشريعية لمكافحة هذه الجرائم، مشيرًا إلى أن الإرهاب يستهدف اليوم تقويض أركان الدولة الوطنية الحديثة وتدمير مؤسساتها وهياكلها وتعريض سيادتها واستقلالها ووحدة ترابها لمخاطر حقيقية. وأكد أن دولة الإمارات ترى ضرورة وضع خطوات متسارعة وفعالة للقضاء على هذه الظاهرة من خلال العمل على نشر وترويج الخطاب الديني الوسطي المعتدل الذي يعالج الإرهاب والتطرف، والتصدي لأفكار الغلو والتشدد والطائفية وتطوير الخطاب الإعلامي العربي من خلال ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال التي تربينا عليها وتعلمناها في ديننا الإسلامي السمح، وأهمية وضع التدابير الوقائية لمنع التطرف الفكري والتحريضي على ارتكاب الأعمال الإرهابية. القضية الفلسطينية وحول القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط، اعتبر أنها الهم الأكبر والملف المركزي الذي نحمله في كافة لقاءاتنا الثنائية والإقليمية والدولية كأولوية لنا. وأكد أن استمرارية احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وعدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، يشكل عاملاً أساسيًا لعدم الاستقرار الإقليمي. وأشار قرقاش إلى أن بعضًا من مظاهر العنف التي تشهدها المنطقة مرجعه الشعور باليأس والظلم الذي يحيق بالشعب الفلسطيني، وصمت العالم غير المفهوم على ذلك كله دون التحرك الفعّال لتحريك عملية السلام. وأكد أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي بعنفه ووحشيته وتكريس السيطرة على الأرض كأمر واقع، وكذلك الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى، يقوض إيجاد حل للقضية الفلسطينية ويتناقض تمامًا مع القرارات الدولية ذات الصلة، مؤكدًا ضرورة السعي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وأن يُحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الكاملة لتحقيق ذلك. ولفت إلى أن المنطقة العربية لن تنعم بالأمن والاستقرار طالما استمرت هذه القضية دون حل واستمرت المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني في ظل الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية للقوانين والأعراف الدولية وسياسة الاستيطان، مؤكدًا أنها السبب الرئيسي والمباشر لاستمرار الفشل والتعثر في عملية السلام. اليمن والشرعية وأكد قرقاش ضرورة العمل المتواصل والجاد الذي يحقق ويصون وحدة تراب اليمن واستقلاله السياسي، مطالبًا المتمردين الحوثيين بالانصياع لكافة القرارات الدولية ذات الصلة وتنفيذها، خاصة قرار مجلس الأمن رقم (2216) وقرارات جامعة الدول العربية الصادرة عن اجتماع القمة العربية رقم (26) في شرم الشيخ، والتي طالبت جميعها بضرورة انسحاب قوات وميليشيات المتمردين من كافة المدن اليمنية وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى السلطة الشرعية، وعدم إعاقة عمليات الإغاثة الإنسانية والإبقاء على القنوات الرئيسية عبر الموانئ والمطارات لدعم الجهود الإنسانية لمواجهة الظروف المقلقة هناك، والقبول بالمرجعيات السياسية المعتمدة دوليًا، مع دعمنا الكامل لمخرجات الحوار الوطني لإنهاء الأزمة اليمنية تحت رعاية الرئيس عبد ربه منصور هادي. كما أكد دعمه لجهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية. عونك يا يمن وأكد قرقاش أن الإمارات ملتزمة بتقديم كافة أشكال المساعدات للشعب اليمني الشقيق، بدءًا من تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية وصولاً للمساعدة في بناء مؤسسات الدولة حتى يتحقق الأمن والاستقرار والنماء في ربوع اليمن الشقيق. وأوضح أنه تعزيزًا للدور الإنساني الذي تضطلع به دولة الإمارات حاليًا لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب اليمني ومساندة الأشقاء اليمنيين على تجاوز ظروفهم القاسية، أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مؤخرًا