أكد النائب هشام الحاج على عضو مجلس الشيوخ وعضو لجنة الصناعة والتجارة عن حزب مستقبل وطن أن القوة الناعمة للدول بمفهومها الذى نعرفه هى القدرة على الحصول عن ما تريده عن طريق الإقناع وليس الإكراه، بأدوات تتمثل فى القيم السياسية والثقافية والقدرات الإعلامية، والتبادل العلمي والفكري، والقدرة على مد جسور قوية وإقامة الروابط والتحالفات الدولية والتى قد تتعارض مع مصالح أعدائها فى منطقة الصراع.وأضاف الحاج: استطاعت القوة الناعمة المصرية إجبار تركيا على تغير سياستها، ونجحت فى إدارة الأزمة دبلوماسيا لتغلق جميع الأبواب فى وجه أردوغان عدا باب واحد فقط ألا وهو الاعتراف بأهمية مصر كلاعب أساسى لتوازن القوى فى المنطقة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.وقال " الحاج " فى بيان له أصدره اليوم إن ما قامت به مصر خلال الخمسة أعوام الماضية هو مزيج جمع بين القوة الناعمة والقوة الصلبة والتى كشفت عن وجه جديد لم يكن مألوفا عن السياسة الخارجية المصرية، وهو ما يُطلق عليه مصطلح "القوة الذكية " فاستطاعت الدولة المصرية منذ إعلانها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية واليونان والتحالف الاقتصادي والتجاري مع إيطاليا واليونان واتفاقية قبرص، أن تطيح بأحلام الفتى الطائر وأطماعه فى شرق المتوسط، وكذلك أطماعه العسكرية بالتدخل فى الشأن الليبى الذى هو بمثابة مسألة أمن قومى للدولة المصرية ، وكيف كَشَفت القوة الصلبة المصرية عن أنيابها حينئذ للحفاظ على سيادتها بالمنطقة وأمنها القومى.وتابع: الآن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو بخصوص عودة العلاقات التركية مع مصر ما هو إلا تطبيق للقوة الناعمة بمفهومها السياسي وهو "المراوغة " فلا شك بأن ما فعلته القيادة السياسية فى إدارة الملف كانت ضربة معلم وضعت الرئيس التركى فى دائرة حسابات المكاسب الاقتصادية، خاصة بعد خسارته عدة معارك على الصعيد الإقليمي وما أحاط به من رفض دولى لسياساته بالمنطقة، ولماذا الآن تحديدا يسعى للبحث عن أرضية مشتركة لعودة العلاقات المصرية التركية؟ وفى نفس التوقيت الذى سوف يجتمع فيه الاتحاد الأوروبي خلال الشهر الجارى لبحث العقوبات اتجاه الدولة التركية؟ أم أن موازين القوى قد تتغير فى المنطقة بعد رحيل ترامب؟فمهما كانت المسببات وما تخفيه النوايا السياسية بخلفيتها الشمولية السلطوية.وأوضح أن الشعب المصرى وقيادته السياسية وما قدمته الدولة المصرية من شهداء للوطن طالتهم يد الإرهاب من قوى الشر بمباركة أردوغانية ضالة لم ولن تسمح بمراوغة سياسية على حساب دماء شهداء الوطن من رجال الجيش والشرطة والأبرياء، ولن يقبل الشعب المصرى الذى وقف خلف قيادته الوطنية كى يسترد الدولة المصرية من يد الارهاب الغاشم ان يتجاوب مع مجرد تصريحات لا تتوافق مع السياسات التركية على ارض الواقع.واختتم: لذلك فعلى الدولة التركية أن تعيد النظر فى صياغة تصريحاتها وتغير نبرة الخلافة السلطوية وان تتدارك الخطأ وتسعى وراء تصحيحه بما يتناسب ومطالبهم عودة علاقات إستراتيجية حقيقية . ويجب أن تعلم القيادة التركية بأن القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي هو طريق ذو اتجاه واحد للمرور نحو هذه العلاقات فلا داعى للمخالفات المرورية مرة أخرى.
مشاركة :