أسرع أمس مئات المهاجرين المتواجدين عند الحدود الصربية إلى دخول المجر (العضو في الاتحاد الأوروبي) قبل أن تغلق حدودها غداً، وذلك بهدف مواصلة مسيرتهم من هناك متوجهين إلى النمسا وألمانيا ودول أخرى في غرب وشمال أوروبا. وشوهد كثير من المهاجرين خارج محطة القطارات «كيليتي» في بودابست قبل أن تفتح أبوابها في انتظار أن يُسمح لهم بالدخول. وتعتزم المجر إغلاق حدودها الجنوبية بسياج شائك بحلول يوم غد الثلثاء. وخشية تقييد المرور عبر الحدود أنفق كثير من المهاجرين كل ما بقي لديهم من مال ليصلوا إلى بودابست بأسرع ما يمكن، فيما أكد رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان تعهده بشن حملة على من يدخلون بلاده بطريق غير قانوني. إلى ذلك، قال المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين إن 78 في المئة من السوريين الذين وصلوا إلى ألمانيا بين كانون الثاني (يناير) 2013 وأيلول (سبتمبر) 2014، ينتمون إلى «الطبقة المتوسطة» ويتمتعون بمستويات علمية رفيعة، لكنهم ما زالوا مضطرين إلى تجاوز العقبة المزدوجة المتمثلة في اللغة والاعتراف بشهاداتهم في الدول التي يصلون إليها. وأعلنت وزيرة العمل الألمانية اندريا ناهليس هذه الأسبوع أن «الطبيب السوري سيستثنى» من بعض الإجراءات، مذكرة في الوقت نفسه بأن قسماً كبيراً من الواصلين إلى أوروبا معوزون ومن دون شهادات. لكن تحقيقاً آخر جديداً أجرته الإدارة الألمانية لدى اللاجئين الذين يبحثون عن عمل، أشار إلى وجود مهاجرين «جاهزين». وأوضح التحقيق أن «هؤلاء الأشخاص كانوا في بلدانهم جزءاً من القوى الفاعلة في المجتمع، لذا فهم لا يقبلون بأن يعيشوا في ألمانيا على المساعدات الاجتماعية الحكومية». وقالت فاتحة ملاطي المسؤولة في هيئة «فرنسا أرض لجوء» التي تساعد طالبي اللجوء إن «حصولك على وضع اللاجئ لا يعني أن تتوقف مسيرتك النضالية، بل بالعكس». وأضافت أن «الحصول على الرعاية الصحية والحقوق الاجتماعية والاعتراف بالشهادات... مسألة بالغة التعقيد. فالأشخاص الحاصلون على شهادات عالية يعتقدون أن مسألة حصولهم على تلك الحقوق ستكون سهلة، لكن الكثيرين منهم سيضطرون للعمل في مهن لا تحتاج إلى مهارات. أما الذين يصنفون في أسفل سلم الكفاءات، فإذا ما أضافوا إلى ذلك المشاكل اللغوية، فستكون المسألة صعبة جداً». ولدى وصولهم إلى فرنسا، يضطر عدد من اللاجئين المجازين إلى العمل في المطاعم وتسليم طلبيات البيتزا. وفي الولايات المتحدة فقد وافقت السلطات على مجيء 1800 سوري فقط منذ عام 2011. لكن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أحالت الآن نحو 18 ألف لاجئ سوري إلى السلطات الأميركية بغية «إعادة توطينهم» في الولايات المتحدة، وفقاً لمسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية. وقبل إعلان الخميس من البيت الأبيض بأن عشرة الآف سوري سيكونون موضع ترحيب بحلول 30 أيلول (سبتمبر) 2016، تكون واشنطن قد قبلت بحلول نهاية الشهر الجاري نحو 1800 سوري فقط.
مشاركة :