شهدت أسواق اللحوم اقبالاً كبيراً أمس بعد الإعلان عن فتح باب التسجيل للتعويضات النقدية لرفع الدعم عن اللحوم أمام المواطنين ابتداءً من يوم غد الثلاثاء عبر النظام الإلكتروني. وأفاد القصابون في السوق المركزي أنه تم طلب كميات كبيرة من اللحوم وصلت لآلاف الكيلوجرامات، كان للمطابخ والمطاعم والمآتم نصيب الأسد منها، عطفاً على عموم المواطنين الذين تهافتوا على السوق المركزي بهدف شراء العشرات من الكيلوات بغرض تخزينها. وأشاروا إلى أن السوق الذي شهد خلال الاسبوعين الماضيين ركوداً واضحاً بالرغم من وفرة اللحوم، شهد نشاطاً واضحاً بدءاً من صبيحة الأمس في ظل توافد الزبائن إلى جانب طلبات الكميات الكبيرة التي تم طلبها عبر الهاتف. وقال القصابون إن الطلبات التي وصلتهم بالأمس كبيرة جداً وأن هناك حجوزات لكميات أكبر خلال ما تبقى من شهر سبتمبر تزامناً مع حلول عيد الأضحى المبارك وقرب المناسبات الدينية في الشهر المقبل ممثلة بشهر محرم وما يصاحبه من نشاط استثنائي في سوق اللحوم سنوياً. ولفت القصابون أن الطلبات الكبيرة على اللحوم تأتي في نطاق احترازي من جانب المواطنين والمطاعم والمطابخ، حيث إنه بعد رفع الدعم عن اللحوم المقرر في مطلع أكتوبر المقبل سيتم البيع بالسعر التجاري، مؤكدين أن سعر الكيلو الواحد من اللحم لن يقل على 3 دنانير. وعلى صعيد متصل، قال أصحاب مطاعم أن رفع الدعم عن اللحوم سيؤدي بشكل طبيعي إلى زيادة أسعار قائمة الطعام المعتمدة في تجهيزها على اللحوم. وقال صاحب مطعم ومعجنات جاسم، جاسم عيد أن رفع الأسعار سيتم بشكل مباشر فور رفع الدعم عن اللحوم.وأوضح أن أسعار الوجبات المعتمدة في تجهيزها على اللحوم سترتفع بالمقدار الذي ترتفع به أسعار اللحوم، فإذا كان سعر طبق كباب اللحم يبلغ حالياً دينار ونصف سيرتفع ليصل لأربعة دنانير ونصف إذا ارتفع سعر كيلو اللحم من دينار إلى 3 دنانير. وعن الوضع المتوقع لحال المطاعم بعد رفع الدعم:لا أعلم ماذا سيحدث، لكن من المتوقع أن يقل إقبال الزبائن على المطاعم مع ارتفاع الأسعار وقد يقتصر تواجد الزبائن في المطاعم على فئة الميسورين فقط. إلى ذلك، شهدت وسائل الاتصال الاجتماعية نشاطاً ملحوظاً حول قرار رفع الدعم، فقال المواطن محمد البورشيد عبر حسابه في تويتر بما أن لا فرق بين المواطنين حسب الجنس والدين، فلماذا يحصل الزوج على 5 دنانير والزوجة على 3.5؟. فيما غرّدت آخرى فشلتونا، تسجيل للحوم؟ اللحوم بعد مذلة للمواطن لا حول الله. قرار رفع الدعم متسرع.. والبطاقة التموينية الحل الأصلح القصابون: مهنة القصابة ستنتهي في البحرين مع رفع الدعم ألقى القصابون باللوم على البرلمانيين بشأن المشاكل التي ستواجهها مهنة القصابة بعد رفع الدعم عن اللحوم، مشيرين إلى عدم تعاطي النواب مع موضوع رفع الدعم بالشكل المفترض أن يكون عليه خاصة بالنسبة لكونها جزئية معيشية تخص جميع المواطنين، علاوة على عدم تجاوبهم معهم بالشكل المطلوب باعتبارهم أصحاب الشأن، إذ لم يجتمعوا بهم ولم يأخذوا على الأقل آرائهم واقتراحاتهم. وقال القصابون إن مهنتهم باتت تواجه خطراً كبيراً سيؤدي إلى زوالها في البحرين مع رفع الدعم عن اللحوم المقرر في أكتوبر المقبل، ذلك لأنهم سيكونون المتضررين بشكل مباشر من القرار لأنهم لا يمتلكون الامكانات في الوقت الحالي للتنافس مع شركة البحرين للمواشي أو أي شركة تمتلك حظائر ومسالخ. وأوضحوا ستكون شركة البحرين للمواشي هي اللاعب الرئيس في سوق اللحوم، لأنها لن تجد منافسين، لأن الأرض غير مهيأة أمام القصابين للمنافسة، فستعمد على توزيع اللحوم على البرادات ومحلات السوبرماركت ما يعني أن السوق المركزي للحوم ماضٍ إلى زوال. وقال القصابون إنهم يأملون تأجيل رفع الدعم عن اللحوم ودراسة القرار بشكل شامل وأوسع لضمان تطبيقه على أسس صحيحة، خاصة في ما يتعلق بالقصابين أنفسهم علاوة على عموم المواطنين، مشيرين إلى ضرورة أن يتم تنفيذ القرار بشكل تدريجي وعلى مدى طويل بعد أن يبنى على قاعدة صحيحة تبدأ بتهيئة ثروة حيوانية صحيحة إلى جانب توافر المسالخ والحظائر، بالإضافة إلى تهيئة المواطنين للتأقلم مع التغير الذي سيصاحب رفع الدعم. وأوضحوا أن آلية تنفيذ القرار عبر تحويل المبالغ إلى الحسابات المصرفية للمواطنين يعد أمراً غير مدروس إذ أنه ليس هناك ضمان بشأن استغلال المبالغ المستحقة في شراء اللحوم، بل ينسحب إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال عدم ضمان صرف المبالغ داخل المملكة. وقال القصاب السيد مجيد الحليبي نأمل تأجيل القرار، إذ يجب دراسة موضوع رفع الدعم عن اللحوم بشكل متكامل يغطي كافة الجوانب والانعكاسات المترتبة على هذا القرار، وأن يقوم على أسس صحيحة، ولكن في حال إقرار رفع الدعم عن اللحوم يجب أن يتم ذلك عبر البطاقة التموينية من خلال إلزام المستفيدين بالشراء من الأسواق المركزية لأن في ذلك ضمان لاستثمار المبالغ في الشراء داخل البحرين من جهة، وتوجيهها في المكان الصحيح من جهة أخرى. وأضاف الحليبي:سيعمد المواطنون وأصحاب المطاعم والمطابخ على حد سواء على تخزين كميات كبيرة من اللحوم خلال الفترة المقبلة بما يكفيهم لمدة طويلة، وبالتالي سيكون السوق خالياً من الزبائن خلال شهر أكتوبر على أقل تقدير مع ارتفاع أسعار اللحوم، ألم يفكر المعنيون برفع الدعم عن حال القصابين؟ كيف سنستطيع توفير التزاماتنا وأجور العمال والايجارات؟. وقال الحليبي إن رفع الدعم عن اللحوم سيؤدي إلى سلسلة متكاملة من التأثيرات الاقتصادية السلبية على المواطنين، ذلك لأن اللحوم مرتبطة بكل الأنشطة التجارية وارتفاع أسعارها سيؤدي بشكل أو بآخر لارتفاع أسعار كل شيء بما فيها أسعار الخدمات.
مشاركة :