حملة كبرى تهدف إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني ومد يد العون والمساعدة له لتمكينه من التغلب على الأوضاع الصعبة التي يعيشها، منوهًا بانطلاق الحملة تحت شعار عونك يا يمن، والتي تمتد لمدة شهر لمساعدة 10 ملايين يمني تأثرت أوضاعهم نتيجة الأزمة الحالية لحشد الدعم لصالح برامج ومشاريع هيئة الهلال الأحمر الموجهة للمتأثرين من الأحداث في اليمن وتخفيف معاناتهم، مبينًا أن هذه الحملة قد استطاعت هذه الحملة أن تجمع ما يزيد على 500 مليون درهم خلال الأيام القليلة الماضية. ولفت إلى أن المبادرات المتواصلة التي تتبناها الإمارات قيادة وحكومة وشعبًا تجاه الأشقاء في اليمن تجسد إيمانها التام بأن الوقوف إلى جانب اليمن ليس خيارًا بل هو ضرورة لا غنى عنها، وهو الأمر الذي يعد من ركائز السياسة الخارجية الإماراتية. الدور السعودي كما أشاد قرقاش بدور المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي بادرت بحشد التحالف العربي للتصدي للتمرد الذي قام به الحوثيون وحلفاؤهم ضد أمن وسلامة ووحدة أراضي اليمن الشقيق، معتبرًا أن الدور السعودي في هذا الصدد إنما ينبثق من الإيمان بتكامل الأمن العربي في هذه المنطقة الهامة من العالم العربي والوقوف أمام محاولات التدخلات الخارجية في مقدرات الشعب اليمني وإثارة الحروب الطائفية بين أبناء الوطن الواحد. شهداء الامارات وأشار قرقاش إلى أن دماء شهدائنا الأبرار الذين سقطوا دفاعًا عن الحق والعدالة والشرعية في اليمن لن تذهب سدى، بل سيزيدنا ذلك إصرارًا وثباتًا على نهجنا ضمن إطار قوات التحالف العربي، لإزالة الظلم ونصرة الشعب اليمني الشقيق وإحقاق رسالة الحق والعدل لإنقاذ اليمن من قبضة الميليشيات المتمردة التي انقلبت على الشرعية وعاثت فسادًا وتخريبًا في ربوع اليمن. الازمة الليبية وعبر قرقاش عن بالغ القلق لاستمرار تفاقم الأزمة السياسية في ليبيا وانتشار خطر التطرف والإرهاب على الساحة الليبية، مشيرًا إلى أن هذا يتطلب تكثيف الجهود للعمل على استقرار الوضع من خلال دعم الحكومة الشرعية الليبية في مواجهة العصابات الإجرامية والإرهابية التي تستهدف الأشقاء الليبيين وتستنزف مقدرات وطنهم، بل وتهدد دول الجوار سواء من الدول العربية الشقيقة أو الدول الإفريقية الصديقة، فضلاً عن تهديد أمن وسلامة الدول الأوروبية الواقعة شمال البحر الأبيض المتوسط. كما أكد دعم الحكومة الشرعية والمساهمة في إعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية، بما في ذلك دعم المؤسسة العسكرية التي تسعى لبناء جيش وطني قوي لديه من القدرة والكفاءة على تحقيق الأمن والاستقرار في كافة ربوع ليبيا ودحر الجماعات الإرهابية. وأعرب عن تأييده لمساعي مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، ودعا إلى الإسراع في تنفيذ خطة المبعوث الأممي تجنباً لسيناريوهات الفراغ المؤسسي الذي يسعى إليها المخربون. الأزمة السورية وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد قرقاش على ضرورة العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة السورية، وإنهاء الأزمة بالشكل الذي يلبي تطلعات وطموحات الشعب السوري الشقيق الذي يعاني لسنوات من ويلات الحرب والصراع، وانتشار الطائفية والمذهبية التي أدت لهروب ملايين السوريين من وطنهم. ولفت إلى أن الأوضاع المتردية في سوريا والتي تتفاقم يومًا بعد يوم أدت إلى ما نشهده الآن من تدهور الأوضاع الإنسانية وتصاعد أعداد اللاجئين، وسبب في خلق حالة من الفراغ استغلتها التنظيمات الإرهابية، موضحًا أن تفاقم واستمرار هذه الأوضاع المأساوية يهدد أمن واستقرار المنطقة العربية، لذلك فالحاجة أصبحت ملحة لوجود تعاون وتنسيق لاعتماد تصور عربي يفضي إلى إجراءات جدية لإنقاذ سوريا وصون أمن المنطقة من خلال مضاعفة الجهود للبحث عن