إعلامنا وتغطية الأحداث المحلية! | سعيد الفرحة الغامدي

  • 9/14/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من المؤسف جدًا أن تعجز وسائل الإعلام المحلية التي من المفترض أن تكون في هذه الأوقات على أقصى هبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ مهما كان نوعه في هذه الأيام التي تستقبل المملكة مئات الألوف لأداء فريضة الحج وفي يوم الجمعة على وجه الخصوص. فالقنوات التلفزيونية والإخبارية لم تنقل الحدث في وقته وعلم المشاهد في شريط إخباري على قناة العربية عن الحادث وعدد الوفيات والمصابين بينما شهود على قناة (C N N) الأمريكية تحدثوا عن تفاصيل الأحداث بدقة متناهية بالصوت والصورة من موقع الحدث وبتعليق مستفيض عن العاصفة وحجمها وتغطية مستمرة لتحديث عدد الضحايا تصل إلى أرجاء العالم في غياب تغطية محلية صادرة عن إعلامنا المحلي. وقد شارك في ذلك على قناة (C N N) الإعلامي الكبير خالد المعينا الذي عكس الحالة بمستوى مهني عالٍ كان الأولى أن يتوفر على القنوات الرسمية. إن الحذر من الإثارة الإعلامية في وقت الأزمات لا يبرر غياب الإعلام المحلي عن الحدث في وقت حدوثه لأن العالم سيطلع من خلال الأقمار الصناعية ووسائل الإعلام الآنية في عصر العولمة على أي حدث وخاصة في موسم الحج.. أكبر تجمع إسلامي من كل الجنسيات ومن أرجاء العالم. وهو محل اهتمام عالمي بامتياز ويتطلب تغطية شاملة ودقيقة على مدار الساعة من قبل الوسائل المحلية قبل أن يترك المجال للإعلام الخارجي لتغطية الحدث وعندما يحدث أي تحريف أو اختلاف حول المعلومات نلوم الغير لأنه سبقنا في الموقع وتصرف بمهنية عالية. من المفترض أن يكون الإعلام المحلي هو المرجعية الأساسية التي تغذي وسائل الإعلام الخارجي بالمعلومات والتفاصيل المطلوبة لإعلام الجمهور في أنحاء العالم عن حدث في غاية الأهمية مثل الذي حصل في مكة المكرمة بعد صلاة العصر في يوم الجمعة الموافق 27 من شهر ذي القعدة 1436هـ. من الواضح أن احتياطات السلامة كانت دون المستوى المطلوب، كما أن التنبؤات الجوية كانت غائبة عن إعطاء القائمين على شؤون الحرم إنذارًا مبكرًا عن احتمال وجود عاصفة جوية وتطلب من المصلين الابتعاد عن مواقع الخطر ومن مشغلي أجهزة البناء لتوقيف العمل والتأكد من أن معداتهم في وضع سليم. إن هذا الحادث -الأليم وغيره- وأوجه القصور في التغطية الإعلامية تنبئ عن عدم القدرة على التجاوب مع الحدث. موسم الحج هو ذروة نشاط الإعلام السعودي وعليه أن يرقى إلى مستوى ذلك التحدي لأن الدولة تنفق على الإعلام بسخاء ولكن مع الأسف ما زالت بعض وسائل الإعلام تعيش ما قبل عصر العولمة والأقمار الصناعية. Salfarha2@gmail.com

مشاركة :