عرض برنامج "صباح الخير يا مصر" والذي يُعرض على التليفزيون المصري، تقريرًا تليفزيونيًا بعنوان "أولاد الذوات.. حكاية أول فيلم ناطق في السينما المصرية"، والذي يعتبر شهادة ميلاد السينما المصرية الناطقة.ويظهر الفيديو، لقطات من الفيلم الذي قدمه عميد المسرح العربي يوسف وهبي في ثلاثينيات القرن الماضي، لتوصيل رسالة بأن المرأة الفرنسية في ذاك الوقت كانت "مادية وكاذبة".وقال "وهبي" في لقطات عرضها التقرير: "قصدت وعنيت أن يكون أول فيلم ناطق هو رد على اتهام خطير اتهمنا به (وهو التخلف والوحشية)، وأخرجنا أول فيلم مصري ليكون أولاد الذوات".قصة الفيلم مستوحاة من شاب مصري ثري يدعى على فهمي كانت تجمعه علاقة حب بامرأة أجنبية في لندن، ومن دون أسباب أطلقت عليه النار ووقف محاميها أمام المحكمة مهاجما الشرقيين واصفا إياهم بالتخلف والوحشية ولم يقدم دليلا واحدا على وحشية على فهمي غير أنه رجل شرقي متوحش لا يفي بوعده في الانفاق لتحصل القاتلة بعد ذلك على حكم البراءة.وبالفعل تم تصوير الفيلم بين مصر وباريس وعُرض للمرة الأولى في 14 مارس عام 1932 وجمع عددا من رواد الفن في مصر، إذ أخرجه محمد كريم وشارك في التمثيل يوسف وهبي ودولت أبيض وأمينة رزق، وشاركت كوكب الشرق المطربة الراحلة أم كلثوم بالغناء فيه. وأثار الفيلم جدلا واسعا وهاجمت الصحف الغربية يوسف وهبي، وكان رد الأخير وقتها: "أن أشعلها جميعها ليشعروا بالتدفئة داخل منزلي"، ولم يتوقف الأمر عند حد الصحافة، فبعض الأجانب في مصر قدموا شكوى لوزارة الداخلية ضد الفيلم وطالبوا بمنعه من العرض لأنه يتضمن أسبابا للنفور منهم، وذلك حسبما دون المخرج محمد كريم في مذكراته.
مشاركة :