الخرطوم - قال وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر يوسف الجمعة إن السعودية تعهدت باستثمار ثلاثة مليارات دولار في صندوق مشترك للاستثمار بالسودان وتشجيع أطراف أخرى على المشاركة. حصل السودان في وقت سابق هذا الأسبوع من السعودية على تجديد لتعهدها بمنحة قيمتها 1.5 مليار دولار كانت أعلنت عنها لأول مرة في 2019. وأشار يوسف إلى أن التعهدات جاءت من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك ومسؤولون آخرون كبار للسعودية هذا الأسبوع سعيا لتعزيز التعاون في وقت تواجه فيه السلطات الانتقالية في السودان صعوبات في معالجة أزمة اقتصادية طويلة الأمد. وقال يوسف إن السودان تلقى 300 مليون دولار من تلك المنحة في 2019، وذلك في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس السابق عمر البشير بعد شهور من الاحتجاجات. وتعهدت السعودية والإمارات بمساعدات قيمتها ثلاثة مليارات دولار للسودان، وأشار مسؤولون سودانيون من قبل إلى أن 750 مليون دولار من تلك المساعدات وصلت بالفعل، ومن بينها 500 مليون دولار أُودعت في البنك المركزي. لكن لم ترد أنباء عن صرف دفعات أخرى ولم يتضح إن كانت القيمة المتبقية من المساعدات ستُدفع بعد أن أبرمت جماعات مدنية اتفاقا لتقاسم السلطة مع الجيش في صيف 2019. ومن المتوقع وصول جزء من المساعدات على هيئة إمدادات من القمح والأدوية والمواد البترولية والسلع الأخرى التي تشتد حاجة السودان إليها. وقال يوسف إن لجانا مشتركة ستحدد كيفية وصول 1.2 مليار دولار من المنحة السعودية. وزار حمدوك والمسؤولون السودانيون أيضا مصر هذا الأسبوع، وقال البلدان في بيان مشترك اليوم إنهما وافقا على زيادة طاقة مشاريع الربط الكهربائي إلى 240 ميجاوات للصيف المقبل إضافة إلى العمل على ربط خطوط السكك الحديدية بين البلدين. ويحكم السودان مجلس يضم عسكريين ومدنيين خلال فترة انتقال سياسي يُتوقع أن تستمر حتى نهاية 2023. وخفض السودان في أواخر الشهر الماضي قيمة العملة بشكل كبير ويطلب مساعدة مالية دولية لتكوين احتياطيات استعدادا لأي صدمات اقتصادية مرتبطة بقيمة العملة. وفي سياق الأزمة الاقتصادية قال الجهاز المركزي للإحصاء في السودان اليوم الخميس إن التضخم السنوي قفز إلى 330.78 بالمئة في فبراير/شباط من 304 بالمئة في يناير/كانون الثاني. ولا يزال يزيد عن المستوى القياسي البالغ 300 بالمئة للشهر الثاني على التوالي.