تسوية سياسية تستند على مقررات جنيف1. انتشار الإرهاب وأكد قرقاش أن استمرار الأزمة السورية دون حل سيؤدي لزيادة انتشار الإرهاب وتصديره لدول الجوار السوري، بل وكافة دول المنطقة، خاصة بعد سيطرة بعض العصابات الإرهابية على مساحات شاسعة من الأراضي السورية، والتي تستخدمها كقاعدة تنطلق منها العناصر الإرهابية للانتشار في كافة دول العالم. وشدد قائلاً إنه لا مناص أمامنا سوى العمل على إنهاء الأزمة السورية ودحر هذه الجماعات والعصابات المتطرفة التي لا هدف لديها إلا تمزيق الدول العربية وتفتيتها، وبما يحفظ وحدة الأراضي السورية وتماسك نسيجها الوطني بمكوناته المختلفة تحت مظلة الدولة المدنية الحاضنة لجميع السوريين. دعم الصومال كما أعرب عن دعم الإمارات ومساندتها للصومال الشقيق من خلال الجهود الرامية لبناء المؤسسات الصومالية، بما في ذلك المؤسسات الأمنية، التي ستساهم بصورة كبيرة وفعالة في تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال ووضعه على طريق التنمية والنماء، مشيدًا بالتطورات الإيجابية التي يشهدها الصومال ومن أهمها عوده التعليم النظامي والجامعي بعد انقطاع دام لثلاثة عقود وبداية مؤسسية مشجعة وعودة خجولة للخدمات علينا جميعاً أن ندعمها ونعززها. الأسلحة النووية وأكد قرقاش على ثوابت الموقف العربي الموحد تجاه قضية منع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من تلك الأسلحة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، والتي تتطلب ضرورة التحرك العربي الموحد لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لتنفيذ القرار الصادر عن مؤتمر مراجعة عام 1995 الخاص بعقد مؤتمر دولي بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط. التحديات الجسيمة وقال قرقاش إن التحديات الجسيمة التي تواجه أمننا القومي العربي يزداد حجمها وصعوبتها، موضحًا أن جميع المؤشرات تشير إلى سنوات صعبة قادمة ستمتحن تصميمنا وقدراتنا، معتبرًا أن المسؤوليات التي تواجهنا جسيمة وكبيرة، مما يستلزم صياغة سياسات وإجراءات فاعلة على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي للارتقاء إلى مستوى هذه التحديات، كما أن ذلك يتطلب مضاعفة الجهود لإنهاء الخطوات والإجراءات الضرورية لإصلاح وتطوير وتفعيل آليات العمل العربي المشترك لنتمكن من مواجهة هذه التحديات. مصر أشاد قرقاش بالتقدم المتنامي لمصر وتعافيها وسعيها الحثيث إلى استعادة دورها الفاعل على المستوي العربي والإقليمي والدولي. وجدد التأكيد الدائم على دعم الإمارات لمصر شعبًا وحكومة من منطلق الإيمان العميق بأن مصر الآمنة المستقرة القوية بتلاحم شعبها وبإيمانها بعروبتها تمثل ضمانه قوية لأمن الأمة العربية ووقوفها في وجه ما يتهددها من تحديات وأخطار . سعود الفيصل طالب قرقاش في مستهل الاجتماع بالترحم على عميد الدبلوماسية العربية الأمير سعود الفيصل، والذي انتقل إلى جوار ربه، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. وأضاف: لقد كان للجهود والإسهامات الكثيرة والمتميزة للمغفور له في الجامعة العربية وكافة المنابر الإقليمية والدولية لنصرة القضايا العربية والإسلامية أثرها الكبير في إثراء وتعزيز العمل العربي المشترك ولاشك أن الدبلوماسية العربية ستفتقد حضوره وحكمته وزمالته، رحمهُ الله رحمة واسعة وإنا لله وإنا إليه راجعون. كما رحب بعادل الجبير، وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، والذي يشارك للمرة الأولى بعد تولي منصبه في أعمال المجلس، متمنياً له دوام التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة، مرحبًا أيضًا بحمادي ولد أميمو وزير الشؤون الخارجية والتعاون في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، معربًا عن تطلعه إلى المزيد من التعاون لخدمه العمل العربي المشترك.
مشاركة :