السياحة المائية.. رافد لدعم الاقتصاد

  • 3/14/2021
  • 23:06
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تشكل الموارد المائية بشتى أنواعها سواء كانت عذبة أو مالحة عنصراً رئيسياً للسياحة المائية، فسياحة الشواطئ والينابيع والمياه المعدنية تقدم لمرتاديها المتعة والحيوية والراحة في إطار نشاطات الترفيه التي أصبحت شائعة ومنتشرة على نطاق واسع. إن المملكة قد حباها الله بواجهات بحرية ممتدة وعيون مياه عذبة ومياه جوفية ومعدنية في بعض مناطق المملكة، فعلى سبيل المثال هناك واجهات بحرية كثيرة على طول البحر الأحمر من جازان في الجنوب وحتى دول الشام بطول حوالي 1500 كلم، وعلى الرغم من وجود كل مقومات السياحة المائية في المملكة إلا أنها لم تستغل بشكل اقتصادي وترفيهي فعال، وهنا يأتي الدور على الجهات المعنية بالقيام بتخطيط وتنفيذ مشاريع سياحية مائية مثل إقامة المنتجعات والمدن الترفيهية والساحلية وتطويرها لجذب السياح من الداخل والخارج إليها تماماً كما هو الحال في تجربة شرم الشيخ وغيرها بجمهورية مصر العربية، إلى جانب وضع تشريعات لتنظيم السياحة المائية وتقديم التسهيلات للمستثمرين والخروج بهذه السياحة المهمة من دائرة السباحة والاستثمار في الشاليهات وغيرها إلى أبعادها الكبيرة. وللوصول كذلك إلى تطوير وتعزيز السياحة المائية، فإنه ينبغي وضع خطط خاصة بالسدود وتحقيق الاستفادة المثلى من كميات المياه المحتجزة فيها وتطوير مرافقها السياحية لتوجيه الاستثمار السياحي فيها بما يحقق أهداف التنمية المستدامة للدولة، حيث إنها وسيلة لكسب العيش للعمالة الوطنية بما توفره لها من وظائف وأعمال وفرص استثمار في هذا المجال، كما ينبغي الاستفادة من البحر ومن الشواطئ بالشكل الذي يوفر للمواطنين والمقيمين والزوار الأجانب فسحة حقيقية ومستمرة على مدار العام، سواء من خلال تهيئة هذه الشواطئ وتنظيف البحر وترتيبه أو من خلال توفير الخدمات التي تحوله إلى فضاء جاذب للأفراد والأسر، كما أن المياه الحارة هي بلا شك من أهم معالم السياحة، بجانب أنها تساعد في علاج الكثير من الأمراض لذا يجب عمل منتجعات في أماكن هذه المياه وكذا كافة الينابيع ومصادر المياه الأخرى. إن التركيز على سياحة البر والمتنزهات والأسواق والتسوق قد خصم كثيراً من تطوير السياحة المائية، وقد آن الأوان لتوجيه الاستثمار إلى السياحة المائية في الشواطئ وأماكن المياه الطبيعية الأخرى بالمملكة مع إحكام تنسيق جهود القطاعين الخاص والحكومي في هذا السياق لصناعة الترفيه المائي في إطار مفهوم وأفكار جديدة وفقاً لما تسير عليه الجهات المعنية حالياً بحيث يتم تصميم المرافق السياحية المائية بما يتلاءم وروح العصر بعيداً عن الأنماط القديمة حتى تغدو إحدى الروافد الاقتصادية الوطنية المهمة. باحثة وكاتبة سعودية [email protected]

مشاركة :