يبقى للأماكن صدى وأنين وحنين يتنامى حسه كلما امتد الزمن بغيابك عنها… يأتيك صوت الضمير من بعيد يعاتب قسوة البعد عنه.. فكيف إذا كان هذا الحنين والصدي والشوق من مربط صباك ومن مرتع وذكرى شبابك ومن ذكرى أمك وأباك وأهلك… لصامطة العز والصمود ذكرى من الجمال والوفاء والبهاء ليس لي أنا ابنها العاق فحسب بل لكل من عاش بها أو تعلم فيها أو عبر في أزقتها ومر على أسواقها وحوانيتها ورسم ذكرى لعبور ليالي أماسيها القمرية الفاتنة… فلا غرو أن المئات من علماء أجلاء وقضاة مباركون ورجالات دولة ومفكرون وإعلاميون قد شكلت لهم هذه المدينة الهادئة علامة فارقة في حياتهم قبل أكثر من نصف قرن حينما كانت مدارسها ومعاهدها وأزقتها تعج بكل الطاقات الشابة التي جاءت لطلب العلم فيها من كل أنحاء المنطقة ومن خارجها.. وحفظو لها ودها ومن أجمل الود لو يتكرم من بقى منهم بتوثيق ذكراه خلال فترة تواجده على أرضها لطلب العلم..أو كسب العيش في فترة “ما” وأنا حزين لأن شيئا من ذلك ربما لم يحصل بعد..؟!! صامطة دائما تغلبني الأمنيات والشوق لو كنت صاحب قرار فيك لأظهرت مفاتنك للعالم ولحفظت لك ود الأماكن في كتاتيبك ومدارسك القديمة ومعاهدك ومساجدك ولمسست عليها من وجدي وعشقي لمسة حنان ووفاء وخاصة المواقع التي أصبح أكثرها أثرا بعد عين… ولأبرزتها كمعلم وأظهرت بالصوت والحرف والصوره أولئك العلماء الأجلاء والمدرسون الفضلاء والمخلصون الذين انحنت ظهورهم وشابت رؤوسهم وسال دمح الكحل من عيونهم وهم يجتهدون في سبيل تعليم القيم والأخلاق والمبادئ الأصيلة في قلوب الناشئة والشباب وقد ذهب أكثرهم و رحلوا ولم يبقى منهم إلا أقل القليل… ثم لبادرت بافتتاح متحف خاص عن حياتهم يليق بتاريخهم وبحياة كل ذلك الرعيل المبارك وتضحياتهم وتاريخ هذه المدينة العريقة وقراها الأبية… لجعلت لأزقتك وشوارعك القديمة ودكاكينها وزوايا مجالس العلم في عصاريها حينذاك معلما خالدا أمام الزوار والسواح والأجيال الجديدة… وكيف كان الأهالي يرحبون بكل ضيف وزائر ومتعلم…وكيف يبيع معظم أصحاب الدكاكين بضاعتهم بالآجل والدين دعما لكل محتاج أو غريب منهم لبادرت إن كنت أملك قرارا في أحياء أسواقك القديمة والشعبية وجعلتها شعلة من حراك حياتي واجتماعي لا ينقطع.. نعم فأنا حزين أن يحصل هكذا انفصام اجتماعي… مدني بين الماضي والحاضر وخاصة بين أجيال مضت واجيال أقبلت… ولمدن بهذه القيمة التاريخية والأدبية والتعليميه يحزنني صامطة تمددك العشوائي وكأن معظم أحياءك الجديدة حمل خارج الرحم يحتاج إلى عمليات قيصرية لمعالجته بالرغم من كل فرص التنمية التي حققتها الدولة في هذه المحافظة السنوات العشر الأخيرة وخاصة الإسكانات التنموية وإسكانات النازحين وبعض الطرق والجسور التي تربطها بمحافظات مجاورة وأقدر كل الجهود المخلصة التي بذلها رجال أكفاء عملوا ليل نهار للإرتقاء بهذه المدينة وقراها ولكنني متأكد وبالرغم من كل ما تحقق لهذه المدينة الهامة موقعا وسمعة وتاريخا.. إلا أنه دون طموح سيدي سمو أمير المنطقة أعزه