الفاتيكان - دعا البابا فرنسيس الأحد إلى "إلقاء الأسلحة" في سوريا و"إعادة بناء النسيج الاجتماعي" في الذكرى العاشرة لاندلاع الحرب الدامية في هذا البلد. وقال البابا خلال قداس الأحد في ساحة القديس بطرس "أجدد دعوتي لأطراف النزاع لإظهار حسن نية وإعطاء بصيص أمل للشعب المنهك". وأضاف "آمل أيضا في تعهد بنّاء وحاسم ومتجدد للأسرة الدولية لإعادة بناء النسيج الاجتماعي بعد إلقاء الأسلحة وإعادة إعمار البلاد وتحقيق النهوض الاقتصادي". وأسف الحبر الأعظم بشأن عشرة سنوات من "النزاع الدامي في سوريا" أفضت إلى "واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في تاريخنا؛ عدد لا يحصى من القتلى والجرحى وملايين اللاجئين وآلاف المفقودين ودمار وعنف على أشكاله ومعاناة غير إنسانية للشعب وخصوصا الفئات الأضعف كالأطفال والنساء والمسنين". وقال إن الذكرى العاشرة لاندلاع الحرب في سوريا يجب أن تحفز الجميع للسعي إلى إيجاد "بصيص أمل" للبلد المدمر. واندلعت احتجاجات سلمية مطالبة بالديمقراطية في منتصف مارس آذار 2011 لكنها تطورت إلى حرب متعددة الأطراف استقطبت قوى عالمية وحصدت أرواح مئات الآلاف وشردت الملايين. وتسببت الحرب في سوريا التي تدخل عامها الـ11 بمصرع ما لا يقل عن 388.652 شخصا كما أعلن الأحد المرصد السوري لحقوق الإنسان وفقا لحصيلة جديدة. وذكر تقرير أعدته اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا أنه "بعد 10 سنوات من الحرب، اختفى عشرات آلاف المدنيين المعتقلين تعسفيا في سوريا، وتعرض آلاف آخرون للتعذيب والعنف الجنسي أو ماتوا في المعتقل". والبابا فرنسيس الذي قام الأسبوع الماضي بزيارة تاريخية للعراق، لا ينوي زيارة سوريا لكنه يوجه بانتظام دعوات لوقف إطلاق النار في هذا البلد. وتشهد سوريا منذ بدء النزاع عام 2011 أسوأ أزماتها الاقتصادية والمعيشية التي تترافق مع انهيار قياس في قيمة الليرة وتآكل القدرة الشرائية للسوريين الذين بات الجزء الأكبر منهم تحت خط الفقر. وتضاعفت أسعار المواد الغذائية وفق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ثلاث مرات في وقت يعاني نحو 9.3 ملايين سوري من انعدام الأمن الغذائي. وفي عام 2019، وقبل تسجيل الارتفاع الهائل في الأسعار، أفاد البرنامج عن أنّ أكثر من ستين في المئة من سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي. والأربعاء الماضي قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن شباب سوريا تكبدوا خسائر شخصية فادحة خلال الحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات ولا يزال يقع على عاتقهم مهمة إعادة بناء وطنهم الممزق. ويسلط مسح جديد للجنة شمل 1400 سوري يعيشون في سوريا أو في لبنان وألمانيا الضوء على الثمن الذي دفعه شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما خلال الحرب التي حصدت أرواح مئات الآلاف وشردت الملايين وألحقت الدمار والخراب بالمدارس والمستشفيات.
مشاركة :