اللي على رأسه بطحه يحسس عليها

  • 3/13/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تظل الأمثال الشعبية التي نقرأها ويتداولها أطياف المجتمع حيث لم تترك شيء في مجتمعنا إلا وتحدثت عنها، بل إن هذه الأمثال الشعبية لم تأتي من فراغ ولهذا يظل لكل مثل شعبي قصة وقعت ويضربون من خلالها مثل شعبي قد يطابق واقع هذه القصة التي وقعت. ولهذا قررت اليوم عبر مقالي أن أختار لكم أحد الأمثال الشعبية الذي قد يحاكي تصرفات البعض من الأشخاص وذلك من خلال تصرفاتهم (الغبية) في كثير من المجتمعات والمؤسسات، وبما أن هذا المثل يعد من أبرز الأمثال حسب وجهة نظري ونظر الكثير والأكثر تداولاً بين أطياف المجتمع من حيث انطباقه على الكثير من خلال تصرفاتهم مع الآخرين والقائل (اللي على رأسه بطحه يحسس عليها) وما أكثر من على رؤوسهم بطحه بل (ردود قلابات) بطحه. وقصة هذا المثل الشعبي كما وردت في كتب الأمثال الشعبية والمواقع الإلكترونية، وتعود قصته إلى إحدى القرى القديمة في مصر حيث إنه سرقت في هذه القرية (دجاجة) رجل، فذهب إلى شيخ القرية وأخبره وشكا له، فقام شيخ القرية بجمع الأهالي وأخبرهم بأن دجاجة هذا الرجل سُرقت وإنه يعرف السارق وعليه أن يعيدها قبل أن يفضح أمره، وبدأ الكلام يدور بين أهل القرية ويسبون السارق بالشتائم وشاركهم في ذلك السارق نفسه، فسأل أحد الموجودين شيخ القرية هل تعرف السارق فقال نعم، ثم سأله هل هو موجود بيننا، فقال نعم، فسأله الرجل هل تراه فقال شيخ القرية نعم. فطلب منه الرجل أن يعطى لهم صفة له، فقال لهم (على رأسه ريشة) في إشارة منه إلى أنه عندما أخذ (الدجاجة) علقت برأسه ريشة، فقام السارق دون أن يشعر بتحسس رأسه فعرفه الجميع وانكشف أمره، فخرج القول (اللي على رأسه ريشة) ثم تطور بعدما تداوله الناس وقالوا (اللي على رأسه بطحه يحسس عليها). وحين نقف ونتأمل في هذا المثل الشعبي والذي يحمل لنا دلالات وعلامات كثيرة والتي تتمثل، في أن المذنب مهما كان ذنبه ومخالفته طَفِيفَة أو عَظِيمَة يأخذ الكلام على نفسه حتى ولو كانت كلمة صغيرة، فهو دائمًا يشعر نفسه في دائرة الخطر، ودائمًا ما يعود ليدور حول فعلته حينما يكتب عن موضوع أو عن مخالفة قد يكون ارتكبها ولم يكشف أمره وفعله حيث تجده ينظر أن كل ما يكتب عن هذه الفعلة أو أي مخالفات بصفة عامة ينظر وكأنه هو المقصود بذلك. وهنا أرجع وأقول ومن خلال تجربة حذتها من خلال مقالاتي حينما أكتب عن مواضيع عامة ولا أقصد بها شخص بعينه أجد البعض وللأسف الشديد أن ما سطرته أناملي أقصد به (فلان وعلان) مما يجعلني نستدعي هذا المثل بشكل عاجل ونجعله أمامهم فلربما كُشفت لنا أشياء لم تكن في الحسبان. بل إن هذا الفهم الخاطئ لا يحصل معي فقط بل مع الكثير من الكتاب عبر مايسطرونه من مقالات، أو المغردين في تويتر، أو المفسبكين في الفيسبوك، فتجد البعض يظنون بأن الرسالة موجه لهم وأنهم المقصودون فيما سطرته أقلامنا من مقالات وتجريدات، ويتصرفون مع كل ما سطر بعدما ينقل لهم (السوس) المتواجدون حولهم والمقربين لديهم حيث يتعاملون بكل (حماقة) وتهور وبعيدا عن الحكمة والموضوعية. والعقلانية. ويرتكبون أشد المخالفات وكل ذلك لأن الكاتب كتب عن موضوع عام فأخذهم الشك أنهم هم المقصودون بذلك. وختاماً قد تكون البعض من الأمثال الشعبية مطابقة مع واقع الكثير حينما يرتكبون (بلاوي زرقاء) على قول أخونا المصريون ولم ينكشف أمرهم بعد، فيعشون في شكوك وقلق مع أنفسهم ويفضحون أنفسهم، كما حصل لسارق (الدجاجة) في القرية فضح نفسه بنفسه بسبب ذكاء شيخ القرية وصدق من قال (اللي على رأسه بطحه يحسس عليها) ودمتم سالمين

مشاركة :