الله للإرتقاء بكل مدن وقرى المنطقة لذرى التقدم والتطور الحضاري والتنموي… وفي مقدمتها محافظة صامطة نعم فهي تستحق هذا الاهتمام وأكثر وصحيح في رأسي حب لا يتقشر في الولع بمدينتي وبعض كلامي يشبه قول الذين يقولون مالا يفعلون… ولكن رب قليل متصل خير من كثير منقطع لو امكنني ذلك فبعض المواقع أو المدن تحتاج حلولا استثنائية… وهذه الحلول لا يأتي بها إلا أشخاص أو قياديون استثنائيون يطلقون مكاتبهم ثلاثة أرباع الوقت للعمل الميداني يخططون ويرسمون ويتابعون مايمكن تنفيذه عمليا… ويوكلون إجراءات العمل ونظرياته البيروقراطية التي لا تنتهي لمساعديهم للتعارك معها مكتبيا ويكونو هم القادة الحقيقيون للنجاح على أرض الواقع.. عيانا.. بيانا ربما أقول قولي هذا وأنا مسند ظهري لأريكة الراحة وكأنني لا أعلم عن تلك العقبات الروتينية الكداء وظروف الإمكانيات المتاحة ومعوقات اجتماعية وبيئية في أي مستوى مسؤلية إدارية ولكن من وضع حلما نصب عينيه وكافح بكل شرف ومسؤولية لتحقيقه ابتغاء وجه الله تعالى اولا خدمة للناس والمجتمع وتحقيقا للإنجاز فسيتحقق ذلك بإذن الله والأمثلة على كثيرة ولا حصر لها صامطة المدينة التي زارها ملوك وأمراء من كبار الأسرة المباركة الكريمة كسعود وفيصل وسلطان ونايف… ووضعو بصمة منجزاتهم فيها ومنحوها كل الحب والإهتمام ونالها في كل العهود الكريمة المتلاحقة خير ونماء جديرة بحب ووفاء أمير التنمية المحبوب الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الذي يوليها كل عنايته واهتمامه ودشن مشاريع ضخمة مؤخرا في ساحلها الغربي بمركز السهي و صامطة المدينة الأم تستحق أن يضخ سموه الكريم المزيد من مشاريع الخير في مفاصلها وهي البوابة الجنوبية الهامة من وطننا الغالي حيث أن حاجتها ماسة الي الكليات الجامعية وأن تحظى المدينة بتطوير احياءها ومعالمها القديمة وأن يرى سوق صامطة الشعبي التاريخي احتفاءا مكانيا يليق به وبتراث المنطقة أفضل مما هو عليه الآن… فلا يمكن أن تسد محلات تحمل اسم ماركات عالمية وتنتشر بشكل عشوائي في أسواقها ومداخلها عن سوق المدينة الهام الذي يفد إليه الناس من كل أنحاء المنطقة.. ويحتوي من تبقى من أصحاب الحرف والمهن اليدوية والأسر المنتجة كما أن آثار صامطة التاريخية داخل المدينة وخارجها تستحق الاحترام والاهتمام من الجهات المختصة للحفاظ على ماتبقى من ارثها التاريخي من الاندثار…. و صامطة بكثافتها السكانية وكونها محورا جغرافيا واقتصاديا مهما للقطاع الجنوبي بمحافظاته الأربع ومراكزه وقراه المتعدده… بحاجة لتخطيط عمراني سليم وعاجل يواكب مساحة التمدد المتزايدة فيها ويجمل من شوارعها وتمدد قرأها من جميع الجهات والتصاقها بالمدينة بشكل عشوائي ومتزايد مع تحديد المداخل التنظيمية والمرورية السليمه من عدة جهات والتسريع في تنفيذ مشفاها الجديد الذي طال تعثر تنفيذه بسبب موضوع الأرض وبذلك تصبح صامطة درة القطاع الجنوبي وواجهة المنطقة والمملكة في هذا الجزء الجغرافي الهام من بلادنا الحبيبة…
مشاركة :