تحتفي الأوساط الثقافية، اليوم السبت، بالذكرى السابعة والخمسين على رحيل الأديب عباس محمود العقاد، أحد أبرز أدباء القرن العشرين، وكان عالما عصريا مستنيرا، وذكيا ومحبا للعلم والثقافة، فقد اتسم بايمانه العميق بالله، واعتداده القوي بنفسه وتفاؤله واعتزازه بقلمه وفخره بكونه كاتبا، وثباته الراسخ على مبادئه لا لشيء إلا المصلحة الوطنية العامة.عندما زار الشيخ محمد عبده، المدرسة الابتدائية التي كان يتعلم فيها "العقاد" وناقشة فأعجب بإجاباته وأنبهر به "عبده" وتنبأ له بمستقبل عظيم.يقول العقاد: "الكتاب كالناس منهم السيد الوقور، ومنهم الكيس الظريف، ومنهم الخائن والجاهل والوضيع والخليع، والدنيا تتسع لكل هؤلاء، ولن تكون المكتبة كاملة إلا إذا كانت مثلا كاملا للدنيا"."الكاتب الجبار.. عباس محمود العقاد"تناول المؤلف سعد عبدالرحمن، في كتابه "الكاتب الجبار.. عباس محمود العقاد"، الصادر حديثا عن المركز القومي لثقافة الطفل، علاقة العقاد بالفنون، فلم تقتصر اهتماماته على الأدب، والصحافة، والسياسة فقط، بل امتدت إلى عشق الفنون الجميلة كالرسم، والموسيقي، والمسرح، والسينما، فكان حريصا على الاستمتاع بنماذجها الجيدة، قراءة، ومشاهدة، واستماعا، حيث كتب العديد من المقالات عن المذاهب الفنية وأقطاب الفنون التشكيلية ؛ ولم تكن علاقته بالفنون التشكيلية مجرد علاقة سطحية عن بعد، بل كان دائم التردد على معارض الفن التشكيلي، ويكتب تحليلا ناقدا عن أعمال الفنانين وأساليبهم الفنية التي انتجوها في إبداع هذه الأعمال.يوضح لنا المؤلف أن العقاد كان له أصدقاء من كبار الفنانين التشكيليين من بينهم: "أحمد صبري، صلاح طاهر، وغيرهم، وفي الموسيقى كتب عن الكثر من أقطابها مثل "بيتهوفن"، "فرانز ليست" وغيرهما، فكانت تربطه علاقة وثيقة بفن الموسيقى في مصر مثل الموسيقار محمد حسن الشجاعي، وقصائده تشهد على علاقته الوثيقة بفن الموسيقى، ومن هذه القصائد التي كتبها العقاد "المدح والإشادة" على بعض أقطابها من كبار المطربين مثل كوكب الشرق "أم كلثوم"، وموسيقار الأجيال الفنان محمد عبدالوهاب، وقد غنت له المطربة نادرة آمين التي كانت تلقب في ذلك الوقت بـ"أميرة الطرب" في الأربعينيات نصين من شعره، تلحين الموسيقار رياض السنباطي، فقد بلغت دواوينه المنشورة اثنى عشرة ديوانا.
مشاركة :