أكد أستاذ الأدب والمناهج النقدية «الأسلوبية» في الجامعة التونسية الدكتور محمد الهادي الطرابلسي، أن كليات الآداب، باتت في وقتنا الحالي أقل أدباً من المؤسسات الأدبية الأخرى، رابطاً ذلك بغياب الاشتغال في المصطلحات الجمالية داخل الخطاب في مؤسسات الآداب، وقلة الاهتمام بجماليات الخطاب، وذلك قبل نحو 35 عاماً، وبات الظفر في كليات الآداب نحو الاشتغال فيما يسمى الحجاج «البلاغة الجديدة». تحليل الخطاب أشار الطرابلسي، الذي كان يتحدث أمس في محاضرة افتراضية، بعنوان: «الخطاب وجمالياته» بتنظيم من نادي الأحساء الأدبي، أدارتها أستاذ الأدب والنقد المشارك في كلية الآداب بجامعة الملك سعود في الرياض الدكتورة ميساء الخواجا، وبحضور رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري، إلى أن مصطلح الفنون الجميلة، انتقل من الخطاب والأعمال الأدبية الإبداعية إلى الرسم ومعاهد التشكيل الفنية منذ نشأتها، واستمرت حتى وقتنا الحالي، رغم أن الجماليات ركن من أركان العلم والتكوين في تحليل الخطاب بمؤسسات الآداب، موضحاً أن فنون «الرسم والتشكيل الفني» التي تختص بها الفنون الجميلة تدرس وتجرب، والتجريب أكثر من التدريس، بينما فنون الأدب في كليات الآداب ومعاهد الآداب تدرس ولا تجرب، رغم أن فنون الأدب، هو أساس الفنون الجميلة. الخطاب أوسع من النص أبان، أن كل نص خطاب، وليس كل خطاب نصا، وأن مفهوم الخطاب أوسع من مفهوم النص، لأن الخطاب يحتوي إشارات وكل شيء مؤثر في النفس في مظهره عند المباشرة «الخطاب بالإشارات والعلامات وهيئات لا بلغة الكلام»، مشيراً إلى أن جماليات الخطاب تمثل الريادة في فضاء الدلالات، فلا تقنع بالشكل والمحتوى، إنما تنشد القيمة، ولا تكتفي بمراقبة المبنى والمعنى فقط، بل تتجاوزه، ولا تقتصر على الصيغة والدلالة، بل السعي لتنمية ثروة الحياة في النفوس، لافتاً إلى أن الملتقي طرف مساهم في جماليات الخطاب، داعياً إلى تقليد الغرب في حيويتهم، وألا نقلدهم في موتهم.
مشاركة :