لبنان على طريق الانهيار.. والانفجار الاجتماعي على الأبواب

  • 3/13/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم تؤد الاتصالات الجانبية غير المعلنة بمجملها الى اختراق الجمود الذي يلف عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.. كما لم تبد الأطراف السياسية أية تحركات صادقة لإنقاذ لبنان من «كارثة الانهيار» المتوقعة، بحسب تعبير وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في توصيفة للوضع  «المتردي ـ العبثي» في لبنان، مؤكدا أن الوقت ينفد لمنع انهيار لبنان، ولا يرى أي مؤشر على أن السياسيين اللبنانيين يبذلون ما في وسعهم لإنقاذ بلادهم..واعتبر لودريان أن «الوقت قصير جداً قبل انهيار لبنان». وقال: أشعر بالحزن والغضب والفزع إزاء ما يجري هناك، إذا انهار لبنان سيكون ذلك كارثة له وللاجئين الفلسطينيين والسوريين على أرضه، ولكل المنطقة.وقال لودريان: «قد أميل للقول بأن المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون بلداً يواجه مخاطر، جميعهم أياً كانوا»، مستنكراً تقاعس الطبقة السياسية عن التصدي لخطر انهيار البلاد.إدانة دولية للمسؤولين والسياسيين اللبنانيينحديث وزير الخارجية الفرنسي في الإجتماع الوزاري الرباعي في باريس، يجدد الإدانة الدولية للمسؤولين والسياسيين اللبنانيين لفسادهم، واستمرار فشلهم ليس في إدارة هذه الأزمة الخطيرة وحسب، بل ومعانداتهم المتشابكة التي تحول دون تشكيل حكومة إنقاذية، تنتشل البلد من دوامة الكوارث التي يتخبط فيها، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية،الانفجار الاجتماعي على الأبوابوحذرت مصادر لبنانية، من أن الانفجار الاجتماعي يقترب بعد رفع الأسعار وانعكاسات سعر الصرف مشيرة إلى أن أصداء كلام وزير الخارجية الفرنسي تتردد، لكن الحل لم يتبلور، واللقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لأي نقاش حكومي لم يعرف مصير موعده بعد..وأن الحركة في الشارع يرجح لها أن تتعاظم كلما ضاقت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أكثر، ولفتت إلى أن الظروف باتت أكثر قساوة ودعت إلى ترقب التحركات الخارجية وانعكاساتها على الملف الحكومي بطريقة او بأخرى.وبات واضحا..أن الطريق باتجاه تشكيل الحكومة..غير سالكة.. وغير آمنة، بحسب تعبير الدوائر السياسية في بيروت.الرهان على التدخل الخارجيومع تعثر الاتصالات والمحاولات المحلية لتحقيق اختراق في عملية تشكيل الحكومة، يبدو ان المعالجات لازالة العراقيل أمام ولادة الحكومة أصبحت خارجية وتتولاها كل من فرنسا وروسيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وايران ودول الخليج العربي، ولاحظت المصادر بأن هذا التنسيق والتشاور بين هذه الدول التي لها حضور فاعل بالمنطقة وتحتفظ بعلاقات جيدة مع معظم الأطراف اللبنانيين، بات يشكل عامل ضغط قوي على الأطراف في لبنان وتحديدا الذين يعرقلون تشكيل الحكومة وعلى الاخص منهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وفريقه السياسي.البطريرك يستعد لزيارات خارجية لحل الأزمةوهذا الضغط الذي يتلاقى مع اتصالات متواصلة تجريها روسيا مع ايران وحزب الله، بالتوازي مع الحراك الذي يقوم به البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الأطراف السياسية بالداخل ومع الخارج وتحديدا مع الدول المؤثرة والصديقة للبنان لتسريع الخطى لإنجازالتشكيلة الحكومية قد  يعطي نتيجته لاحقا،لاسيما وأن البطريرك باشر اتصالاته مع العديد من العواصم لتحديد مواعيد لزيارات يقوم بها لاحقا لتقوية ودعم الجهود للبحث في المبادرة التي أطلقها بالدعوة لمؤتمر دولي لحل الأزمة اللبنانية.مؤشرات بالغة السلبيةوصورة الواقع الراهن أصبحت «سوداوية» بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، زهير الماجد، وحتى أصبح الترقب لمولد الحكومة الجديدة، «نوع من العبث ودون أمل حقيقي»..وتشير صحيفة  اللواء اللبنانية، إلى مؤشرات بالغة السلبية  للوضع الراهن:1 ـ ما خرج به وزير الكهرباء والطاقة في حكومة تصريق الأعمال ريمون غجر من قصر بعبدا الرئاسي، معلناً عشية الجلسة النيابية، اننا «ذاهبون إلى العتمة الشاملة نهاية الشهر الجاري، وستكون لذلك عواقب كارثة على مختلف القطاعات».2 ـ إعلان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، أن الأمن في البلد بدأ بالتلاشي، والبلد مفتوح على كل الاحتمالات، فالمنظومة الأمنية مرتبطة بالمنظومة السياسية.3 ـ عقد اجتماع بين وزراء خارجية فرنسا وألمانيا ومصر والأردن، الخميس الماضي، تطرق إلى الوضع الآيل إلى الانهيار في لبنان.4 ـ قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان، إن الوقت ينفد لمنع انهيار لبنان، ولا يرى أي مؤشر على أن السياسيين اللبنانيين يبذلون ما في وسعهم لإنقاذ بلادهم.5 ـ وعقدت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، التي تضم كلاً من الأمم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية مع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، اجتماعاً لتقويم الاوضاع في لبنان. وأعلنت الآتي: «بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على انفجار مرفأ بيروت المأساوي. لاحظت المجموعة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة في لبنان، والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا، وأعربت عن قلقها إزاء التوترات المتزايدة في البلاد، بما في ذلك الاحتجاجات الأخيرة».الدفع باتجاه تفجير «ثورة الجياع»وأصبحت تساؤلات الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت،  تدور حول رهان  الأطراف السياسية في مناوراتهم الخبيثة لتأخير الولادة الحكومية، وتعريض البلد لمزيد من الصعوبات والنكبات، حيث يكاد الإحتياطي النقدي أن ينفد، والعتمة تعم البلاد، والنظام المصرفي في حالة من التعثر غير المسبوق، والبطالة تسابق الكورونا في التفشي والإنتشار، والغلاء يلتهم ما تبقى من لقمة العيش، والفقر يتوسع بين اللبنانيين، ويدفعهم لتفجير ثورة الجياع.الأزمة تُعالج بالتخلي عن الحسابات الحزبية الضيقةوتؤكد الدوائر السياسية، أن الأوضاع المعيشية المتدهورة، تُعالج بالتخلي عن الحسابات الحزبية الضيقة، وتقديم المصلحة الوطنية العليا، على ما عداها من المصالح الفئوية والشخصية، وكل ذلك يعني تسهيل ولادة الحكومة الجديدة أمس قبل اليوم، لقلب صفحة العزلة والحصار الحاليين، وإعادة قنوات التواصل مع الدول المانحة، وفتح أبواب التفاوض مع المؤسسات المالية الدولية، للحصول على المساعدات المالية الضرورية لإعادة إنعاش الإقتصاد الوطني.

مشاركة :